السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ذهب الكثير من المفسرين إلى القول بوجوب
ستر الوجهبينما ذهب البعض إلى القول باستحبابه ، وقد رأيت أن أقوم بجمع
أقوال المفسرين فيهذا الباب ، مع الإشارة إلى الجزء والصفحة للمواضع التي
صرحوا فيها بذلك مع ذكرطبعة الكتاب ، وقد ذكرت هنا أكثر من أربعين مفسرا
ورتبتهم على الوفيات ؛ لعل ذلكيكون أبلغ رد على هؤلاء الأدعياء الذين
زعموا زورًا وبهتانا أن النقاب ينكره الأئمةالأربعة والمفسرون وأنه دخيل
على المسلمين ولم يَقُل به أحد من أهل العلم . فمن هؤلاء المفسرين :
1- المفسر الإمام حبر الأمة وترجمان القرآن ابن عباس رضي اللهعنهما : قال
في قوله { يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهنمن
جلابيبهن } : (( أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن
يغطينوجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة )) اهـ . الطبري (
19 / 181 ) وسيأتي بعد قليل .
2- المفسر يحيى بن سلام التيمي البصري القيرواني رحمه الله ت 200هـ : قال
في تفسير قول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْلِأَزْوَاجِكَ
وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ
مِنْجَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ
وَكَانَ اللَّهُغَفُوراً رَحِيماً } . قال : (( والجلباب : الرداء تقنع به
، وتغطي به شق وجههاالأيمن ، تغطي عينها اليمنى وأنفها )) اهـ . ( تفسير
يحي بن سلام ) ( 2 / 738 ) ط : دار الكتب العلمية 2004م .
3- إمام المفسرين الإمام أبو جعفر الطبري رحمه الله تهـ : قال عند تفسيره
لقول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْلِأَزْوَاجِكَ
وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ
مِنْجَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ
وَكَانَ اللَّهُغَفُوراً رَحِيماً } . قال : (( يقول تعالى ذكره لنبيه
محمد صلى الله عليه وسلم : { يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء
المؤمنين } لا يتشبهن بالإماء في لباسهن إذاهن خرجن من بيوتهن لحاجتهن
فكشفن شعورهن ووجوههن ولكن ليدنين عليهن من جلابيبهنلئلا يعرض لهن فاسق
إذا علم أنهن حرائر بأذى من قول . ثم اختلف أهل التأويل في صفةالإدناء
الذي أمرهن الله به فقال بعضهم هو أن يغطين وجوههن ورءوسهن فلا يبدين
منهنإلا عينا واحدة . ذكر من قال ذلك : حدثني علي قال ثنا أبو صالح قال
ثني معاوية عنعلي عن ابن عباس قوله { يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك
ونساء المؤمنين يدنينعليهن من جلابيبهن } أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن
من بيوتهن في حاجة أن يغطينوجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عينا
واحدة . حدثني يعقوب قال ثنا بن عليةعن ابن عون عن محمد عن عبيدة في قوله
: { يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساءالمؤمنين يدنين عليهن من
جلابيبهن فلبسها عندنا ابن عون . قال : ولبسها عندنا محمد . قال محمد :
ولبسها عندي عبيدة . قال ابن عون بردائه فتقنع به فغطى أنفه وعينهاليسرى
وأخرج عينه اليمنى وأدنى رداءه من فوق حتى جعله قريبا من حاجبه أو
علىالحاجب . حدثني يعقوب قال ثنا هشيم قال أخبرنا هشام عن ابن سيرين قال :
سألت عبيدةعن قوله : { قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من
جلابيبهن } قال : فقال بثوبه فغطى رأسه ووجهه وأبرز ثوبه عن إحدى عينيه .
وقال آخرون : بل أمرن أنيشددن جلابيبهن على جباههن )) اهـ ثم ذكر من قال
ذلك . (جامع البيان في تفسيرالقرآن ( 19 / 180 ـ 182 ) .
