~
~ عندما تحب فلسطينية ~
~
يجب عليكـ يا سيدي
أن تدركـ الفارق في المعنى
...بين المنتظر واللا منتظر
فنحن نتكلم عن اِمرأة
تجيد الإقدام على الشهادة من أجل القضية
وتجيد الحديث ببساطة ويسر
وبمنتهى الصلابة عن القدر
اِمرأة تعد إفطار الحياة كل يوم لعائلتها
بإبتسامة بهية
وقلبها على وليدها الشهيد في صمت ينفطر
اِمرأة تستطيع أن تحدق في المدججين بالسلاح
عند كل نقاط التفتيش
دون أن يبدو عليها أن اليمامة الرقيقة بداخلها
يمكن للحظة أن تنفضح خوفا أو تنكسر
عندما تقع يا سيدي في براثن العشق الفلسطينية
لا بد وأن تدركـ أنها ستستقبلكـ بحنان زاخر
و تسكنكـ جناتها الفواحة
في لحظات الصفا
وتعلمكـ رائحة النسيم ولون الغد الحميم
وقيمة الوفا
ولكن لو حاولت أن تجتاح حدود كبريائها في صلف
أو تقتحم زيتونتها و تستوطن أرضها بلا حذر
فإنها ستعلمكـ بمنتهى الهدوء
كيف يمكن أن تتم عملية دفنكـ بسلاسة تحت الحجر
بمعنى آخر ...
لابد أن تدركـ أنكـ أمام شلال هادر
وبحيرة ناعمة هادئة
وبركان غاضب بالنار يستعر
فإذا ما تخطفتكـ يا سيدي الدروب
واِبتلعتكـ شعاب الزمان
ورأيت في عينيها اِبتسامة الوطن
وأردت أن تعرض عليها أغنيات الهوى والسكن
يجب عليكـ أولا أن تتحرى مصداقيتكـ وقدرتكـ
في الدفاع عن قضيتها
ببساطة شديدة ...
عندما تفكر في أن تحب فلسطينية يا سيدي
فاعلم أنكـ اِخترت عامود الخيمة الأقوى
أوتاده ضاربة في جذور الزمن ... وزمانها ليست كالأزمان
شموخها أعلى من شموخ الشمس في الأعلى
بارقٌ عيناها يذبح الدنيا ولا يٌذبح
عطائها يعطي ولا يمنع
عندما تفكر أن تحب فلسطينية يا سيدى فتأكد :
أن المجد خلخال في أطراف جدائلها
وأن العز مفخرة لمن يحوي مقاصدها
وأن حنينها و حنائنها أرق من أوراق النعناع الأولى
إنها الفلسطينية تذبح الدنيا ولا تُذبح ...
تربك الجحافل ولا تجفل ...
إنها الفلسطينية إنها القربان والمذبح ...