كركوك مدينة اثرية تاريخية تقع جغرافيا وتاريخيا وقانونيا ضمن حدود كوردستان العراق وفق القرارات التركية العثمانية والبريطانية ووفق عصبة الامم ولجنتها المؤلفة من ممثلي الدول العربية المحايدة.
وان وضع مدينة كركوك التاريخي والجغرافي والاجتماعي والثقافي والاثني يشير الى ان كركوك مدينة كوردستانية مهمة تقع ضمن حدود كوردستان العراق بل هي قلب كوردستان وان الكورد هم السكان الذين يشكلون الاغلبية في المدينة وظواحيها منذ القدم، وعلى الرغم وجود القوميات الاخرى كالعرب والتركمان والاشوريين وغيرهم.
كانت كركوك مركز ولاية شهرزو التي كانت تضم بجانبها اربيل والسليمانية وبعض مناطق كوردستان ايران الحالية . وهناك خرائط تؤكد وتبرهن ان كركوك تقع ضمن كوردستان العراق.
تعرضت كركوك منذ عقود الى سياسة التغيير الديموغرافي قسراً وركزت حملة التطهير العرقي على الكورد اولاً وعلى التركمان ثانيا وتم تهجير الكورد من قراهم في محافظة كركوك، وكركوك نفسها وداقوق وطوزخورماتو وغيرها من النواحي والارياف كما شملهم عدد من القوانين الشوفينية كمنع الكورد من التملك وحرمانهم من حق البناء والسكن والتوظيف، وخلال الحكم الدكتاتوري نقلت اكثر من ثلاثين الف عائلة عربية الى كركوك وضواحيها وكان الهدف واضحاً هو التعريب لهذه المدينة اولاً وزرع الفتنة الطائفية بين ابنائها ثانياً.
كما تعرضت كركوك الى سياسة التتريك ايضا في العهد العثماني وشجعت دوما القبائل التركمانية على السكن في المدن الكوردستانية ذات الاهمية الستراتيجية والتجارية مثل (كفري- التون كوبري- طوزخورماتو وكركوك)
ورغم سياسة التتريك والتعريب هناك حقائق وارقام تشير الى ان غالبية سكان كركوك هم من الكورد ولعل من اهم الادلة على ذلك حسب الاحصاء في العهد العثماني وحتى تشكيل لجنة عصبة الامم والاحصاء العراقي في العشرينيات والخمسينيات الى اواخر السبعينيات وفي قاموس الاعلام التركي الصادر في اواخر القرن التاسع عشر في العهد العثماني وهو بمثابة دائرة المعارف العثمانية وردت حقيقة ان ثلاثة ارباع مدينة كركوك من الكورد والبقية تتألف من التركمان والعرب والمسيحيين وفي مذكرة قدمها عصمت باشا اينونو الى عصبة الامم في مؤتمر (لوزان) وردت الارقام الاتية
الكورد 97000 نسمة
التركمان 79000 نسمة
العرب 8000 نسمة
* اما الاحصاء العراقي عام 1922 فأشار الى ان
الكورد 47500 نسمة
العرب 35150 نسمة
التركمان 26100 نسمة
* اما الاحصاء العراقي عام 1957م
الكورد 187593 نسمة
العرب 109620 نسمة بينهم (19386) مولودون وقادمون من المحافظات العراقية والعربية
التركمان 83371 نسمة
ومن مصادر التعداد القومي للسكان والذي نظمته مديرية الامن العام مركز التطوير القومي وسري للغاية وزع على عدد معين من المسؤولين عام (1977)م والجدير بالذكر ان الاقضية الكوردية والنواحي التي اقطعت من كركوك مثل (طوزخورماتو- كفري- كلار-جمجمال) لم يشملها التعداد
وكانت كما يأتي:
العرب 44% 218755
الكورد 37.5 184857
التركمان 16% 080347
وبعد اجراء التهجير وتشريد الاف العمال الكورد من شركة النفط والدوائر الحكومية واحالة معظم الكورد الى التقاعد وتشريد الفلاحين واسكان عشرات الالاف من العرب كانت احصائية عام 1997 كالاتي:
*العرب 39.61%
* الكورد 37.37%
* التركمان 22.37%
ان هذه الاحصائيات تثبت مدى وحشية النظام كما تفضح سياسة التهجير والتغيير الديموغرافي لهذه المدينة وهي عروس كوردستان التي تذرف الدموع لباقي اعضاء جسدها التي اقتطعت منها وتم توزيعها على محافظات صلاح الدين وديالى وتغيير ملامحها.
فلماذا هذا التلكؤ في تنفيذ المادة (140) وتدخلات دول الجوار وعقد اتفاقيات ومؤتمرات ثنائية وثلاثية بين تركيا وسوريا وايران وعقد مؤتمرات علنية او وراء الستار مع بعض ايتام وازلام النظام الدكتاتوري المباد ومع ممثلين لبعض الكيانات السياسية من اجل عرقلة تنفيذ المادة (140) من الدستور
الا ان هذه المادة قد وضع لها جدول زمني والية ديمقراطية لمعالجة المشكلة بعيداً عن الصراع والنزاع الدموي الذي تريده الحكومة التركية وبعض الجماعات التركمانية وبعض القوى القومية العربية الشوفينية وبعض العرب الشيعة لعرقلة وضع هذه المادة موضع التنفيذ لقد نفد صبر الكورد وآن الآوان للاقرار بمشروعية حقوق شعبنا في ارضه ومدنه واعادتها الى اقليم كوردستان الذي هو جزء من الوطن العراقي المشترك، ان تطبيع الاوضاع في كركوك تعزيز للاخوة العربية الكوردية ودعم وسند لحكومة الوحدة الوطنية وان الشعب الكوردي عبر سنين نضاله والتضحيات الجسام التي قدمها لن يتخلى عن كوردستانية كركوك
وكما ذكر ريجي دوبريه
)ان السمكة لا حاجة لها الى الماء مادامت في الماء(
وستبقى كركوك قلب كوردستان