4- المفسر العلامة أبو بكر أحمد بن علي الرازي المشهوربالجصاص رحمه الله ت
370 هـ : فعند تفسيره لقول الله تعالى : { يَا أَيُّهَاالنَّبِيُّ قُلْ
لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَعَلَيْهِنَّ
مِنْ جَلابِيبِهِنَّ } أورد بعض الآثار المتقدمة عن ابن عباس وأم
سلمةوعبيدة والحسن ثم قال : (( قال أبو بكر : في هذه الآية دلالة على أن
المرأة الشابةمأمورة بستر وجهها عن الأجنبيين وإظهار الستر والعفاف عند
الخروج لئلا يطمع أهلالريب فيهن وفيها دلالة على أن الأمة ليس عليها ستر
وجهها وشعرها لأن قوله تعالىونساء المؤمنين ظاهره أنه أراد الحرائر وكذا
روي في التفسير لئلا يكن مثل الإماءاللاتي هن غير مأمورات بستر الرأس
والوجه فجعل الستر فرقا يعرف به الحرائر منالإماء )) اهـ . ( أحكام القرآن
ـ 5 / 244 ـ 245) .
5- المفسر الإمام أبو المظفرالسمعاني رحمه الله ت 489هـ : قال : (( وقوله
تعالى : { يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْجَلابِيبِهِنَّ } أي : يشتملن
بالجلابيب ، والجلباب هو الرداء ، وهو الملاءة التيتشتمل بها المرأة فوق
الدرع والخمار . قال عبيدة السلماني : تتغطى المرأة بجلبابهافتستر رأسها
ووجهها وجميع بدنها إلا إحدى عينيها )) اهـ . ( تفسير القرآن ) ( 4 / 306
، 307 ) ط : دار الوطن بالرياض 1997م .
6- المفسر الفقيه عماد الدين الطبريالشهير بإلكيا الهراس رحمه الله ت 504
هـ : قال : (( { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّقُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ
وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّمِنْ جَلابِيبِهِنَّ }
الجلباب : هو الرداء ، فأمرهن بتغطية وجوههن ورءوسهن ولميوجب على الإماء
ذلك )) اهـ ( أحكام القرآن ) ط دار الكتب الحديثة ( 4 / 354 )
7- المفسر الإمام البغوي رحمه الله ت 516هـ : قال : (( { يَا أَيُّهَا
النَّبِيُّ قُلْلِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ
يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْجَلابِيبِهِنَّ } جمع الجلباب ، وهو الملاءة
التي تشتمل بها المرأة فوق الدرعوالخمار ، وقال ابن عباس وأبو عبيدة : أمر
نساء المؤمنين أن يغطين رءوسهن ووجوهنبالجلابيب إلا عينا واحدة ليعلم انهن
حرائر { ذلك أدنى أن يعرفن } أنهن حرائر { فلايؤذين } فلا يتعرض لهن ))
اهـ . ( تفسير البغوي ج3/ص586 ) ط2 : دار طيبة بالرياض 1423هـ .
8- المفسر الإمام الزمخشري رحمه الله ت 538هـ : قال عند تفسير قول الله
عزوجل { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ
وَنِسَاءِالْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ } :
(( ومعنى{ يُدْنِينَعَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ } يرخينها عليهنّ
ويغطين بها وجوههنّ وأعطافهنّ ،يقال : إذا زال الثوب عن وجه المرأة أدنى
ثوبك على وجهك ، وذلك أن النساء كنّ فيأول الإسلام على هجيراهنّ في
الجاهلية متبذلات تبرز المرأة في درع وخمار فصل بينالحرّة والأمة ، وكان
الفتيان وأهل الشطارة يتعرّضون إذا خرجن بالليل إلى مقاضيحوائجهنّ من
النخيل والغيطان للإماء ، وربما تعرّضوا للحرّة بعلة الأمة يقولونحسبناها
أمة ، فأمرن أن يخالفن بزيهنّ عن زي الأماء الأردية والملاحف وستر
الرءوسوالوجوه ليحتشمن ويُهَبن فلا يطمع فيهن طامع )) اهـ . (تفسير الكشاف
ـ 3 / 246) طدار المعرفة بيروت .
9- المفسر العلامة أبو بكر بن العربي المالكي رحمه الله تهـ : (( اختلف
الناس في الجلباب على ألفاظ متقاربة عمادها : أنه الثوب الذي يستربه البدن
، لكنهم نوعوه هاهنا فقد قيل : إنه الرداء ، وقيل : إنه القناع .
