خرج المخرج الجزائري رشيد بوشارب عن صمته إزاء حملة الهجوم العنيفة التي تعرض لها فيلمه "خارجون عن القانون" من جانب اليمين الفرنسي المتطرف بتهمة تزييف التاريخ والإساءة إلى فرنسا.
ودعا بوشارب، من مدينة لوس أنجلوس إلى الهدوء، معربا عن أمله في أن تتم مناقشة الاختلافات حول ما أسماه الفيلم "المتخيل" في هدوء تام، وذلك من خلال رسالة وجّهها إلى مهرجان "كان".
وقال المخرج الجزائري "هناك إشكالية حول فيلمي أثيرت منذ 3 أسابيع، حتى قبل أن يعرض في مهرجان (كان)، والذين شاركوا في هذا النقاش لم يشاهدوه بعد"، بحسب صحيفة "الخبر" الجزائرية 14 مايو/أيار.
وأضاف "أمام هذه المشاعر.. ولأجل تهدئة النّفوس يجب أن أذكّر بشيئين؛ الخارجون عن القانون فيلم متخيل، وملحمة تحكي قصة ثلاثة أخوة جزائريين وأمهم في فترة تمتد على مدى 30 سنة في منتصف سنوات الثلاثينيات، قبل استقلال الجزائر سنة 1962".
وأوضح أنه من المفترض أن السينما تعالج كل القضايا بدون استثناء، كما دافع المخرج الجزائري بقوة عن اختياراته للقضايا التاريخية والموضوع الحالي، بقوله "أنا أقوم بعمل تاريخي كمخرج.. وبكل إحساسي، دون أن أجبر أحدا على أن يتقاسم ذلك معي".
ورأى أنه بعد عرض الفيلم "سيكون الوقت قد حان لفتح نقاش عام حول الموضوع"، لكن في المقابل أكد بوشارب أنه من المتمسّكين بحرية التعبير، ومن هذا المنطلق يرى أنه من الطبيعي أن يكون هناك من يختلف معه في رؤية الفيلم أو يرفضه.
وأكد بوشارب أن العالم بأسره يدرك أن فرنسا هي أرض الحريات، وقال "أنا فخور بعرض فيلمي في أكبر وأرقى المهرجانات، وأتمنى أن يتم هذا العرض في إطار الاحترام المتبادل وفي جو هادئ".
وكانت لجنة فرنسية مناهضة لعرض الفيلم الجزائري "الخارجون عن القانون" بالدورة المقبلة لمهرجان "كان" السينمائي الدولي قد طالبت بتنظيم مظاهرة ضخة تزامنا مع عرض الفيلم بالمهرجان، تعبيرا عن الاحتجاج لما حمله من أفكار.
وشددوا على أن الفيلم يحمل مغالطات تاريخية كبيرة، وتزويرا للتاريخ، خاصة حول مجازر 8 مايو/أيار 1945، التي وقعت بين الجزائريين والاحتلال الفرنسي.
وقالت اللجنة -التي أطلقت على نفسها اسم "من أجل الحقيقة التاريخية كان 2010"، في بيانٍ لها- إن عرض الفيلم بالمهرجان يمثل "استفزازا داخل الدار الفرنسية"، و"مكيدة سياسية ستجري تحت غطاء حدث ثقافي ذي سمعة دولية".
ويدخل فيلم "الخارجون عن القانون" ضمن ما يسمى بسينما الحرب، وهو إنتاج مشترك "جزائري-فرنسي"، ممثلوه الأساسيون مغاربة، بالإضافة إلى المخرج الجزائري؛ حيث يشارك فيه جمال دبوز، ورشدي زام، وسامي بوعجيلة.
ويتطرق الفيلم -الذي يعتبر استمرارا لفيلم "أنديجان"- إلى فترة من تاريخ الجزائر المستعمرة، ويتعرض بالأخص لأحداث 8 مايو/أيار عام 1945 والحركة الوطنية، وميلاد جبهة التحرير الوطني.