الحمدُ لله عظيمِ الشَّأن, كثير العطايا والمنن, يجمعُ ويؤلِّف, ويُفرِّق ويُبغِّضُ,
بيده قلوب العباد,
وإليــه المنتهى والمعاد, ولا حول ولا قوة إلا به.
الحمد للّه الذي خلق كل شيء فأحسن خلقه وترتيبه
وأدب نبينا محمد صلى اللّه عليه وسلم
فأحسن تأديبه .
حياكن الله أخواتـِ وأشهد الله أنى أحبكن فى الله
لنعلم جميعاً
أن الدين المعاملة
و أن حسن الخلق هو صفة النبيين والصالحين
بها تُنال الدرجات، وتُرفع المقامات.
وقد خص اللّه جل وعلا نبيه محمداً صلى اللّه عليه وسلم بآية جمعت له محامد الأخلاق ومحاسن الآداب فقال جل وعلا:
( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) [القلم:4].
وهذا واضح جلياً فى توجيهات النبى علية الصلاة والسلام
إذ يقول ...
{ أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى اللّه وحسن الخلق } رواه الترمذي والحاكم
فما أعظم هذا الدين، حيث حرص على سلامة القلوب وترابطها وما اوسع فضله، إذ يثيبك على نفعك لإخوانك المسلمين.
فعلينا نحن كمسلمين أن نحب لغيرنا ما نحب لأنفسنا من خير ونحب لغيرنا ان يقوم بالطاعات التي ترضي الله ورسوله ما نحب لأنفسنا وان نكره لغيرنا ارتكاب المحرمات والمكروهات كما نكرهها لأنفسنا لأنها تسخط الله ورسوله، وأن نساعد غيرنا على طاعة الله وكسب كل ما هو مباح في سبيل إسعادهم وقد نصل بذلك إلى إيثارهم على أنفسنا
أخواتي
إن الإسلام دين عملى إيجابى رسالته فى الحياه خلق مجالات عديده للمعروف والبر وحث الناس على العمل بها رغبة فى الخير لأن الإسلام لايريد من الأعمال مجرد صورها ومظاهرها , فالمظهر وحده رياء وخداع وتمثيل ومن هنا كان الحديث الشريف
(إنما الأعمال بالنيات)
فعلينا بتجديد النية مع الله فهو الغني عن العالمين لاتضره معصية خلقه ولا تنفعه طاعتهم وسبحانه عالم بكوامن كل مخلوقاته.
للأسف الشديد هناك خلل في مفهوم الإسلام لدى
الكثير من المسلمين
يعتقدون أن الإسلام ماهو إلا فرائض يؤدونها وحسب
ولاحرج أن يخرج من المسجد ويغش هذا ويظلم هذا ويؤذي هذا ..
و يأكل مال هذا ..
الكثير إلا من رحم ربّي فصل بين العبادات والمعاملات
وظنّ إن الدين ماهو إلا عبادات
صلاة وصوم وحج كل عام وحسب.
للأسف الشديد فهم مبتور
أخواتي .. يا من تمنيتن صحبة النبي صلى الله عليه و سلم في الجنة ..
كفانا لامبالاة وعدم شعور بالمسؤلية كفانا سلبية
إلى متى سيكون شعارنا نفسي .. نفسي ..
مادمت آمنا في سربي عندي قوت يومي
لايهمني هذا المظلموم
لايهمني هذا المسكين
لايهمني جاري هذا الذي لايصلي
لاتهمني جارتي هذه المتبرجّة
.
أهذا هو ديننا
؟؟
أهكذا علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم ؟؟
فمتى .. !!
إن محبة الخير للآخرين علامة من علامات الإيمان الكامل .
فقد ربى النبي صلى الله عليه و سلم أصحابه على محبة الخير لإخوانهم المسلمين كما يحبونه لأنفسهم ، فمن لم يكن كذلك فقد نقص إيمانه .
ولا يكره الخير للمسلمين إلا أحد ثلاثة:
الأول:
رجل يسخط قضاء الله ولا يطمئن لعدالة تقديره سبحانه فهو يريد أن يقسم رحمة ربه على حسب شهوته وهواه .
الثاني:
رجل أكل الحقد والحسد قلبه ، فهو يتمنى زوال النعمة من عند الآخرين ولو لم تصل إليه ، وهو دائما مشغول بما عند الآخرين .
الثالث:
رجل أذهلته شهوة طبعه عن سعة فضل الله تعالى فيخشى إذا زاحمه الناس على الخير ألا يبقى له حظ معهم، وهذا من الجهل ، فخزائن ربنا ملأى .
و يقول نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم
( أحب الناس إلى الله أنفعهم ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة ، أو تقضي عنه دينا ، أو تطرد عنه جوعا ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليّ من أن اعتكف في المسجد شهرا ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظا ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام
وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل )
صححه الألباني
أختي الغالية ..
إني أحبك في الله
و إعلمي أختي إن تمام الإيمان يتجلى في هذا الحب السامي الذي يرقى بأنفسنا إلى أعلى المنازل. ذلك الحب الذي يقربنا إلى الله و يقودنا إلى صالح الأعمال و يأخذ بأيدينا إلى الجنة لأنه يقودنا إلى التقوى و إن شاء الله نساق إلى الجنة زمرا
(وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين) الزمر : 73
نعم أختي الغالية زمرا زمرا, صحبة و جمعا وهذا أروع و أعظم جزاء أن نسعد جميعا بالصحبة في الجنة كما سعدنا بها في الدنيا
و كيف يكون لنا هذا ؟؟؟؟؟
بالحب
و حسن المعاملة
و هذا الحب أخيتي لابد و أن يتجلى بيننا في المعاملات اليومية و هذه بعض الأمثلة لما يجب علينا تجاه بعضنا البعض :-
التذكير بالله
النصح في لله
الإيثار
إفشاء السلام
تبادل الهدايا
العون و المساعدة قدر المستطاع لوجه الله
زيارة المريض
الدعاء لأخوتك و أخواتك بظهر الغيب
إحترام الكبير و الحنو على الصغير
الإصلاح بين المتخاصمين