قولهتعالى : { يدنين عليهن } قيل : معناه تغطي به رأسها فوق خمارها . وقيل
: تغطي بهوجهها حتى لا يظهر منها إلا عينها اليسرى . والذي أوقعهم في
تنويعه أنهم رأوا الستروالحجاب مما تقدم بيانه واستقرت معرفته ، وجاءت هذه
الزيادة عليه واقترنت بهالقرينة التي بعده وهي مما تبينه وهو قوله تعالى :
{ ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين } والظاهر : أن ذلك يسلب المعرفة عند كثرة
الاستتار فدل على أنه أراد تمييزهن علىالإماء اللاتي يمشين حاسرات أو
بقناع مفرد يعترضهن الرجال فيتكشفن ويكلمنهن ، فإذاتجلببت وتسترت كان ذلك
حجاباً بينها وبين المتعرض بالكلام والاعتماد بالإذاية )) اهـ . (أحكام
القرآن ـ 3 / 1586) ط دار الجيل بيروت بتحقيق علي محمد البجاوي ط 1988م .
10. المفسر العلامة ابن عطية الأندلسي رحمه الله ت 546هـ : قال عند
تفسيرهلقول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ
وَبَنَاتِكَوَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ
جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَأَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ
اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً } . قال : (( لما كانت عادة العربيات التبذل في
معنى الحجبة ، وكن يكشفن وجوههن كمايفعل الإماء ، وكان ذلك داعية إلى نظر
الرجال إليهن وتشعب الفكر فيهن أمر اللهتعالى رسوله عليه السلام بأمرهن
بإدناء الجلابيب ليقع سترهن ويبين الفرق بينالحرائر والإماء ؛ فيعرف
الحرائر بسترهن ، فيكف عن معارضتهن من كان غزلا أو شاباوروي أنه كان في
المدينة قوم يجلسون على الصعدات لرؤية النساء ومعارضتهن ومراودتهنفنزلت
الآية بسبب ذلك ، والجلباب : ثوب أكبر من الخمار ، وروي عن ابن عباس
وابنمسعود أنه الرداء واختلف الناس في صورة إدنائه فقال ابن عباس وعبيدة
السلماني ذلكأن تلويه المرأة حتى لا يظهر منها إلا عين واحدة تبصر بها ،
وقال ابن عباس أيضاوقتادة وذلك أن تلويه فوق الجبين وتشده ثم تعطفه على
الأنف وإن ظهرت عيناها لكنهيستر الصدر ومعظم الوجه وقوله تعالى : { ذلك
أدنى أن يعرفن } أي على الجملة بالفرقحتى لا يختلطن بالإماء ، فإذا عرفن
لم يُقابلن بأذى من المعارضة مراقبة لرتبةالحرية ، وليس المعنى أن تعرف
المرأة حتى يعلم من هي ، وكان عمر إذا رأى أمة قدتقنعت قنعها الدرة
محافظةعلى زي الحرائر ، وباقي الآية ترجية ولطف وحض على التوبةوتطميع في
رحمة الله تعالى )) اهـ . ( المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ـ ج13/
99 .
. 11ـ المفسر الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي رحمه الله ت 597هـ : قال
عندتفسير قول الله عز وجل { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ
وَبَنَاتِكَوَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ
جَلابِيبِهِنَّ } : سببنزولها أن الفساق كانوا يؤذون النساء إذا خرجن
بالليل ، فإذا رأوا المرأة عليهاقناع تركوها وقالوا هذه حرة ، وإذا رأوها
بغير قناع قالوا أمة فآذوها فنزلت هذهالآية ، قاله السدي . وقوله تعالى :
{ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ } قال ابن قتيبة : يلبسن
الأردية ، وقال غيره : يغطين رءوسهن ووجوههن ليعلم أنهنحرائر . { ذَلِكَ
أَدْنَى } أي أحرى وأقرب { أَنْ يُعْرَفْنَ } أنهن حرائر { فَلايُؤْذَيْنَ
} )) اهـ (( زاد المسير ) ( 6 / 422 ) ط 3 المكتب الإسلامي 1984م .
12ـالمفسر العلامة المفسر الفخر الرازي رحمه الله ت 606 هـ : قال عند
تفسير قول اللهعز وجل : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ
وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِالْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ
جَلابِيبِهِنَّ } قال : (( كان فيالجاهلية تخرج الحرة والأمة مكشوفات
يتبعهن الزناة وتقع التهم فأمر الله الحرائربالتجلبب وقوله { ذالِكَ
أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ } قيل : يعرفنأنهن حرائر فلا
يتبعن ، ويمكن أن يقال : المراد : يعرفن أنهن لا يزنين ؛ لأن منتستر وجهها
مع أنه ليس بعورة لا يطمع فيها أنها تكشف عورتها فيعرفن أنهن مستورات ))
اهـ . ( التفسير الكبير ) ( 25 / 230) ط : إحياء التراث العربي بيروت ط3.
