المهرجانات السعودية ترحب بزوارها وتعلن تفوقها بجدارة

المهرجانات السعودية ترحب بزوارها وتعلن تفوقها بجدارة


كتبت – سارة مطر: على الرغم من أن مدينة يغلب عليها الطابع الديني المتشدد مثل بريدة والتي تعد من أهم وأكبر مدن القصيم في السعودية، إلا أنها تحفل بعدد كبير من المهرجانات المختلفة والمتنوعة، غير عابئة بالضغط الديني المتشدد المعروفة به، كما وأنها لا تجد أن مثل هذا الضغط يمكن أن يشكل عبئاً عليها، أو قيداً يقلل من كيفية تسويقها لمهرجاناتها والتي تصل إلى 15 مهرجاناً في كل عام. هذا إذا ما علمنا أن مهرجاناتها والتي تعد الأنجح جماهيرياً، بحسب الإحصائيات المعلنة والتي تنشر الهيئة العامة للسياحة والآثار في السعودية، لا تعتمد كما هي بقية عواصم الدول المجاورة والتي يشكل الجمهور الخارجي أهمية كبيرة في رواج مهرجاناتها، فسوق مهرجانات بريدة تعتمد على السياحة المحلية وعلى الوافدين بصورة أقل من المتوقع. فالمملكة مؤخراً، بدأت تستشعر حركة ورواج السوق السياحي وإنتعاشه بصورة متميزة، وذلك بعد السماح لمعظم مدنها المترامية الأطراف باستثمار إمكانياتها السياحية، ودعم المهرجانات الوطنية والتسويقية، وكان آخر مهرجان أقيم في السعودية، مهرجان النعيرية والذي يقوم على التسويق لسباق الهجن، وحظي المهرجان الأخير، برواج كبير على الأخص أنه مهرجان مدعوم من الجانب الحكومي ومن كبار الشخصيات والتجار. فمن المعروف أن تراث المملكة غني وماض عريق بالعادات والتقاليد العربية الأصيلة، ولايمكن أن تمثل مهرجانات بريدة المتعددة غرابة، إذا ما أدركنا أن المملكة تحتفل بأكثر من 600 حدث أدبي وثقافي و61 مهرجاناً للفنون التقليدية السعودية، و44 مهرجاناً للفنون الدرامية، ومن هذه الفعاليات مهرجان الجنادرية الذي يعد من أهم الفعاليات وأكبرها حجماً، حيث يمتد على نطاق وطني واسع ويشمل الاحتفال بجميع جوانب المملكة التراثية كالفنون الفولكلورية التقليدية، والحياكة والرسم والأدب والشعر العامي والعربي الفصيح. ويقع مقر الجنادرية على بعد 30 كم شمال الرياض ويغطي مساحة 50كم تقريباً، وقد ابتدأ هذا المهرجان عام 1404 هـ /1984 بسباق للهجن والجمال، وتطور إلى أن أصبح حدثاً مهماً حوالي مليوني زائر كل عام وتستمر فعالياته مدة أسبوعين تقريباً. بالإضافة إلى أن المدن والقرى الأخرى في المملكة تقيم مهرجانات على نحو دائم ومستمر، بحيث تتيح لكل من الزائر والمواطن فرصة الاستمتاع والاحتفال بما تقدمه منطقته الإقليمية من مناسبات واحتفاليات، كما في مهرجانات جدة والمدينة المنورة، والطائف، والباحة والمنطقة الشرقية. كما يعد مهرجان أبها الصيفي من أكبر المهرجانات في المملكة وأطولها، إذ تستمر فعالياته شهرين متواصلين، ويقام هذا المهرجان برعاية أمير المنطقة، وتشمل فعاليات مهرجان أبها عروضاً مسرحية وموسيقية وأمسيات شعرية وأدبية، ومعارض فنية وعروضاً ترفيهية للأطفال ومواكب احتفالية وأحداث رياضية بالإضافة إلى عروض الألعاب النارية والليزر. ويماثله مهرجان جدة الذي يستمر لمدة خمسة أسابيع في شهري يونيو ويوليو، ويشتمل على الحفلات، والأحداث الرياضية والمعارض الفنية ومسابقات بناء القصور الرملية على الشاطئ والألعاب النارية وعروض الليزر والتزلج على الجليد وحتى السيرك. واللافت للنظر أن مثل هذه المهرجانات تحظى بنسبة حضور قوي من قبل المواطنين وأسرهم، إلى جانب المقيمين وأسرهم ايضاً، ويجدون في مثل هذه المهرجانات تحرراً لا بأس به من أسر وقيود العادات والتقاليد السعودية الصارمة بعض الشيء، لكنهم يجدون في مثل هذه المهرجانات متنفساً حياً، ربما لهذا يحرص المقيمين على المشاركة بفاعلية كبيرة، حتى أن عدداً من التلفزيونات الأجنبية سلطت الضوء على مثل هذه المهرجانات وأعدت تقارير متميزة عنها، وكأنها