بومٌ عَاشٌوراء قٍصَةٌ وَصِيَام وقَفَاتٌ وأَحكام
ســلآم الله عليڪم و رحمة منه وبرڪاته،،
أسعد الله/وبذكرهـ و رضـآهـ،،
حيــآڪم المولى و بياڪم بڪل قدم وطئت قسمنا المميز
اخواني و اخياتي
أهديكم هذا الموضوع المهم لكل مسلم ومسلمة
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد :
قصة عاشوراء :
لما ركب فرعون في جنوده طالباً بني إسرائيل يقفو أثرهم كان في جيش كثير عرمرم , فأدركهم عند شروق الشمس , وتراءى الجمعان , ولم يبق ثَم ريب ولا لَبس وعاين كل من الفريقين صاحبه وتحققه ورآه ولم يبق إلا المقاتلة والمجادلة فعندها قال أصحاب موسى وهم خائفون ( إنا لمٌدرَكٌون ) وذلك لأنهم اضطروا في طريقهم إلى البحر فليس لهم طريق ولا محيد إلا سلوكه وخوضه وهذا مالايستطيعه أحد ولا يقدر عليه والجبال عن يسرتهم وعن أيمانهم وهي شاهقة منيفة وفرعون قد غالقهم وواجههم وعاينوه في جنوده وجيوشه وعُدده وعَدده وهم منه في غاية الخوف والذعر لما قاسوا في سلطانه من الإهانة والمكر فشكوا إلى نبي الله ماهم فيه مما قد شاهدوه وعاينوه فقال لهم الرسول الصادق المصدوق ( كلا إن معي ربي سيهدين ) فنظر إلى البحر وهو يتلاطم بأمواجه ويتزايد زبد أجاجه وهو يقول ها هنا أمرت ومعه أخوه هارون ويوشع بن نون ومؤمن آل فرعون وهم وقوف وبنو إسرائيل بكمالهم عليهم عكوف فلما تفاقم الأمر وضاق الحال واشتد الأمر واقترب فرعون وجنوده في جدهم وحدهم وحديدهم وغضبهم وحنقهم وزاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر عند ذلك أوحى الحليم العظيم القدير
رب العرش الكريم إلى موسى الكليم ( أن اضرب بعصاك البحر ) فلما ضربه يقال إنه قال له انفلق بإذن الله قال الله تعالى ( فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ) وهكذا كان ماء البحر قائماً مثل الجبال مكفوفاً بالقدرة العظيمة الصادرة من الذي يقول للشيء كن فيكون وأمر الله تعالى ريح الدبور فلفحت حال البحر فأذهبته حتى صار يابساً لا يعلق في سنابك الخيول والدواب والمقصود أنه لما آل أمر البحر إلى هذه الحال بإذن الرب العظيم الشديد المحال أُمر موسى عليه السلام أن يجوزه ببني إسرائيل فانحدروا فيه مسرعين مستبشرين مبادرين وقد شاهدوا من الأمر العظيم ما يحير الناظرين ويهدي قلوب المؤمنين
فلما جاوزوه وخرج آخرهم منه وانفصلوا عنه كان ذلك عند قدوم أول جيش فرعون إليه ووفودهم عليه فأراد موسى عليه السلام أن يضرب البحر بعصاه ليرجع كما كان عليه لئلا يكون لفرعون وجنوده وصول إليه ولا سبيل عليه فأمره القدير ذو الجلال أن يترك البحر على هذه الحال فقوله تعالى: ( واترك البحر رهواً ) أي ساكناً على هيئته لا تغيره عن هذه الصفة فلما تركه على هيئته وحالته وانتهى فرعون فرأى ما رأى هاله هذا المنظر العظيم وتحقق ما كان يتحققه قبل ذلك من أن هذا من فعل رب العرش الكريم فأحجم ولم يتقدم وندم في نفسه على خروجه في طلبهم والحالة هذه حيث لا ينفعه الندم لكنه أظهر لجنوده تجلداً وحملته النفس الكافرة والسجية الفاجرة
على أن قال لمن استخفهم فأطاعوه وعلى باطله تابعوه انظروا كيف انحسر البحر لي لأدرك عبيدي الآبقين من يدي الخارجين على طاعتي وبلدي فلما رأته الجنود قد سلك البحر اقتحموا وراءه مسرعين فحصلوا في البحر أجمعين فعند ذلك أمر الله كليمه في ما أوحاه إليه أن يضرب بعصاه البحر فضربه فارتطم عليهم فلم ينجُ منهم إنسان فلما عاين فرعون الهلكة وأحيط به وباشر سكرات الموت أناب حينئذٍ وتاب وآمن حين لا ينفع نفساً إيمانها كما قال سبحانه ( فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين * فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون ) وقوله ( فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية ) قال ابن عباس وغير واحد شك بنوا إسرائيل في موت فرعون حتى قال بعضهم إنه لا يموت
فأمر الله البحر فرفعه وعليه درعه التي يعرفونها من ملابسه ليتحققوا بذلك هلاكه ويعلموا قدرة الله عليه ولهذا قرأ بعض السلف
( لتكون لمن خلقك آية ) وقد كان هلاكه وجنوده في يوم عاشوراء .
