السلام عليكم
واهلا بجميع الاعضاء والزوار لهذا المنتدى الجميل
لكي لا ننسى جرائم الاستدمار الفرنسي يجب علينا
ان نبقى في استرجاع مستمر للاحداث والفضائع التي فعلتها فرنسا
في ارضنا الطاهرة وهذا نص من اقوال عبد الحميد ابن باديس رحمه الله
في ذكرى احتفال فرنسا بمرور مائة عام على احتلالها الجزائر
:"
جمعت فرنسا لجنة يمكن وصفها بلجنة الأذناب ، مهمتها البحث عما تستطيع فرنسا تقديمه للأهالي بمناسبة الاحتفال المئوي ، فكان احدهم ينادي بوجوب إعطاء بعض الحقوق السياسية ، وكان آخر ينادي بوجوب تخصيص ثكنة عسكرية لتكون مستوصفا طبيا للمسلمين ، وكان غيرهما ينادي بمطالب تافهة ، ولا فائدة منها ، وما كان ذلك من الحكومة إلا دواء مهدئ خالتها تخدر الجسم الإسلامي طويلا فإذا بها تحولت إلى جرعة منشطة بعثت بالجسم
بعيدا نحو الآفاق السامية والآمال البعيدة واكتفت فرنسا ببناء دار بسيطة في حي القصبة أسمتها دار الصناعات الأهلية (ولدت ميتة ) .
وعملت فرنسا على إحياء عادة وثنية قديمة ، إذ أقامت جدارا فوق كهف الطبيعي صغير بضاحية سيدي فرج وعينت له وكيلا من قدماء جنودها بزعم أن ذلك هو ضريح سيدي فرج
وماهو في حقيقة أمره إلا مغارة مهملة أحيت بها وثنية مرت عليها الدهور .
أما ضريح سيدي فرج فقد كان أول ما دمره الفرنسيون وأزالوا كل اثر له اثر نزول جحافل غزوهم بالساحل الجزائري .
كما عملت فرنسا على ارتكاب حماقة أخرى تزيد في بشاعتها ووقاحتها على ما سبقها
حيث أقامت حفلا دينيا بالمسجد الأعظم الجزائري حضره الوالي العام (بورد) وكامل رجل الإدارة الفرنسية دونما استثناء وخطب فوق المنبر الشهير الذي توالت عليه أقدام اكبر العلماء المسلمين منذ القرون العديدة ، خطب الشيخ محمود كحول الموظف بإدارة الجريدة الرسمية
في الولاية العامة وإمام المسجد ، الذي كان يُدعى تجاوزا (المفتي )ليقول :" إن المسلمين يوالون فرنسا لا قالبا ، بل قلبا وإيمانا ، وأنهم يطيعونها إطاعة مخلصة ، ثم قام رجال الإدارة الفرنسية بالمسير وعهم رجال الدين من أئمة وحزابين ووكلاء القبور وقراء القرآن على الأموات إلى "مغارة سيدي فرج" التي أرادوا أن يدشنوها معبدا فقرؤوا هنالك ما أمروا بقراءته من كتاب الله ، وهيؤوا لهم خرفانا مشوية ، أكلوها سحتا ، وكأنهم يأكلون لحم أمتهم ، ويمتصون دماء شعبهم ، وينهشون عظام شهدائهم .
وقال احد المسلمين وهو يغادر الحفل:" اقسم بالله ثلاثا، أننا كنا نأكل وكأننا نأكل النار ، وكنا نشرب وكأننا نبتلع السم ، وكنا نقرأ القرآن ونشعر أننا كنا نسب الدين،كانت وجوهنا مصفرة
، وكانت سحناتنا مكفهرة ،وكان شعورنا جميعا دون استثناء شعور من احتقر احتقارا لم ينل مثله أي شعب من شعوب الأرض .
وكان الوالي ، وكان شيخ بلدية الجزائر الاستعماري الصميم يستقبل الوافدين عمدا في مرسى الجزائر العتيق تحت حنايا الاميرالية الجزائرية الأثرية ويقولون كلهم العبارة التقليدية الجارحة
التي اعتادوا تكرارها في كل المناسبات :" في هذا المكان ، حيث كانت اللصوصية تضرب أطنابها ، وحيث كان الظلم والطغيان ، وحيث كانت أوروبا تخضع لهول القرصنة وفظاعتها ، نستقبلكم أيها السادة ، وقد ساد الأمن وعاد الرخاء، ونشر العدل بساطه ، وزالت اللصوصية ، وانمحت القرصنة إلى الأبد ، تحت لواء فرنسا العظيم المنتصر".
واحتفلوا بعد ذلك احتفالا صارخا ن وأكلوا وشربوا وسكروا وعربدوا واختلط حابلهم بنابلهم ،ثم احيوا ليلهم حتى صباحهم وسط أنوار كأنها من قلب القمر ، كانت عندهم ليلة وكانت لدى الجزائريين الذين لم يشارك احد منهم في الاحتفال ليلة نحس مستمر.
ثم زادوا على كل ذلك ، أكثر من ذلك ن زادوا عليه إقامة مؤتمر كاثوليكي ديني متعصب ، جمعوا القساوسة والرهبان من كل مكان ، وارتفع أصوات وأصوات ضد الدين الإسلامي
وضد العروبة وضد المدينة الساطعة التي لولاها ما كانوا هم ولا كان أجدادهم الأولون
ضربوا الدين في الصميم ، لم يتورعوا عن مس الذات المطهرة المحمدية ووصفها بأشنع الأوصاف لم يمنعهم خجل أو حياء عن إيذاء شعب كامل في دينه ودياره في ساعة هائلة رهيبة ،لم يبق فيها لذلك الشعب من معقل يلتجئ إليه إلا الدين .