بذلك تدعو إلى رؤية السعودية من جانب آخر، غير جانب السياحة الدينية المعروف عنها. وقد كشف تقرير إحصائي حديث، أن زوار المهرجانات والفعاليات الرئيسة المقامة في بعض مناطق السعودية خلال صيف هذا العام بلغ نحو 10.3 مليون زائر، شكّل السياح منهم 3.9 مليون سائح وأنفقوا 1.2 مليار ريال، وأوضح التقرير الصادر عن مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) بالهيئة العامة للسياحة والآثار أنه تم إجراء مسوح ميدانية لـ (13) مهرجاناً وفعالية، في كل من جدة، الرياض، المنطقة الشرقية، حائل، الطائف، المدينة المنورة، نجران، الباحة، بريدة، عنيزة، الجوف، الإحساء، موضحاً أن غالبية زوار هذه المهرجانات هم ممن جاؤوا بصحبة عائلاتهم، وإنْ زاد عدد الزوار الذين قدموا بمفردهم أو مع أصدقائهم في مهرجاني نجران والرياض بنسبة 45 و33 في المائة على التوالي. وأشار التقرير إلى أن غالبية زوار المهرجانات في المنطقة الشرقية والطائف وجدة والباحة جاءوا بغرض الترفيه والسياحة، أما مهرجانات الرياض وحائل وعنيزة فكان لها طابع حضور المهرجان بالذات، فيما كان غرض غالبية زوار كل من مهرجان نجران وصيف بريدة وحسانا فله هو زيارة الأهل والأصدقاء، مبينا أن الأصدقاء والأسرة واللوحات الإعلانية والصحف والتلفاز كانت أكثر وأهم المصادر التي استقى منها هؤلاء الزوار معلوماتهم عن المهرجانات والفعاليات المصاحبة. وأشار التقرير أيضاً إلى أن مدة إقامة الزوار تراوحت ما بين 4 و7 ليال، بمتوسط 5 ليال للفرد مقارنة بمتوسط 7 ليال العام الفائت، وتعددت مظاهر الإنفاق لهم ما بين الإيواء والمواصلات والأكل والشرب والترفيه، إلا أن الإنفاق على نشاط التسوق جاء أولاً بنسبة 40٪ وأوضح التقرير أن أكثر من نصف زوار مهرجانات صيف جدة وحائل والباحة ومهرجان سوق عكاظ أقاموا في وحدات سكنية مفروشة، وما يقارب 30٪ من الزوار أقاموا في منازل أصدقاء وأقرباء لهم، وأن نسبة ضئيلة أقامت في الفنادق، ما عدا زوار مهرجان حسانا فله ومهرجان جدة حيث أقام نحو 22٪ من الزوار في الفنادق. وبحسب التقرير، فقد رأى غالبية زوار المهرجانات أن أسعار مرافق الإيواء كانت مرتفعة، خاصة زوار مهرجانات المدينة وجدة والرياض بنسب 80 و79 و76٪ على التوالي، فيما لم يرَ زوار مهرجان حائل والجوف والإحساء والقصيم ذلك، مرجعاً السبب في ذلك إلى أن غالبية الزوار أقاموا في منازل خاصة بهم أو مع قريب أو صديق. ونوه التقرير إلى العديد من الاقتراحات التي أوصى بها الزائرون لتطوير كل من هذه المهرجانات على حدة، وتمثل معظمها في تخفيض أسعار الخدمات، الاهتمام بالنظافة، توفير وحدات سكنية مفروشة بأسعار معقولة، توفير أماكن خاصة للنساء وأماكن أخرى خاصة للشباب، زيادة عدد الفعاليات والبرامج الترفيهية، زيادة عدد المهرجانات، توفير مواقف للسيارات، زيادة الألعاب الترفيهية للأطفال، زراعة المسطحات الخضراء في مقرات المهرجانات، توفير المطبوعات واللوحات الإرشادية، توفير أماكن سياحية عامة. وقد شهدت حركة السياحة المحلية صيف هذا العام نمواً بنسبة 3 بالمائة مقارنة بصيف العام الماضي، وبمعدل إنفاق يتجاوز 11.9 مليار ريال، مقارنة بـ 11.5 مليار ريال للعام 2008، حيث أن هناك أعداداً كبيرة من العائلات الخليجية ترى في المملكة وجهتها خوفاً من السفر للخارج وإصابتها بأنفلونزا الخنازير، بالإضافة إلى تداعيات الأزمة المالية العالمية التي تضغط على العائلات، وسهولة التنقل بني دول الخليج وعدم الحاجة إلى تأشيرات، وهو ما شجع العائلات الخليجية على تفضيل المملكة لأداء العمرة، والانتقال إلى مناطق مثل الطائف وأبها لقضاء بقية الأجازة. ومازالت المملكة حتى الان تشمر ساعديها في الإعلان عن مهرجانات جديدة، بعد أن أثبتت نجاحات مهرجاناتها السابقة.

يسلموووو

يعطيك العافيه