اليتيم الكبير أشد حزنا وألما من اليتيم الصغير ......... لانه يدرك جيدا ما فقده عن الصغير
أحتياج اليتيم الكبير غير أحتياج اليتيم الصغير ........ فالكبير يحتاج للصحبة والبركة والنصيحة والنظرة والالفة واللمسة والطبطبة ،،،، يحتاج لحضن ليرتمى فيه ، يحتاج لقلب ليحس به ، يحتاج لعقل ليفكر معه ، يحتاج لنصيحة لتهديه ، يحتاج لنظرة ليعرف نفسه ولا يتوه عنها ، يحتاج للمسة لتشعره بالدفء والحنان ، يحتاج للالفة لتشعره بانه ليس وحيدا ، يحتاج للطبطبة لتزيح عنه همومه وأوجاعه ، يحتاج للبركة لتستره بالدنيا ، وليرضى عنه ربه .
الفرق بين اليتيم الكبير واليتيم الصغير ، ان الصغير لا يعرف قيمة ما فقد ، لا يعرف قيمة الاب والام فى حياته ، لا يحس ولا يشعر بهم نظرا لانه لا يملك رصيد من الذكريات لهم معه .
على ماذا يبكى ، على ماذا ينوح ، على ماذا يشتاق وهو لم يعش معهم ما يجعله يتأوه من الاشتياق .
الصغير لا يقوى على حقوقه ، نعم يحتاج للكبير ليصونه وليحفظ له حقوقه .
الكبير لا يقوى على فراقهم ، فمصيبته وجع قلبه الذى يعتصره ألما على فقدانهم .
الفرق بين اليتيم الكبير واليتيم الصغير كالفرق بين العقل والقلب ، حيث ان فقدان الصغير للعقل بينما فقدان الكبير للقلب .
أيهما أهم ، ترى القلب أم العقل ليحيا به الانسان ؟
العقل لتفعل الصواب ، عقل بدون قلب أنسان ألى ، لا يحس لا يشعر لا يحزن لا يدرك لا يبصر ، يعيش لنفسه فقط ليحيا هو فقط ، وكيف يأتى بالقلب وهو لم يدرك ما فقد .
اليتم صعب ، وصعوبته فى مرارته التى كالعلقم ، للكبير والصغير فالاثنين يشتركون فى مرارته ، فكلا منهما يذوقه .
أخيرا يتيم صغيرا له رب العباد الذى يحميه ، والذى ينزل الرأفة والحب والحنية فى قلوب عباده جميعا ليرحموه ويعينوه على الحياة .
ويتيم كبيرا له رب يعلم بحزنه وبأوجاعه ، وعليه ان يعين نفسه وان يتعايش مع ألامه وحزنه ولا يجد من عباد لترحمه أو حتى تواسيه .......... فليكن الله فى عون اليتيم الكبير لعلمه وحده بحاله وبما يفقد وبما يشعر به .