الأوساط العلمية تحتفى بنجاح الفريق الطبى المصرى فى استخدام جزئيات
الذهب لعلاج السرطان.. وتطالب رجال الأعمال والمجتمع المدنى بدعم المشروعالثلاثاء، 21 يوليو 2009 - 08:41
إعلان الدكتور مصطفى السيد عن نجاح فريق طبى فى علاج السرطان بالذهب
كتبت ناهد نصر
var addthis_pub="tonyawad";
احتفت الأوساط العلمية والطبية بإعلان الدكتور مصطفى السيد أول أمس الأحد،
عن نجاح فريق طبى مصرى برئاسته فى استخدام تقنيات النانو تكنولوجى لعلاج
السرطان بالذهب، برعاية المركز القومى للبحوث، مؤكدين على أن الخطوات التى
اعتمدها الدكتور السيد فى تجريب العلاج تتسم بالدقة والعلمية، مطالبين
وزارة التعليم العالى والبحث العلمى، ووزارة الصحة بدعم استمرار المشروع
الذى سوف يستغرق 5 أعوام على الأقل قبل أن يتحول إلى علاج معتمد.
عميد معهد الأورام يطالب وزارة البحث العلمى بدعم المشروع
وقال الدكتور صلاح عبد الهادى عميد معهد الأورام، إن الخطوة فى حد ذاتها
تعد نقلة مهمة فى مجال علاج الأورام، وتفتح آفاقاً جديدة لعلاج السرطان فى
مصر والعالم. مشيراً إلى أن الخطوات التى يقودها الدكتور مصطفى السيد،
تتطابق مع مواصفات البحث العلمى العالمية، وأن وزارة التعليم العالى
والبحث العلمى يجب أن تقدم كل الدعم لهذا المشروع.
واستبعد الدكتور عبد الهادى أن يكون العلاج بالذهب حال ثبات نجاحه قاصراً
على فئات معينة، مشيراً إلى أن كميات الذهب التى ستستخدم فى هذا النوع من
العلاج متناهية الصغر، إلا أنه شدد على ضرورة الانتظار والتروى حتى تظهر
نتائج تجريب هذا العلاج على الحيوانات المعملية ثم الإنسان، وقال "أمامنا
وقت طويل حتى نتمكن من الحكم، وإلى ذلك الحين ينبغى أن يلقى المشروع الدعم
اللازم من كافة الجهات المعنية".
مجلس الشعب: إذا نجح العلاج الجديد فسيحدث انقلابا على مستوى العالم
وأشار الدكتور شريف عمر رئيس لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس الشعب،
والمتخصص فى علاج الأورام السرطانية من جانبه إلى أنه إذا ثبت نجاح العلاج
الجديد فى علاج الأورام السرطانية، فسيحدث انقلاباً فى هذا المجال على
مستوى العالم، مشيراً إلى أن الدكتور مصطفى السيد عالم متميز، وتم تكريمه
فى الولايات المتحدة كما كرم فى مصر.
وحول دعم المشروع البحثى، قال عمر إن وزارة التعليم والبحث العلمى خصصت
صندوقاً لتمويل العلوم والتكنولوجيا يتقدم له الباحثون بمشروعات بحثية
وتتم دراستها بعناية على يد خبراء، قبل الموافقة على تقديم الدعم لها،
مشيراً إلى أن هذا هو الأسلوب المتبع فى أرقى المراكز البحثية والأكاديمية
فى العالم.
وقال إن دور الفريق البحثى بقيادة الدكتور مصطفى السيد، أن يتمكنوا من
إقناع الخبراء المصريين فى المجال بنجاح التجارب وجدواها، وهو ما سيتيح
لهم تلقى الدعم المطلوب، وقال "العلم لا يحتاج إلى مبادرات صحفية، وإنما
إلى نشر نتائج الأبحاث فى الدوريات العلمية وإقناع الأوساط العلمية
والطبية بجدواها.
كان الدكتور مصطفى السيد قد صرح فى وقت سابق، أن بحثه حقق نجاحاً كبيراً
فى تشخيص الورم والقضاء عليه بدون آثار جانبية، حين تم تجريبه على
الفئران، وأن المرحلة القادمة ستشهد تطبيقه على الحيوانات الأكثر اقترابا
من الإنسان من الناحية التشريحية كالقرود.
