أمسكت بالقلم
عندما نمسك بالقلم تتزاحم الأفكار فى عقولنا
وتتوالى العبارات على أذهاننا فتجسدها أقلامنا
فى كلمات متناسقة نعبر فيها عما كانت تحتبسه
قلوبنا من مشاعر متناغمة تعلو بأرواحنا إلى
السماء حيث الطهارة والنقاء فتنسينا لحظات
حياة الضوضاء وتركن بنا إلى السكينة
والصفاء , فتهدأ نفوسنا فى هذه الأوقات لتستمد
وقودها من عطر الإيمان ثم تعود لتنشره وسط
الزحام لتصبح كالنجم فى ليل الشتاء.
فتجسدت هذه المعانى فى خواطر إيمانية ترفعنا درجات
ودرجات عند رب الأرض والسماوات لنقوى بها ضد
الصدمات الدنيوية والصراعات النفسية وتعود بنا إلى
الفطرة النقية التى وضعها فينا رب البرية .
لماذا نحزن ؟
أسباب الحزن كثيرة والحياة بها مليئة وتتفاوت الناس فى مشاعرها وقوة تحملها لها.
ولكن إذا ما دققنا النظر لوجدنا أن أكثر الأسباب أننا جعلنا الدنيا أكبر همنا وحيث أن الحزن غالبا ما يكون على ما يفوت المرء مما يظن أنه يسره ويسعده أو بفقدان عزيز كان يؤنسه
فكان دعاء النبى صلى الله عليه وسلم ( اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا )
فمن كانت الدنيا همه أهمته بمشاكلها التى لا تنتهى فالقلب ليس مشغولا إلا بها ومتى انشغل القلب بشىء انشغل عن أشياء أخرى ربما كانت أهم .
فالحزن مدخل عظيم من مداخل ابليس لتخويف ابن آدم من مستقبله حتى يوقعه فيما حذر منه العزيز العليم مزينا له ذلك المحذور .
قال تعالى ( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم )
فإذا خالطك الحزن فقف واسأل نفسك ما السبب ؟
أعلى حطام من الدنيا أحزن أم على نقصان فى الدين أخاف ؟
فإن كان حزنك للدنيا فاعلم أنها تفوتك تفوتك فاتركها أنت أولا بقلبك قبل بدنك قبل أن تجد حسرة فواتها لك فى قلبك
ثم أقبل على ربك فالأخرة هى الباقية فاعمل لها كعملك لدنياك بل أشد عملا فهناك لا حزن ولا ألم وإنما فرح ونعم .
فاستغن بالله عمن سواه تكن أغنى الناس به ولا تستغن بغيره عنه فتكن أفقر خلقه .
وإن كان خوفك وقلقك على نقصان فى الدين فنعم الحال حالك إن كان يدفعك للعمل ويبصرك بمواطن الزلل
,فالقلق يؤدى إلى طلب المزيد حتى الاطمئنان إلى ما نريد وحيث لا اطمئنان تام إلا عند الكريم المنان فلابد من الاستمرار فى الزيادة من الأعمال حتى نبلغ بها دار السلام .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من كانت الأخرة همه جعل الله غناه فى قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهى راغمة , ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأتنه من الدنيا إلا ما قدر له ) رواه الترمذى بسند صحيح