قبل أيام، دفعت الممثلة الأمريكية الحسناء ريز ويذرسبون 1200 دولارا علاجا لساق دجاجتها المكسورة، بعد أن أصيبت الأخيرة في مزرعة تملكها النجمة قرب ولاية كاليفورنيا.. وطمأن الأطباء الممثلة ريز ان الدجاجة البياضة-الله يقيمها بالسلامة- باتت تتمتع بصحة جيدة الان، ولا داعي للقلق..وما هي الا أيام قليلة وتعود- الدجاجة- الى أهلها ومحبيها ومريديها في المزرعة سالمة غانمة بإذن الله..
في حارتنا كان هناك أكثر من ريز ويذرسبون : ذات مرة وأثناء مطاردة أمنية ل قط شرس صاحب أسبقيات جرمية ومتهم بالاعتداء على زغاليل كثيرة في الحارة وتحرير شيكات بدون رصيد، أخطأ الحجر الذي رميته الهدف واقترب من دجاجة كانت في نزهة خارج السياج فما كان من ريز ويذرسبون حارتنا إلا وأطلقت جملة متقطعة تنم عن حنق شديد : ((ولك!! الله لا يجبرك..عمنه الله ما جبرك))..لاحظوا هذه الدعوة ؛ هي تريدني ان يكسر طرفي، وألا يجبر كسري..كما تتمنى من الله أن يؤجل في جبر كسري المنتظر ...كل هذا من اجل دجاجة اقترب منها حجر طائش..
كما لا أنسى ريز ويذرسبون الحارة الشرقية ، التي جاءت في الصباح الباكر ذات يوم صيفي ..وهي تجوب حوش الدار وتنادي وين راحت ام محمد ؟؟ ..وعندما ايقظتنا من نومنا ، قالت أنها تبحث عن دجاجة بلدية لم تتم ليلة أمس في الخم ..ثم جلست على مخدتي وشرعت تصف الدجاجة لأمي .. وجهها وسيع يا ام محمد .. وشقرا شقرا .. وعيونها صافيات مثل عيون هالصبي /أنا ، عرفها مايل حسها لايق ..ولكثرة ما ظلت تصف هذه العجوز دجاجتها تخيلت:غادة عبد الرازق.
ما أود قوله في هذا المقال : انه في كل حارة او حي كان هناك على الأقل خمس او ست من طراز ريز ويذرسبون من حيث تطرفهن في محبة الدجاج ..لكن الفرق بين ريز ويذرسبون أمريكا..و ريز ويذرسبون بلدي..أن الأولى تعتبر الدجاجة المكسورة وسيلة للشهرة ونوع من أنواع الترف الاعلامي ..أما عجايز حارتنا ..فقد كانت الدجاجة المكسورة تعني لهن :اصابة المعيل الرديف في الأسرة..وبالتالي معلولية الدجاجة البياضة او وفاة الديك الشاب..كان بمثابة ترمل من الدرجة الثانية !!.