وتعتمد فكرة تشخيص وعلاج السرطان بالذهب على تصغير جزيئات الذهب لحجم
النانو "شعرة الرأس تساوى 50 ألف نانو" ثم وضع طبقة بروتينات خاصة عليها
وحقنها بجسم المريض، حيث تتوجه مباشرة إلى الخلايا المريضة محدثة انعكاسا
ضوئيا شديدا يكشف الخلية المريضة مبكراً، وتتم مرحلة العلاج من خلال تسليط
ضوء قوته لا تزيد عن 30 وات نحو الخلية المصابة والمحقونة بنانو الذهب
الذى يمتص الضوء ويحوله إلى حرارة تقضى على الخلية المصابة تماماً دون
المساس بالخلية السليمة.
ويذكر أن الدكتور هانى الناظر رئيس المركز القومى للبحوث كان قد أعلن فى
وقت سابق أن المركز سيتبنى تنفيذ مشروع علاج السرطان باستخدام الذهب تحت
إشراف الدكتور مصطفى السيد بالتعاون مع مجموعة من الباحثين والعلماء
المصريين المتميزين والمدرجين ضمن مشروع "الطريق إلى نوبل" بالتعاون مع
مؤسسة مصر الخير التى يترأسها الدكتور على، جمعة مفتى الجمهورية، كما
يشارك الفريق فى مشروع آخر لأبحاث الطاقة الشمسية، مشيراً إلى أن ميزانية
المشروعين تبلغ مليون و٥٠٠ ألف جنيه، وهى ليست من ميزانية المركز القومى
للبحوث، وإنما تم توفيرها عن طريق منظمات غير حكومية، بالإضافة إلى دخل
الوحدات ذات الطابع الخاص بالمركز القومى للبحوث.
لمعلوماتك:
الدكتور مصطفى السيد هو أول عالم فيزيائى مصرى وعربى يحصل على قلادة
العلوم الوطنية الأمريكية، وهى أعلى وسام أمريكى فى العلوم لإنجازاته فى
مجال النانو تكنولوجى وتطبيقه لهذه التكنولوجيا باستخدام مركبات الذهب
الدقيقة فى علاج مرض السرطان.
ودرس السيد فى العديد من الجامعات المرموقة فى الولايات المتحدة، ومنها
جامعة ييل وهارفارد ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، ومعهد جورجيا
للتكنولوجيا.
وترجع علاقة الدكتور مصطفى السيد بمجال علاج السرطان إلى تجربة اليمه مر
بها حيث توفيت زوجته متأثرة بسرطان الثدى الذى عانت منه خلال 5 سنوات.
وحصل الدكتور السيد أيضاً على عدة جوائز أخرى أبرزها وسام الجمهورية من
الطبقة الأولى الذى سلمه إياه الرئيس مبارك فى 2009.
كما يشغل السيد عدة مناصب علمية مرموقة فى الولايات المتحدة أبرزها رئاسة
كرسى جوليوس براون بمعهد جورجيا للعلوم والتكنولوجيا، ورئاسة مركز أطياف
الليزر بذات المعهد. كما انتخب السيد عضواً بالأكاديمية الوطنية للعلوم
بالولايات المتحدة، وتولى على مدى 24 عاماً رئاسة تحرير مجلة علوم
الكيمياء الطبيعية، وهى من أهم المجلات العلمية فى العالم.
وكان الرئيس مبارك قد أصدر قراراً جمهورياً بضم العالم المصرى الدكتور
مصطفى السيد إلى عضوية مجلس أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا وعدد من
تشكيلاتها العلمية، وهو المجلس الذى يترأسه الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس
الوزراء ويضم فى عضويته ثمانية من الوزراء التنفيذيين وتسعة علماء
متميزين، ويتولى مهمة رسم الملامح المستقبلية لمنظومة البحث العلمى فى مصر
ووضع إستراتيجية قومية للعلوم والتكنولوجيا خلال الفترة المقبلة، حيث
سيتولى الدكتور مصطفى السيد قيادة مجموعتين إحداهما متصلة بتمويل البحث
العلمى والبحث عن مصادر جديدة له وحسن توزيعها، والثانية تتعلق بالتطبيقات
العلمية للبحوث فى مصر وكيفية الاستفادة من نتائجها.