صبية كوردستان
عدد المساهمات : 5423 تاريخ التسجيل : 29/09/2009 العمر : 39
| موضوع: انتفاضة بهدينان الكردية ضد الاستعمار البريطاني سنة 1919م الأربعاء نوفمبر 04, 2009 3:48 am | |
| انتفاضة بهدينان الكردية ضد الاستعمار البريطاني سنة 1919م (الجزء العاشر ) ثالثا : انتفاضة الكلي :
بينما كانت القوات البريطانية منشغلة بتمشيط منطقة برواري بالا من الثوار خوفا من قيامهم بانتفاضة اخرى تعيد الى الاذهان انتفاضة العمادية انقض الثوار الكرد على معسكر سواره توكا واحدثوا فيه خسائر جسيمة باعتراف البريطانيين انفسهم وهذا ما اسقط في يد القيادة البريطانية التي كانت تعلق الآمال على ان تكون العمليات التي يقودها الجنرال نايتنكيل كفيلة بانهاء المقاومة الكردية ومنع ما من شأنه الاتصال بين الثوار الكرد والعثمانيين الذي كانوا قد رفعوا راية الجهاد ضد الكفار وحاولوا بشتى الوسائل عرقلة الجهود البريطانية بالسيطرة على ولاية الموصل التي كانوا يعتبرونها جزءا لا يتجزأ من الترتب العثماني ( ومن ثم التركي فيما بعد ) على اساس انهم انسحبوا منها من دون قتال بعكس المناطق الاخرى من العراق التي جرى احتلالها من قبل البريطانيين بالقوة العسكرية ابتداء من سنة 1914م وانتهاء بسنة 1918م . لذا بدأت القيادة البريطانية في الموصل تراجع حساباتها وعقدت عدة اجتماعات لتدارك الوضع وتقرر فيها القيام بتحشيد قوات اضافية ودفعها الى المناطق الكردية المضطربة استجابة للظروف الجديدة التي افرزتها عملية سواره توكا واشتراك قبيلة الكلي الضاربة لأول مرة في هذه العملية بجانب قبيلة الكويان . وهكذا صدرت الاوامر من قبل الجنرال جورج ماكمن قائد الفرقة الثامنة عشرة المتمركزة في مدينة الموصل بارسال جحفل لواء بقيادة الجنرال وولدرج الى منطقة زاخو لردع قبيلة الكلي وحرق قرى زعمائها الذين شاركوا في معركة سواره توكا . فيما حدد لقوة الجنرال نايتنكيل التي كانت تقوم اصلا بمهام تمشيط منطقة برواري بالا بالتحرك غربا وعبور نهر الخابور حيث مناطق عشيرة الكلي لمسك القمم الجبلية العالية لتأمين اندفاع لواء الجنرال وولدرج حيث كانت المنطقة المطلوب اجراء الحركات التأديبية البريطانية فيها غاية في الوعورة وتم تعزيز هذه القوة بأرسال فوج من النساطرة ( الآثوريين ) المتدربين في معسكر بعقوبة وسط العراق لدعم هذه القوات التي تحتاج في مثل هذه المهمات الجبلية الصعبة الى مقاتلين جبليين يكونون ندا للاكراد في اساليبهم التعبوية الخاصة على حد تعبير الجنرال جورج ماكمن . وانيطت قيادة الحركات بالجنرال كاسلس . ومن الملاحظ ان هناك اختلاف في توقيت بعض هذه العمليات والتحركات العسكرية بين المصادر البريطانية والعراقية فبينما تذكر المصادر البريطانية ان بداية حركاتها للقضاء على انتفاضة الكلي جرت في 18 آب 1919م تذكر المصادر العراقية توقيتا آخر . وقد بدأت القوات البريطانية بالتقدم نحو مناطق الكلي الواقعة