"البراميل الملغمة " تربك الاحتلال
التقرير خاص بموقع فلسطين الان الاخباري
رفعت الشرطة الصهيونية حالة التأهب إلى درجة القصوى على كافة السواحل المحتلة، بعد العثور على برميل متفجرات آخر في شاطئ مدينة عسقلان المحتلة وأغلقت المكان في حين يقوم خبراء في وحدة المتفجرات التابعة للشرطة بإبطال مفعوله ، وهو ما ينذر بمواجهة بحرية بين الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية.
ويشابه هذا البرميل براميل المتفجرات التي عثر عليها في شواطئ "أسدود والمجدل" قبل نحو يومين.وقررت شرطة الاحتلال تكثيف أعمال الدورية في الشواطئ حتى بعد غد الجمعة .
القصة بدأت عندما عثر أحد الصهاينة على حاوية صغيرة قبالة شاطئ مدينة عسقلان المحتلة. الشرطة وصلت إلى عين المكان.
وحدة المتفجرات التابعة للشرطة أبطلت اللغم المائي فالحاوية كان بداخلها 80 كيلوغراما من المتفجرات وبعدها بساعات وصلت حاوية أخرى قبالة سواحل مدينة أسدود المحتلة ، لتبدأ حالة من الارتباك تصيب السلطات الصهيونية
سرايا القدس، الجناح العسكري للجهاد الإسلامي، وألوية الناصر صلاح الدين وكتائب نبيل مسعود أعلنت مسؤوليتها عن العملية.
العملية على حد قول هذه الفصائل التي لم تكن حماس مشتركة معها جاءت "ردا على العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وقتل مجموعة من النشطاء في مدينة نابلس واغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح في دبي" حسب بيانهم.
غير أن رئيسُ الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو اتهم حركة حماس بالوقوف وراء محاولات التفجير على السواحل وهدد "بأن (إسرائيل) سترُدُّ على محاولةِ حركةِ حماس إرسال عبواتٍ ناسفة عبرَ البحر" .
وسرعان ما ترجم نتنياهو تهديده ، حيث شنت طائرات الاحتلال عدة غارات استهدفت الأنفاق الحدودية ومطار غزة الدولي في مدينة رفح جنوب القطاع مما اسفر عن إصابة عدد من المواطنين بجروح متفاوتة.
مصدر عسكري صهيوني صرح "أن الحاويات كانت بالأساس تستهدف الزوارق الحربية الإسرائيلية وأنبوب الغاز بين مصر و(إسرائيل) ومنشآت الكهرباء".
وأضاف المصدر أن التقييمات الاستخبارتية تشير إلى وجود حاوية أخرى وأن جيش الاحتلال يرى أن الفصائل تريد انجازا عسكريا يترجم كانجاز سياسي باستهداف السفن الحربية.
وتسعى الفصائل منذ فترة إلى تسجيل هدف كما فعل حزب الله اللبناني إبان حرب لبنان 2006 عندما قصف إحدى السفن بصاروخ إيراني من طراز ارض- بحر، حيث تبنت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس العملية التي استهدف زوارق الاحتلال بداية الانتفاضة الثانية والتي نفذها الشهيد حمدي أنصيوي.
السفن الحربية الصهيونية منذ سنوات طويلة تطارد زوارق الصيادين الفلسطينيين قبالة سواحل غزة وتمنعهم من التوغل في المياه الإقليمية وفي أكثر من مرة أطلقت نيرانها على هذه الزوارق.
ويرى عدد من المراقبين أن استخدام الفلسطينيين البحر كساحة مواجهة جديدة قد تؤثر اقتصاديا على الكيان الصهيوني باعتبار ميناء أسدود المحتل ثاني اكبر ميناء لديه.
تصاعد الموقف مع وصول حاوية أخرى إلى الشاطئ، وقامت شرطة الاحتلال بتفكيك العبوة داخل الحاوية.
الأحوال الجوية السيئة وارتفاع الموج أصبح يهدد حتى تلك السفن التي تبحث عن حاويات أخرى علما أن الفصائل الفلسطينية يمكن أن ترسل المزيد منها عبر البحر.
السلطات الصهيونية باشرت بالتفتيش عن بقية الحاويات التي قالت الفصائل إنها أصبحت قبالة السواحل. حيث نشرت والبحرية الصهيونية الزوارق الصغيرة وبعض سفن الصواريخ وسفن الرادارات وتم استخدام مروحيات وطائرات صغيرة.
كما أغلق الساحل الصهيوني الجنوبي بالكامل أمام سفن الصيادين وحتى الاقتراب من الشاطئ كان ممنوعا.
والتطور الأخير في هذا الأمر هو أن حكومة الاحتلال رفعت حالة التأهب إلى الدرجة القصوى على طول سواحلها.
وقال ميكي كوهين وهو ضابط العمليات في شرطة الاحتلال في تصريحات متلفزة إن التقديرات الأمنية تشير إلى "وجود حاويات أخرى في البحر وقد تصل إلى السواحل ولهذا قررنا إغلاق الساحل ونعمل على تحديد مواقع الحاويات الأخرى والملاحة توقفت خوفا من اصطدام الحاويات المتفجرة بالسفن".
الملاحة توقفت في ميناء اسدود لغاية العثور على بقية الحاويات وسفن الشحن رست بعيدا عن الساحل وسلطة الموانئ أبلغت كل السفن القرنية من شرق المتوسط عن خطورة الموقف وطلبت منها الحيطة وعدم الاقتراب من الساحل الجنوبي.
و"عملية البراميل" كما اصطلح على تسميتها هي فكرة بسيطة عبارة عن حاوية متوسطة الحجم بها متفجرات تلقى وسط البحر تحملها الأمواج شمالا إلى المدن المحتلة الساحلية مثل عسقلان اسدود ولربما تصل إلى تل الربيع (تل ابيب).