13 - لمفسر الإمام العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى ت 660هـ : (( {
جلابيبهن } الجلباب : الرداء أو القناع أو كل ثوب تلبسه المرأة فوق ثيابها
وإدناؤه أن تشد بهرأسها وتلقيه فوق خمارها حتى لا ترى ثغرة نحرها أو تغطي
به وجهها حتى لا تظهر إلاعينها اليسرى { يعرفن } من الإماء بالحرية أو من
المتبرجات بالصيانة . قال قتادة : كانت الأمة إذا مرت تناولها المنافقون
بالأذى فنهى الله - تعالى - الحرائر أنيتشبهن بهن )) اهـ . ( تفسير العز
بن عبد السلام ط1 : دار ابن حزم - بيروت 1996م،تحقيق: الدكتور عبد الله بن
إبراهيم الوهبي ( ج2/ص590 ) .
14ـ المفسر الكبير الإمامالقرطبي رحمه الله ت 671هـ : قال عند تفسير قول
الله عز وجل { يَا أَيُّهَاالنَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ
وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَعَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ } :
قال : (( لما كانت عادة العربيات التبذل وكنيكشفن وجوههن كما يفعل الإماء
وكان ذلك داعية إلى نظر الرجال إليهن وتشعب الفكرةفيهن أمر الله رسوله صلى
الله عليه وسلم أن يأمرهن بإرخاء الجلابيب عليهن إذا أردنالخروج إلى
حوائجهن وكن يتبرزن في الصحراء قبل أن تتخذ الكنف فيقع الفرق بينهن
وبينالإماء فتعرف الحرائر بسترهن فيكف عن معارضتهن من كان غزلا أو شابا
وكانت المرأة مننساء المؤمنين قبل نزول هذه الآية تتبرز للحاجة فيتعرض لها
بعض الفجار يظن أنها أمةفتصيح به فيذهب فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه
وسلم ونزلت الآية بسبب ذلك قالمعناه الحسن وغيره ، الثالثة قوله تعالى {
من جلابيبهن } الجلابيب جمع جلباب وهوثوب أكبر من الخمار ، وروي عن ابن
عباس وابن مسعود أنه الرداء وقد قيل إنه القناعوالصحيح أنه الثوب الذي
يستر جميع البدن )) اهـ (تفسير القرطبي ـ 14 / 243) .
15ـالمفسر العلامة البيضاوي رحمه الله ت 691هـ : قال عند تفسير قول الله
عز وجل : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ
وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَيُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ } قال
: (( يغطين وجوههن وابدانهنبملاحفهن إذا برزن لحاجة و { من } للتبعيض ؛
فإن المرأة ترخي بعض جلبابها ، وتتلفعببعض ، و { ذلك أدنى أن يعرفن} يميزن
من الإماء والقينات { فلا يؤذين } فلا يؤذيهنأهل الريبة بالتعرض لهن ))
اهـ . (تفسير البيضاوي ) ص ( 563 ) ط : دار الجيل بيروتمصورة عن الطبعة
العثمانية 1329هـ .
