انفصال الأبوين قد يدفع المراهقين للانحراف
وعن تأثير التفكك الأسري على
الأطفال وجنوحهم ، من المؤكد بأن انفصال الأبوين له تأثيرات نفسية كبيرة
على الأبناء وخصوصاً عند وصولهم لسن المراهقة وهذا يدل على مدى خطورة
مرحلة المراهقة وضرورة متابعة الأبناء من قبل الأبوين بشكل دائم وعند
انفصال الأبوين المتضرر الأول من هذا الانفصال هم وبشكل مباشر ويعود هذا
بشكل سلبي على نفسياتهم حيث يمكن انحرافهم بعد فقدانهم لمتابعة أبويهم أو
نتيجة للضغوط النفسية التي يعانون منها وخصوصاً الذكور فقد أكدت الدراسات
بأن نسبة الأحداث المنحرفين من الذكور أعلى بكثير من نسبة الإناث خصوصاً
أن غالبية الأحداث المنحرفين يكونون قد انقطعوا عن الدراسة ولذلك يكون
لديهم وقت فراغ كبير لذلك قد تنشأ لديهم حالة نفسية تدفعهم لارتكاب
الجرائم بمختلف أنواعها وذلك كله من الممكن أن يحدث بعد فقد الأحداث
للاهتمام بعد انفصال الأبوين وهذا يفقدهم فرصة النمو النفسي والتربوي
الطبيعي فالطفل يحتاج لقربه من والده لكي يحصل على التوجيه والتعليم في
نفس الوقت ويحتاج لأمه أيضاً كي ينشأ فيه الجانب الذي يجبره على حب الأنثى
والخوف عليها لذلك يجب على الأبوين حتى بعد انفصالهما المحافظة على
علاقتهما بأبنائهما ويتواصلان معهم بشكل دائم لاستكمال البناء النفسي
للأطفال بشكل طبيعي بالإضافة لعدم لجوء أحد من الأبوين لتشويه صورة الآخر
أمام الأبناء لما لذلك من تبعات سيئة على نفسيات الأطفال قد تخلق لديهم
ردة فعل سلبية تجاه الآخرين وفي حالة غياب أحد الأبوين بعد الزواج فلا بد
من تعويضه بأي طريقة كانت ويقوم بذلك أحد أفراد العائلة التي يقيم فيها
الطفل كالجد أو الجدة لتعويض الطفل عن أحد أبويه الذي قد يفقده نتيجة
للطلاق لذلك يجب على الأبوين الاهتمام بأبنائهما وعدم جعلهم فريسة سهلة
للظروف النفسية التي قد توصلهم إما للانحراف أو الفشل في حياتهم وكل هذا
من الممكن أن يحدث إذا لم يدرك الأبوان أهمية دورهما ويقومان بمتابعة
أبنائهما بشكل مستمر حتى لو حدث الانفصال فلا بد من وجودهما في حياة
الأبناء.