على بعد 40 كيلو متر شمال شرق مدينة زاخو وقد رافقت القوة العسكرية الكبيرة مفرزة من المرتزقة الكرد ( الدرك ) يقودهم عبد الكريم رشيد آغا آل شمدين احد زعماء عشيرة السليفاني التي تمتد ديارها من جنوب مدينة زاخو شمالا حتى ضفة نهر دجلة جنوبا كما عمل الكابتن ووكر معاون الحاكم السياسي لزاخو كضابط ارتباط بين القوات البريطانية والجانب الكردي . وكان هدف هذه القوة الوصول الى منطقة باطوفة وقرية بهنونة ( شمال شرق زاخو ) معقل الحاج صادق برو احد زعماء عشيرة الكلي وقلعة الشعبانية التي كان الثوار متحصنون فيها . وعندما بدأت طلائع القوات البريطانية بالوصول اليها تصدى لها ثوار الكلي بقيادة الزعيمين الحاج صادق برو وسليمان قطي اضافة الى ثوار العمادية والدوسكي بقيادة الحاج شعبان آغا العمادي والحاج طاهر الهمزاني الدوسكي وقد جرت معارك عنيفة حاول خلالها البريطانيون احتلال قلعة الشعبانية التي تقع في جبل منيع يطل على وادي ملاعرب وليس له غير ممرين ضيقين لا يسمحان لمرور اكثر من شخص واحد . وكانت نتيجة هذه المعارك ان ارتد البريطانيون الى الخلف بعد ان جوبهوا بمقاومة عنيفة من الثوار وكانت معركة ملاعرب من اشرس المعارك التي خاضها الثوار وتمكنوا من تكبيد الانكليز خسائر جسيمة في الارواح والمعدات وهذا ما ادى الى اشتراك الطيرا البريطاني في هذه المعارك حيق قام بقصف شديد لمواقع الثوار ولكن الثوار تصدوا لهذه الطائرات بأسلحتهم البسيطة وتمكن الحاج صادق برو من اسقاط طائرة بريطانية ببندقيته حيث هوت في منطقة دشت جيا ( الجبل المنبسط ) المشرف على ميدان المعركة . واخيرا ارتدت القوات البريطانية الى الخلف لا تلوي على شيئ ووصلت طلائع المنهزمين الى قرية كرك شندي ( تل سندي ) الواقعة على بعد عدة كيلومترات شمال مدينة زاخو . وكانت خسائر البريطانيين كبيرة اما خسائر الثوار فكانت طفيفة لا تكاد تذكر نظرا لبراعتهم في الحروب الجبلية وحسن اختيارهم لمواقعهم الدفاعية . ونظرا للخسائر الكبيرة التي تكبدها الجانب البريطاني فقد قامت الطائرات البريطانية بقصف شديد ومركز على مناطق عشيرتي السندي والكلي حيث اعلنت عشيرة السندي خضوعها للسلطة البريطانية وفرضت غرامات نقدية على كل من جميل اغا بن عبدي اغا واخيه صالح اغا بن عبدي اغا من رؤساء العشيرة البارزين . اما ثوار الكلي فانهم نزحوا بعائلاتهم الى المناطق الواقعة الآن على الحدود العراقية التركية ذات التضاريس الوعرة التي تقيهم القصف الجوي البريطاني وتحديدا في قرية ( نزدوري ) الواقعة على ضفة نهر الخابور اليمنى عند دخوله العراق . ولما رأت السلطات البريطانية شدة مقاومة الثوار ورباطة جأشهم طلبت اجراء مفاوضات معهم عن طريق ضابط الارتباط الكابتن ( ووكر ) واصدرت اوامر العفو عنهم دون قيد او شرط ان هم رجعوا الى ديارهم واخلدوا الى الهدوء والسكينة وهكذا فاوض الكابتن ووكر كل من الزعماء الحاج صادق برو وسليمان قطي وطاهر