فتوى فضيلة الشيخ صالح اللحيدان في حكم مشاهدة البرنامج المسمى ( ستار أكاديمي)
هنا سؤال حول ما يتعلق بالقنوات الفضائية أسئلة عديدة حول حكم مشاهدتها خصوصاً أن ثمة قنوات يوجد فيها مجموعة من الشباب والفتيات يجتمعون في مكان واحد يمارسون حياتهم العادية في هذا المكان وتنقل جميع التفاصيل عبر القناة الفضائية هناك مجموعة من القنوات التي تزعم أنها إخبارية وبعضها ثقافية وبعضها يختلط فيه الشر بالخير , السؤال هنا أحسن الله إليكم حول حكم مشاهدة هذه القنوات ومتابعتها ؟
الإجابة :
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين نبينا محمد الذي ما من خير إلا دل الأمة عليه ولا شر إلا حذرها منه وبين صلوات الله وسلامه عليه فروع الدين وأصوله وترك الناس يوم رحل عنهم صلوات الله وسلامه عليه على محجة بيضاء أي على طريق لا اعوجاج فيه وهو الصراط المستقيم فمن أراد أن يخرج عن هذا الصراط ويسلك بنيات الطريق ويسير مع الطرق المتعرجة والملتوية افضت به إلى ما لا تحمد عاقبته والله جل وعلا أخبر أن السمع والبصر والفؤاد يسأل عنه ابن آدم هذه النعم نعمة العقل ونعمة اللسان والسمع والبصر نعمة عظيمة إذا استعملها الإنسان فيما ينفع في دنياه ولا يبعده عن منافع آخرته وراقب الله جل وعلا فيما يأخذ ويذر وجعل خوف الله أمامه سلم من العثرات إذن بين يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ) ألا وهي القلب هذا القلب هذا القلب يحتاج الانسان إلى أن يتعاهده في المصلحات يحرص على أن يستعمل معه المقويات حتى لا ضعف يجتهد في صقل بصيرته لئلا يعمى إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور الدنيا مليئة بدواعي الخير ومليئة بدواعي الشر إلا أن دواعي الشر أكثر وحملة راياتها أنشط فإن شياطين الجن مع أقرانهم من شياطين الإنس يسعون جاهدين لإضلال الخلق وإن من أعظم الحدائل وأقوى الشَرك شركات الشهوات لأن شركات العقائد إنما يقع فيها من يظنون أن عقولهم تحدد لهم سعادتهم فيعرضون عن الانقياد لأوامر الشرع فيجعل من عقله قائداً والعقل لا شك أنه نعمة لكنه لا يستقل بالأمور الغائبة ولا يصبر على الأمور الماضية وإنما يتأثر بالمشاهدة إن هذا الزمن الذي نعاصره وبخاصة منذ عشرين سنة خرجت أمور كثيرة ولاحت بالعفاف من كل جهة ظلمات وأخطار وقع كثير من الناس في حيرة من أمر دينهم ودنياهم إن هذه القنوات الفضائية التي وجدت لا شك أن في بعضها خيراً وفي بعضها شر وإن كان أكثر القنوات أفحص في الشر من غيره وليس في هذه الحياة شيء يكون بعيداً عن إخضاعه إلى مقومات الشريعة وعرضه في ميزان الشرع إن شريعة الإسلام جاءت لتساير البشر في مسيرتهم لجعل أمر الله جل وعلا لقرابها أصول في حل مشاكلهم وتلك تخويفهم أن يسيروا في المهالك هذه القنوات جاءت لنشر أمور إخبارية وربما نشر مواعظ نتيجة لبث مظاهر عبادات مشوقة للقلوب إلى العبادة وقام بعضها بالعناية بما يفسد الأخلاق ويدعو إلى الاستمساك بشهوات الدنيا دون أن تقيد بقيود الشريعة أو تصان بأسوار دين الإسلام اسمع عن عدد من القنوات لكن كلما كان الشيء خيره أغلب مشرف كلما سهل الأمر وإذا كان الشيء شره أكثر من خيره يجب اجتنابه اسمع عن قنوات متنوعة لا تعنى بالحقائق ولا تهتم بالأخلاق ولا تبالي فيما تنشره هل يتصادم مع مقاصد شريعة الإسلام في عقيدتها وأخلاقياتها والحلال