أقبل الصبح يغني للحياة الناعسة
والربى تحلم في ظل الغصون المائسة
والصّبا ترقص اوراق الزهوراليابسة
وتهادى النور في تلك الفجاج الدامسة
***
أقبل الصبح جميلا يملأ الأفق
بهاه
فتمطى الزهر والطير, وامواج
المياه
قد أفاق العالم الحي ، وغنى
للحياه
فأفيقي ياخرافي ، وهلمي يا شياه
***
واتبعيني يا شياهي ,بين أسراب الطيور
املئي الوادي ثغاء ، ومراحا وحبور
واسمعي همس السواقي ، وانشقي عطر الزهور
وانظري الوادي ، يغشيه الضباب المستنير
***
واقطفي من كلإ الأرض ومرعاها
الجديد
واسمعي شّبابتي تشدو ، بمعسول
النشيد
نغم يصعد من قلبي ، كأنفاس
الورود
ثم يسمو طائرا ، كالبلبل الشادي
السعيد
***
وإذا جئنا إلى الغاب ، وغطانا الشجر
فاقطفي ما شئت من عشب، وزهر, وثمر
أرضعته الشمس بالضوء , وغذاه القمر
وارتوى من قطرات الطل، في وقت السحر
***
وامرحي ما شئت في الوديان، أو
فوق التلال
واربضي في ظلها الوارف, إن خفت
الكلال
وامضغي الاعشاب ، والأفكار في
صمت الظلال
واسمعي الريح تغني ، في شماريخ
الجبال
***
إن في الغاب أزاهيرا ، وأعشابا عذاب
ينشد النحل حواليها ، أهازيجا طراب
لم تدنس عطرها الطاهر أنفاس الذئاب
لا, ولاطاف بها الثعلبُ في بعض الصحاب
***
وشذاً حلوا , وسحرا وسلاما ،
وظلال
ونسيما ساحرالخطوة ، موفور
الدلال
وغصونا يرقص النور عليها ،
والجمال
واخضرارا ابديا ،ليس تمحوه
الليال
***
لن تملي ياخرافي ، في حمى الغاب الظليل
فزمان الغاب طفلٌ لاعب عذب جميل
وزمان الناس شيخ عابسُ الوجه ثقيل
يتمشى في ملال فوق هاتيك السهول
***
لك في الغابات مرعاك ومسعاك
الجميل
ولي الانشاد والعزف إلى وقت
الاصيل
فإذا طالت ظلا الكلإ الغض الضئيل
فهلمي نرجع المسعى إلى الحي
النبيل ...