المعارضة احتشدت لاستقباله في ظل تواجد أمني كثيف
البرادعي عاد إلى مصر: أريد أن أكون وسيلة للتغيير
عاد الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة النووية محمد البرادعي امس الى القاهرة.
ووصل البرادعي الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2005 الى مطار القاهرة متأخرا ساعتين عن الموعد المحدد، بعد ان ضاعف خلال الشهور الاخيرة التصريحات التي يدعو فيها الى تغييرات ديموقراطية في مصر حيث يتولى الرئيس حسني مبارك السلطة منذ 29 عاما.
مية مية حيحاسب الحرامية
واحتشد حوالي ألف وخمسمائة من الناشطين المعارضين اتوا من عدة محافظات مصرية لاستقباله في مطار القاهرة، رافعين صوره ولافتات كتب عليها «نعم للبرادعي رئيسا للجمهورية». ورددوا هتافات داعمة له مثل «البرادعي مية مية هو اللي حيحاسب الحرامية» ورفعوا الاعلام المصرية الى جوار صور البرادعي.
ومن بين مستقبلي البرادعي شخصيات معروفة مثل الروائي علاء الاسواني والمذيع التلفزيوني حمدي قنديل واستاذ العلوم السياسية حسن نافعة والقيادي في حركة كفاية جورج اسحق، وجميلة اسماعيل زوجة زعيم حزب الغد أيمن نور.
كما شهد مطار القاهرة تواجدا امنيا مكثفا. حيث سبق ان حذرت السلطات من التجمع لاستقبال البرادعي. وقال الاسواني انه جاء الى المطار لتحية البرادعي ودعمه لانه «شيء ايجابي جدا ان يكون لدينا شخصية محترمة تنضم للمصريين وهم يناضلون من اجل الحرية والديموقراطية». واضاف «التحدي الذي يريد ان يخوضه البرادعي معنا هو العمل على وضع دستور يعطي المصريين حريتهم»، مؤكدا ان مسألة ترشيحه للرئاسة من عدمها ليست مهمة الان «لانه واقعيا لا يوجد انتخابات في مصر».
وسيلة للتغيير
وعشية وصوله، جدد البرادعي (67 عاما) تصميمه على ان «اقدم كل ما استطيع لكي تنتقل مصر نقلة نوعية نحو الديموقراطية والتقدم الاقتصادي والاجتماعي». وقال البرادعي في مقابلة بثتها قناة دريم المصرية الخاصة، انه يريد ان يكون «وسيلة للتغيير»، مضيفا «انني مستعد ان اخوض غمار السياسة المصرية شريطة ان تكون هناك انتخابات نزيهة، وهذه بديهيات».
وتابع «الخطوة الاولى التي يجب ان نقوم بها هي تعديل بعض مواد الدستور لكي يكون الباب مفتوحا امامي وامام غيري للترشح» لانتخابات الرئاسة. ويشترط الدستور المصري لمن يرغب في الترشح لانتخابات الرئاسة ان يكون عضوا في الهيئة العليا لاحد الاحزاب قبل عام على الاقل من الانتخابات، على ان يكون قد مضى على تأسيس هذا الحزب خمس سنوات.
اما للمرشحين المستقلين فيشترط الدستور ان يحصل المرشح للرئاسة على تأييد 250 عضوا منتخبا في مجلسي الشعب والشورى ومجالس المحافظات، من بينهم 65 عضوا على الاقل في مجلس الشعب و25 عضوا في مجلس الشورى و10 اعضاء في مجالس المحافظات.
وتطالب المعارضة المصرية منذ سنوات بتعديل دستوري يلغي القيود المفروضة على الترشح للرئاسة وتصف الشروط المنصوص عليها حاليا بانها «تعجيزية»، خصوصا في ظل هيمنة الحزب الوطني الحاكم على البرلمان ومجالس المحافظات. وفيما تجاهلت الصحف الحكومية عودة البرادعي، خصصت الصحف المستقلة عناوينها الرئيسية لهذا الحدث. وكتبت صحيفة الشروق «ستة الاف جندي ومظاهرات مضادة في انتظار البرادعي».
وعنونت صحيفة المصري اليوم «استقبال غير عادي للبرادعي: استنفار امني واحتفالات تأييد ومظاهرات رفض». ويجمع المحللون على ان البرادعي يمكن ان يشكل تحديا حقيقيا لنظام الرئيس مبارك اذا ما تمكن من ترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة العام المقبل».