في اعقاب سقوطه في فخ التعادل مع نظيره الزامبي في المباراة الأولى ، لم يعد أمام المنتخب التونسي لكرة القدم سوى تحقيق الفوز على نظيره الجابوني إذا أراد حقا الحفاظ على فرصته في بلوغ الدور الثاني (دور الثمانية) لبطولة كأس الأمم الأفريقية السابعة والعشرين المقامة حاليا في أنجولا.
ويلتقي المنتخب التونسي نظيره الجابوني غدا الأحد في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الرابعة ، بالدور الأول للبطولة.
وتمثل المباراة الفرصة الأخيرة لنسور قرطاج ، خاصة وأن مباراة الفريق الثالثة في المجموعة، الخميس المقبل ، ستكون أمام المنتخب الكاميروني وبالتالي سيكون الفريق بحاجة إلى الفوز في مباراة الغد لتجديد فرصته في المنافسة على إحدي بطاقتي المجموعة إلى دور الثمانية قبل المواجهة العصيبة مع أسود الكاميرون.
لكن آمال المنتخب التونسي ستصطدم بقوة مع طموحات المنتخب الجابوني الذي فجر كبرى مفاجآت البطولة حتى الآن عندما تغلب على نظيره الكاميروني 1/صفر في الجولة الأولى من مباريات المجموعة.
ويطمح المنتخب الجابوني إلى مواصلة مفاجآته وتحقيق فوز جديد خاصة وأن الفوز الثاني على التوالي سيضمن له التأهل لدور الثمانية ، دون انتظار لمباراته الثالثة في المجموعة مع المنتخب الزامبي الخميس ايضا.
كانت أول مشاركة للمنتخب الجابوني في بطولات كأس الأمم الأفريقية من خلال بطولة عام 1994 ، حيث خرج فيها من الدور ،الأول لكنه نجح في بلوغ دور الثمانية في البطولة التالية عام 1996 بجنوب أفريقيا ، ويسعى إلى تكرار الإنجاز في مشاركته الرابعة بالبطولة الحالية.
كان الفوز الثمين للمنتخب الجابوني على أسود الكاميرون يوم الأربعاء الماضي هو الثاني فقط للفريق في تاريخ مشاركاته بالبطولة وهو يحلم بتحقيق فوزه الثالث والتقدم لدور الثمانية للمرة الثانية في تاريخه.
وثأر المنتخب الجابوني من نظيره الكاميروني الذي تغلب عليه ذهابا وإيابا في التصفيات المؤهلة للبطولة الحالية ولبطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.
ويسعى المدرب الفرنسي آلان جريس المدير الفني للمنتخب الجابوني إلى قيادة الفريق إلى دور الثمانية باعتباره الهدف الذي يسعى إلى تحقيقه قبل عامين من إقامة البطولة الأفريقية التالية بالتنظيم المشترك مع غينيا الاستوائية.
والمشكلة الحقيقية التي يعاني منها المنتخب الجابوني هي افتقاد عدد كبير من لاعبيه لحساسية المباريات بسبب عدم مشاركتهم مع أنديتهم أو عدم ارتباطهم بأي أندية ولكنه يستطيع التغلب على هذه المشكلة مع توالي المباريات.
ورغم ذلك يتمتع الفريق بالمستوى العالي الذي ظهر عليه حارس مرماه ديدييه أوفونو المحترف في لومان الفرنسي خلال المباراة الأولى أمام الكاميرون وهو ما يأمل الفريق في استمراره خلال المباراة غدا أمام نسور قرطاج.
أما المنتخب التونسي الذي يمر حاليا بمرحلة إعادة بناء بعد خروجه صفر اليدين من التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا لصالح المنتخب النيجيري ، فقد ظهر بشكل أكثر تنظيما في المباراة الأولى أمام المنتخب الزامبي.
ونجح الفريق في تحويل تخلفه بهدف إلى تعادل ثمين 1/1 ، وكان بإمكانه تحقيق الفوز من الفرص التي سنحت له ، لكن الحظ عانده في معظم هذه الفرص ليصبح بحاجة إلى الفوز على المنتخب الجابوني في مباراة الغد من أجل الحفاظ على فرصته في التأهل لدور الثمانية قبل المواجهة العصيبة مع أسود الكاميرون.
وينتظر أن يعتمد الفريق كثيرا على المدافع ياسين ميكاري ولاعب خط الوسط أسامة الدراجي اللذين يتمتعان بثقة فوزي البنزرتي ،المدير الفني الوطني للفريق حيث يعلق عليهما آمالا عريضة في تحقيق الفوز.
ويواجه المنتخب التونسي مشكلة كبيرة قبل هذه المباراة حيث أسندت المباراة إلى الحكم البنيني كوفي كودجا مما أثار اعتراض الكثيرين في تونس حيث يرى التونسيون أنه ينحاز ضد الفرق التونسية وهو ما ظهر بوضوح قبل مباراة النجم الساحلي التونسي مع أهلي طرابلس الليبي في دوري أبطال أفريقيا الموسم الماضي حيث اعترض النادي التونسي على تعيين كودجا لإدارة المباراة.
بيد أن خبرة البنزرتي ورغبة الفريق التونسي الشاب تمثلان الوسيلة التي يستطيع من خلالها نسور قرطاج عبور كل هذه العقبات.