وقفات وأحكام :.
عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن الرسول الله $( قدم المدينة فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء فقال لهم رسول $ ماهذا اليوم الذي تصومونه ؟ قالوا هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكرا فنحن نصوم فقال رسول الله$ فنحن أحق وأولى بموسى منكم فصامه رسول الله وأمر بصيامه ) متفق عليه
وعنه أيضا أن رسول الله حين صام رسول الله يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا يارسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال رسول الله فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع قال فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله ) رواه مسلم
1) صيام يوم عاشوراء سنة مؤكدة وتكفير سنة فقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي قال (صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله).
2) يستحب حث الصبيان على صيامه .
3) قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى (.. يقول بعضهم يوم عاشوراء يكفر ذنوب العام كلها ويبقى صيام يوم عرفة زيادة في الأجر ولم يدر هذا المغتر أن صوم رمضان والصلوات الخمس أعظم وأجل من صيام يوم عرفه ويوم عاشوراء وهي إنما تكفر مابينهما إذا اجتنبت الكبائر ..) فعلينا جميعا التوبة من الذبوب جميعا.
4) يوم عاشوراء هو العاشر من محرم فلو أفرد بالصيام صح ويستحب صيام التاسع معه لأن النبي صام العاشر ونوى صيام التاسع أو صيام العاشر والحادي عشر وإن صام ثلاثة الأيام حصل أجر صيام ثلاثة أيام من كل شهر والحسنة بعشر أمثالها.
5) من عليه قضاء من رمضان فالأفضل أن يقدم القضاء ويصح صيام عاشوراء وتقديمه على القضاء فإن صام القضاء في عاشوراء بنية القضاء صح صومه.
6) لم كان صيام عرفة تكفير سنتين وعاشوراء تكفير سنة ؟ لأن يوم عرفة من خصائص شريعتنا سنة نبينا محمد , أو لأن يوم عرفة في شهر حرام وقبله شهر حرام وبعده شهر حرام.
7) هذه الأمة أولى وأحق بنبي الله المرسل من قومه المكذبين .
على المسلم الحذر مما أحدث في هذا اليوم من البدع والضلالات نسأل الله الهدى والثبات.
9) في قول الصحابة رضي الله عنهم ( يارسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى ..) تقرير لأصل معلوم عندهم وهو مخالفة اليهود والنصارى.
10) بيان ضلال اليهود حيث يحرصون على صيام يوم ليس بواجب عليهم ويتركون ما أوجبه الله عليهم من الإيمان بنبيهم محمد !!.
11) في صيام يوم عاشوراء الفضل العظيم على العمل القليل.
12) في صيامه دليل على أن الشكر يكون أيضا بالعمل فهذا موسى صامه شكرا لله تعالى وهذا نبينا محمد يقوم من الليل ويقول أفلا أكون عبد شكورا.
13) صيام عاشوراء اقتداء بالأنبياء فصامه نوح عله السلام فقد ورد أنه اليوم الذي استوت فيه السفينة فصامه موسى عليه السلام وصامه نبينا محمد وأمر بصيامه .
14) فإذا وفقك الله بصيامه فهذه نعمة تحتاج لشكره سبحانه ولا تنس السحور ففيه بركة ومخالفة لأهل الكتاب وتذكر أن للصائم دعوة وفرحتان .
15) الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة ويبعده الله به عن النار.
16) قد يغفل بعض المسلمين فيهتم بصيام عاشوراء وهو سنة وقد يتخلف عن الصلاة المفروضة أو يقع في الكبائر من الذنوب .
17) من كان تحت يده عمال أو خدم فليتقي الله تعالى فيهم وليرفق بهم لاسيما في يوم الصيام , لعل الله يرفق به.
18) ورد الأجر العظيم في تفطير الصائم .
19) علينا جميعا أن نتعاون على البر ةالتقوى والتواصي بالحق والصبر وطرح الكسل فالأب والأم في بيوتهم والمعلم والمعلمة في
مدارسهم والإمام والخطيب والعالم والداعية والمربي كل فيما وكل إليه .
الصيام إن كان في الشتاء فغنيمة باردة ونهار قصير وإن كان في الصيف فتعب في سبيل الله .