حقن بالإبر للسيطرة على المشاركين في فترة من عمر السينما العربية ظهرت نوعية رديئة جدا من الافلام لا علاقة
لها بالفن السينمائي من بعيد ولا من قريب ..اعتمدت في تنفيذها على مفهوم
اطلق عليه في ذلك الوقت ( التوابل ) وتلك التوابل عبارة عن راقصة وملهى
ليلي ووصلة رقص .. كانت مثل هذه الوصلات مشاهد محشورة بهدف جذب المشاهدين
الى اجواء الملاهي الليلية .. بدلا من الذهاب اليها مباشرة تلك النوعية من
الافلام التي سقطت من ذاكرة السينما ... بفعل رداءة الصنع وعدم صلاحية
المنتج تذكرني ببرنامج ستار اكاديمي فهو نوعية رديئة وفاشلة جدا من برامج
الواقع قائمة على صناعة سيناريوهات مختلفة ومفبركة بهدف ايقاع الشباب
والمراهقين العرب في حبائلها ليكونوا ضحايا دائمين للعبة اسمها صناعة
النجم ... فالبرنامج لا يهدف الى صناعة النجوم ولكنه يستغل الشبان
والشابات لتحقيق الربح المادي القائم على خليط من التوابل ....وبجرعات
متفاوتة تعطى كل عام بطريقة مختلفة ..
وفضائح البرنامج لا تنتهي ولا تقف عند جد انها فضائح يغذى بها دورة حياته
وفي استقطابه مجموعة من الفاشلين والفاشلات الذين يبحثون عن الفرص السهلة
التي تتناسب مع مؤهلاتهم ... شبان وشابات اغرتهم اضواء الشهرة واعمت
بصيرتهم فحلقوا خلف تلك الأنوار ليحرقوا من خلالها مواهبهم المزعومة واي
خلفية اخلاقيه يمتلوكنها . ان هذا البرنامج هو رهان سنوي في مصادرة كل
القيم والاخلاقيات وكل المباديء والثوابت والهويات من نفوس الطلاب ...
انها حرب سنوية على الفكر والاخلاق والثوابت والقيم .. البرنامج لا يرعى
المواهب و لا يقدم النجوم انه يضخ الاموال .. لصناعة تغريبية فاتلة تريد
ان تجعل منها نماذج تحتذى لشباب العرب ... وكلما تنازلت تلك الفئات .. زاد
الهتاف . وزاد رصيد الاعجااب وتسلطت الاضواء على سجين الوهم الذي سلم نفسه
طواعية الى محراب ستار اكاديمي
اولئك الشباب مثلهم كمثل الراقصة التي ترمي تحت اقدامهم الاموال الطائلة
وتستمع الى هتافات الاعجاب ... وكلما زاد سقوطها بزغ نجمها واحتلت مساحات
اكبر في سماءء النجوميه والاحتفاء الاعلامي . ولأن التنازل هو سيد الموقف
.. ومن يكافأ بتذكرة طائرة ورصيد من المال .. ومجموعة من تشكيلات الملابس
هو من يزيد اذعانه للعبة ..
ابتكر البرنامج هذا العام نوعا خبيثا اخر من السموم السرطانيه في لعبته
... وهو عبارة عن حفلات اسبوعية للرقص الخليع والملابس الفاضحة والحركات
الغريزية التي يلتصق عن طريقها الشبان والشابات في التحامات جسدية بميوعة
وابتذال . ملاه ليلية من لا يستطيع ان يذهب اليها تاتي اليه ومن لا يعرفها
يعرفه بها البرنامج ومن ينبذها تجرعه ويلاتها ادارة البرنامج عنوة ..
اي انحدار اخلاقي هو ذاك الذي تتبناه مؤسسة اعلامية؟ وهل يعقل ألا يملك
عاقل واحد ذومسؤولية وقرار ان يبادر الى وقف هذه المهازل الاخلاقية على
الهواء؟ وهل اعمت المادة الجميع حتى باتوا لا يستطيعون الوقوف امام مثل
هذه الطوفانات المفسدة ؟
ان ما يحدث يدلل حقيقة . وبادلة واضحة وضوح الشمس على ان الهدف ليس تبني
شباب بقدر ما هو مصادرة اخلاقيات الشباب والتلاعب برغباتهم المجنونة في
الشهرة والنجومية بهدف تحقيق الربح المادي .
لقد ظهر منذ فترة خالد بو صخر وزميلته نورا وهما من المشاركين في البرنامج
في برنامج على قناة سكوب وتكلما عن السيناريوهات والتمثيليات التي يطلب من
المشاركين القيام بها .. وذكر خالد بوصخر ان هناك حقنا تعطى للشباب بهدف
السيطرة على رغباتهم بسبب وجودهم في جو من الاستثارة الدائمة
وتظل كل الاحاديث وكل التصريحات معلقة لان الادلة التي يقدمها البرنامج على طبيعته وحقيقته قاطعة لا يدخل الشك فيها