هل تكفي أربعة مقاعد؟ .
الأربعاء, 19 أيار 2010 00:00 حمزة منصور . .الشباب والشيوخ الذين توجهوا إلى مجمع النقابات المهنية وفروعها، عارضين أنفسهم للمساهمة في حملة شريان الحياة الرابعة إلى غزة، وجدوا اعتذارا مهذبا يقول إن العدد المخصص للأردن من اللجنة المشرفة على الحملة هوأربعة أشخاص فقط، وهل تكفي أربعة مقاعد لآلاف الشباب المتطلع إلى المساهمة في إغاثة غزة؟
اللجان المشرفة على شرايين الحياة الممتدة من ينابيع الخير في العالم إلى غزة الجريحة، وهي تنجح في تسيير رحلتها الكبرى حتى الآن إلى غزة الصابرة الصامدة، حددت لأهل الأردن أربعة مقاعد، بناء على المتوفر من الأماكن، وربما أيضا نسبة مساهمة كل جهة من الجهات المتفاعلة مع هذه الحملة، وكذلك التحديات التي تواجه الحملة، وبالتالي إعطاء فرصة لشخصيات وازنة من دول عديدة، ومع ذلك فقد كنا نتوقع أن يكون نصيب نقابات الأردن، وأهل الأردن من نصيب الأسد، فمن أقرب إلى فلسطين والأقصى والمهجرين عن أرضهم من الأردن وأهل الأردن.
القافلة المباركة زاد خيرها، وفاض عما خطط له مسبقا، وصارت المراكب أسطولا، وتكاثرت السفن ولا تزال، وازداد الحماس، ورسخت العزائم، وثبتت القلوب لبدء مسيرة من الجهاد لإغاثة المستضعفين المظلومين المحاصرين على أرض غزة، مبشرة بإنجاز إغاثي وإعلامي وسياسي وتوعوي وتربوي، تلتف فيه قلوب الأمة وأحرار العالم حول عنوان القدس والأقصى في غزة.
وظهر الحضور الأردني في القافلة الثالثة كريما وأصيلا -وإن كان صغيرا- ليتصاعد في الرابعة، وهو في تصاعد بعون الله، ثم بهمة المؤمنين وأصحاب الضمائر الحية، ونشد أزرنا هنا بأصحاب المواقف المشرفة والأصيلة، السيد أردوغان وإخوانه، وللمناضل جورج جالاوي، والسيد مهاتير محمد، والرئيس شافيز، وشخصيات عديدة قدمت دعما قصر عنه الكثير من مسؤولي الأمة وأبنائها.
وإذا كان للصهاينة مكرهم وكيدهم وإستراتيجيتهم لمواجهة القادمين العزل من كل شيء، إلا من الإيمان والضمير الحي، فعهدنا بهم أن يتراجعوا وينكفئوا أمام المؤمنين المخلصين المقبلين غير المدبرين، فماذا بإمكانهم أن يصنعوا أمام من رضي بالشهادة أنبل خاتمة له.
ويكون زحف من الأمة الواحدة كبير، وبقلوب مؤمنة، وبرسالة إنسانية، وبثبات كثبات غزة، ليمتلئ بحر غزة بمراكب الأحرار الرافضين للظلم، ولراكب البحر أجر فوق أجر، وهنيئا لمن أكرمه الله فقدم شيئا لمعركة الأمة المقدسة مع القتلة الصهاينة المستكبرين