الهمزاني فلاقى هذا الطلب البريطاني قبولا منهم نظرا لما لاقوه من اهوال الحرب وما تكبده ابناء عشائرهم من خسائر جسيمة في الارواح والممتلكات . وهكذا صدر العفو عنهم في اواخر شهر تشرين الاول 1919م فعادوا الى ديارهم . اما الحاج شعبان اغا العمادي قائد ثوار العمادية وابني اخيه عبد الله اغا ومحمد صالح اغا فقد اجتازوا الحدود ولجأوا الى جزيرة ابن عمر الواقعة على نهر دجلة شمال مدينة زاخو وهي الآن ضمن الاراضي التركية ولبث الحاج شعبان اغا في جزيرة ابن عمر ( كردستان تركيا ) اذ صدر عفو عنه وعن جماعته عام 1922م ما عدا ابني اخيه محمد صالح اغا وعبد الله اغا الذي كان قد قتل معاون الحاكم السياسي في العمادية الكابتن ويلي وبقي هذان الثائران في تلك الانحاء الى ان وافاهما الاجل
| |
|
صبية كوردستان
عدد المساهمات : 5423 تاريخ التسجيل : 29/09/2009 العمر : 39
| موضوع: رد: انتفاضة بهدينان الكردية ضد الاستعمار البريطاني سنة 1919م الأربعاء نوفمبر 04, 2009 3:50 am | |
| وقد اشارت المصادر البريطانية الى انتفاضة الكلي وما لاقته من صعاب في اخمادها حيث يذكر ولسون بهذا الصدد قائلا : (( وبدأت الصفحة الثانية للحركات يوم ال 18 من آب حيث تقدم الجنرال وولدرج نحو ( قبيلة كلي ) التي قادت الهجوم على سويرة ( سواره توكا ) بينما تقدم الجنرال نايتنكيل في الوديان التي هي اقل سهولة ووصول والواقعة خلف سر عمادية والأرضون في بعض اقسامها كثيفة الاشجار وجبلية وعرة على غرار بعض اقسام حدود الهند الشمالية – الغربية . كانت حربا خبرها الجيش في الهند طويلا لكنها جديدة تماما بالنسبة لبعض القطاعات التي اشتركت فيها . لقد كانت تتطلب جهودا فردية كبيرة وفعاليات عظيمة بالنسبة للسريا والفصائل . كانت الحركة نحو قرية برنونة ( بهنونة ) وهي قرية محاطة بسلسلة تلال منحدرة تغطيها جموع غفيرة من الاكراد وترتكن الى حصن طبيعي مجاور . وكان على قطاعاتنا ان تخترق مسالك متعددة الواحدة تلو الاخرى اكثرها صالح للدفاع من قبل الرماة الماهرين . وثبت انه لايمكن التعامل مع القبائل على الشكل المناسب من دون اسناد آخر وقد تم ذلك بعد اسابيع قليلة . واندفعت قوة الجنرال نايتنكيل من سر عمادية لتنظم الى لواء الجنرال وولدرج . وارسل من بغداد فوج آثوري آخر من الجبليين النصارى بامرة ظباط من البريطانيين والاثوريين . لقد برهنوا على صدق ما كتب الجنرال ماكمن نصا ( انهم مضاف ثمين جدا بالنسبة الى قواتنا وانهم ند للاكراد في اساليبهم التعبوية الخاصة ) . وامضيت الاسابيع القليلة التالية في اجراء حركات تأديب في جميع الوديان التي تقطنها القبائل المعادية ( الكلي والكويان ) وكان أن خضعت باستثناء قلة منها في ال 15 من ايلول . وقد توقعت القيادة البريطانية بأن القبائل الكردية قد اخلدت الى السكون بسبب ما قامت به من اجراءات عسكرية حازمة ولكن كما يقول المثل العربي ( لم تتطابق حسابات الحقل مع البيدر ) فقد انتفضت قبيلة الكويان مرة اخرى وان كانت في الحقيقة لم تخلد هذه القبيلة الى السكون ابتداءا من قيامها بقتل معاون الحاكم السياسي البريطاني في زاخو الكابتن بيرسون وقامت بشن عدة هجمات على المواقع البريطانية مما تطلب منهم اجراءات عسكرية ضدها وهكذا اجتمع اللواءان البريطانيان لواء الجنرال نايتنكيل في المقدمة ولواء الجنرال وولدرج في المؤخرة حيث تمكنت هذه القوات من اختراق السلاسل الجبلية العالية بعد معارك عنيفة من قبيلة الكويان وتم السيطرة على هضبة بلاكيش و كروار وتم احتلال القرى الكويانية التي شارك ابنائها في الانتفاضات المتعددة ضد السلطات البريطانية حيث احرقت انتقاما لمقتل بيرسون . وقد دخلت مناطق هذه القبيلة ضمن اراضي الجمهورية التركية بعد تحديد خط الحدود اعتبارا من عام 1926م في الوقت الذي استقر فيه كثير من ابنائها في مدينة الموصل وكانوا موضع احترام فيها . وقد تطرقت المصادر البريطانية الى شدة ضراوة هذه القبيلة وعدم نسيان مقتل الظابط البريطاني بيرسون حيث يقول ولسون بهذا الصدد : (( ... واوشك الجنرال وولدرج ان ينسحب عند منتصف ايلول ( 1919م ) وهو يحسب ان واجبه قد تم حين ظهر جمع كبير من قبيلة الكويان الى جواره وقام بسلسلة من الهجمات الجريئة . وسرعان ما ظهر ان الامر يتطلب في الاقل اجراء حركات تأديبية في الوديان التي يسكنونها تحول دون معاودتهم اثارة المتاعب . ويعود الفضل في ذلك الى السر جورج ماكمن ( قائد الفرقة الثامنة عشرة ) التي اتخذ قرارا بالتقدم والاستمرار في الحركات . وتجمع الرتلان رتل الجنرال نايتنكيل في المقدمة وخلفه رتل الجنرال وولدرج واخترقا سلسلة التلال وبعد مناوشات عنيفة على نشز بلاكيش و كروار تم احتلال القرية الرئيسية في قلب ارض الكويان وحرق شطر منها انتقاما لمقتل بيرسون المسكين . )) . اما الجنرال جورج ماكمن فقد اشار الى هذه الناحية ولكن بصيغة القائد الذي اشرف على هذه الحركات بقوله : (( كان تعب القطاعات التي جاءت في زمن تتطلع فيه للراحة والاستجمام كحق من حقوقها تستحق لمواصلتها القتال ثناء مستطابا وكانت التلال متحدرة تكسوها نجوم النبات وان حركات كل يوم كانت تتطلب الصعود والنزول 2000 من الاقدام وحتى 3000 احيانا )) .
| |
|
يزن
عدد المساهمات : 32373 تاريخ التسجيل : 23/09/2009 العمر : 36
| موضوع: رد: انتفاضة بهدينان الكردية ضد الاستعمار البريطاني سنة 1919م الأربعاء نوفمبر 04, 2009 3:55 am | |
| | |
|
عاشقه لاخر العمر
عدد المساهمات : 6513 تاريخ التسجيل : 24/10/2009
| موضوع: رد: انتفاضة بهدينان الكردية ضد الاستعمار البريطاني سنة 1919م الأربعاء نوفمبر 04, 2009 2:24 pm | |
| | |
|
فراشة حبنا
عدد المساهمات : 11164 تاريخ التسجيل : 28/09/2009 العمر : 29 الموقع : قلب حبيبى
| موضوع: رد: انتفاضة بهدينان الكردية ضد الاستعمار البريطاني سنة 1919م الأربعاء نوفمبر 04, 2009 6:14 pm | |
| | |
|