16ـ وعلق المفسر العلامة أحمد بن محمد شهابالدين الخفاجي في حاشيته على
تفسير البيضاوي المسماة : ( عناية القاضي وكفايةالراضي ) بقوله : (( قوله
( من للتبعيض ) إلخ ـ وقد قال في الكشاف إنه يحتمل وجهين : أن يتجلببن
ببعض مالهن من الجلابيب فيكون البعض واحدا منها أو يكون المراد ببعضجزءًا
منه بأن ترخي بعض الجلباب ، وفضله على وجهها فتتقنع به ، والتجلبب على
الأوللبس الحجاب على البدن كله ، وعلى هذا التقنع بستر الرأس والوجه ، مع
إرخاء الباقيعلى بقية البدن .. )) اهـ
17ـ المفسر العلامة أبو البركات النسفي رحمه الله ت 710هـ : قال عند تفسير
قول الله عز وجل { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَوَبَنَاتِكَ
وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ } :
(( الجلباب ما يستر الكل ، مثل الملحفة ، عن المبرد ، ومعنى { يدنين عليهن
منجلابيبهن } يرخينها عليهن ويغطين بها وجوههن وأعطافهن ، يقال : إذا زال
الثوب عنوجه المرأة أدن ثوبك على وجهك ، و { من } للتبعيض أى ترخى بعض
جلبابها وفضله علىوجهها ، تتقنع حتى تتميز من الأمة ، أو المراد أن
يتجلببن ببعض ما لهن من الجلابيبوأن لا تكون المرأة متبذلة فى درع وخمار
كالأمة ولها جلبابان فصاعدا فى بيتها ،وذلك أن النساء فى أول الإسلام على
هجيراهن فى الجاهلية متبذلات تبرز المرأة فى درعوخمار لا فضل بين الحرة
والأمة ، وكان الفتيان يتعرضون إذا خرجن بالليل لقضاءحوائجهن فى النخل
والغيطان للإماء ، وربما تعرضوا للحرة لحسبان الأمة فأمرن أنيخالفن بزيهن
عن زى الإماء بلبس الملاحف وستر الرءوس والوجوه فلا يطمع فيهن طامع )) اهـ
. (تفسير النسفي ـ 3 / 455) . وهذا التفسير يدرس الآن بالمعاهد الأزهرية .
18ـالمفسر الإمام الخازن رحمه الله ت 741هـ : قال : (( { يأَيُّهَا
النَّبِىُّ قُللاِزْواجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ
} أي يرخين ويغطين { عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ } جمع جلباب ، وهو
الملاءة التي تشتمل بها المرأةفوق الدرع والخمار ، وقيل هو الملحفة وكل ما
يستتر به من كساء وغيره . قال ابن عباس : أُمر نساء المؤمنين أن يغطين
رءوسهن ووجههن بالجلالبيب إلا عينا واحدة ليعلم أنهنحرائر وهو قوله تعالى
{ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ } أي لايتعرضن لهن ))
اهـ . ( تفسير الخازن ) ( 3 / 478 ) .
19ـ المفسر العلامة محمد بن أحمد بن محمد الغرناطي الكلبي المشهور بابن
جزي رحمه الله ت 741هـ : قال عند تفسيرهلقول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا
النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَوَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ
يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ } (( كان نساءالعرب يكشفن
وجوههن كما تفعل الإماء ، وكان ذلك داعيا إلى نظر الرجال لهن فأمرهنالله
بإدناء الجلابيب ليسترن بذلك وجوههن ويفهم الفرق بين الحرائر
والإماءوالجلابيب جمع جلباب ، وهو ثوب أكبر من الخمار وقيل هو الرداء
وصورة إدنائه عند ابنعباس : أن تلويه على وجهها حتى لا يظهر منها إلا عين
واحدة تبصر بها . وقيل : أنتلويه حتى لا يظهر إلا عيناها . وقيل : أن تغطي
نصف وجهها { ذلك أدنى أن يعرفن فلايؤذين } أي ذلك أقرب إلى أن يعرف
الحرائر من الإماء ، فإذا عرف أن المرأة حرة لمتعارض بما تعارض به الأمة ،
وليس المعنى أن تعرف المرأة حتى يعلم من هي إنما المرادأن يفرق بينها وبين
الأمة لأنه كان بالمدينة إماء يعرفن بالسوء ، وربما تعرض لهنالسفهاء ))
اهـ . (التسهيل لعلوم التنزيل ـ 3 / 144) ط4 : دار الكتاب العربي - لبنان
1983م .
20ـ المفسر الإمام أبو حيان الأندلسي رحمه الله ت 745هـ : قال فيتفسيره
لقول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ
لِأَزْوَاجِكَوَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ
مِنْ جَلابِيبِهِنَّذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ
وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً } . قال : (( كان دأب الجاهلية أن تخرج
الحرة والأمة مكشوفتي الوجه في درع وخمار ،وكان الزناة يتعرضون إذا خرجن
بالليل لقضاء حوائجهن في النخيل والغيطان للإماء ،وربما تعرضوا للحرة بعلة
الأمة ، يقولون حسبناها أمة ، فأمرن أن يخالفن بزيهن عن زيالإماء ، بلبس
الأردية والملاحف ، وستر الرءوس والوجوه ، ليحتشمن ويُهبن ، فلا يطمعفيهن
)) اهـ . ( البحر المحيط ) ( 8 / 504 ) ط : دار الفكر 1992م