والحرام وكل قناة تكون بهذه المثابة يجب أن تجتنب وعلى كل من قدر أن يعرقل بثها أو يشوش على تلقيها فليفعل ذلك وأن ما يقال عن جمع جماعات من فتيان وفتيات في مكان واحد يقضين ساعات ليلهم ونهارهم غير متفرقين لا شك أن هذا من المنكرات التي لا يشك مسلم في نكارتها ولا في بطلانها لأن هذا التجمع لا يكون تجمعاً على خير أهو تجمع لقراءة القرآن أم لتعلم أوامر الشريعة لو كان اجتماع بنين وبنات من مراهقين أو مراهقات أو فوق ذلك أو على إقدام عليه لتعلم فقه الشريعة وتدارسوا القرآن الكريم في اختلاط الجلوس فيه جنباً إلى جنب لا ستار ولا خمار لا حاجز ولا ذلك لكان من المحرمات التي لا شك فيها فكيف إذا كان اجتماع تشوبه الشهوات والشبهات وتغمره الابتسامات والضحكات وربما صار فيه مزاح ومدافعات ولا شك فعل ذلك من التربية على المجون والفساد ومن الدعوة إلى الانحلال ولا أعتقد أن مسلماً يرضى بذلك أو أن يفتك عليه إذا علم وهو يقد على إنكاره فإن المصطفى يقول صلوات الله وسلامه عليه في الحديث الذي رواه مسلم وغيره ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الإيمان ) ماذا ينتظر الناس إذا كانوا تحذروا إلى أضعف الإيمان أضعف الإيمان لا يكون بعضه راية الإسلام ولا يرتفع معه صوت الحق ولا تتجلى فيه أنوار الشريعة وإنما تتجلى أنوار الشريعة بإنكار المنكر والأخذ على يد السفيه وأخذه على الحق أطرأ يأتي القليل فإن الأمة إذا هابت أن تقول للظالم يا ظالم فقد توجع منها كما رواه الإمام أحمد وغيره فالذي يقول لا تأخذن على يد السفيه ولتعصرنه على الحق أطرأ هذه التجمعات لم أسمع عنها في الحقيقة إلا من وقت قريب وإني أرجو أن يكون ما نقل لا صحة له لأن لا يمكن توقع من أناس يدينون بالإسلام حقاً ثم يجمعون بين مجموعة غير قليلة من شباب وشابات هذا يدل على ينظر كيف ويعمل الذئب بالشاه أيريدون أن يوقدوا ناراً في إظهار الغرائز في تجمعات كهذه نسأل الله العافية هذا إذا صح فهو من الضلال المبين نحن نئن ونتوجع مما يراه كثير , المحطات التي يقول أهلها إنهم إخباريون المحطات الإخبارية التي تعتمد على العنصر النسائي اعتماداً كبيراً لا شك إنها لا تهدف إلى الأخبار وإنما تهدف إلى الدعايات لا أظن أن قناة تعتمد أو تعتني أو تأتي بمن يجيد الأخبار بالنساء اللواتي ليس عليهن نفحة من نفحات الجمال المرأة المطلوب أن تكون في غاية الستر والأدب والحياء والعفاف وأن لا تتولى ما يمكن أن يقوم به الرجال لأن لها وضعاً خاصاً بها فنسأل الله أن يوفق المسلمين في كل مكان إلى تعظيم الشريعة والعناية بالأخلاق والعادات والسيرة الناشئة وإبعادهم عن التربية السيئة الرذيلة والله المستعان .
أحسن الله إليكم للمعلومية أيضاً فضيلة الشيخ أن هذه القناة وضعت أرقاماً يتصل عليهم بها بمبالغ كبيرة للترشيح في نهاية الفترة أجمل فتاة وأجمل شاب من خلال هذا التجمع ويعتبرون هم نهاية هذا المطاف في هذه القناة ويتم اتصال عديد من الناس لترشيحهم للمشاركة والاتصال بهذا
هذا القول يدل على أن الأمر مفضوح وأنه يذاع على الشاشات الفضائية ينظر من الجميلة ومن الجميل ثم ليس هم يبحثون عن جمال الأخلاق وكريم الآداب وحسن الخطاب وإنما يريدون القسمات التي في الوجوه والتقاطيع التي في الجسد والغمد الذي تبديه الفتاة والإعجاب الذي يبديه الفتى كل ذلك شر وبلاء مستطير والله أعلم .