اقليم كردستان العراق عبارة عن كيان إداري و هو جزء من جمهورية العراق يقع في شمال العراق وتأسس عام 1991 بعدما دخلت قوات الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وبقرار اممي بحماية الشعب العراق في شمال العراق الذي يمثل الاكراد غالبية سكان هذه المحافظات واعتبارتها خط احمر للقوات الحكومية التابعة لحزب البعث الذي كان يحكم في العراق في تلك الحقبة وبالرغم من أن قيادات الأكراد في العراق يصرحون دائما إن اقليم كردستان هو جزء من العراق الا ان للاقليم علما وشعاراً ونشيداً ورئيساً وبرلماناً و قوات أمنية خاصةً به. إنقسمت حكومة و برلمان الأقليم إلى جزئين في عام 1994 بعد نشوب خلافات داخلية بين الحزبين الكرديين الرئيسيين في الحكومة والبرلمان وهما الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني حيث شكل الاتحاد الوطني الكردستاني حكومة و برلماناً خاصاً به إتخذت من محافظة السليمانية عاصمة لها وشكل الحزب الديمقراطي الكردستاني من جهة أخرى حكومة وبرلماناً خاصاً به وإتخذ من محافظة أربيل عاصمة لها. عقدت في أربيل في 20 يناير 2006 إجتماعاً للحكومتين لتشكيل حكومة موحدة وتم تكليف نيجيرفان بارزاني بتشكيل الحكومة الموحدة.
نبذة عن منطقة الحكم الذاتي للاكراد سابقا
تشكلت منطقة الحكم الذاتي لأكراد العراق في عام 1970 بعد إعلان الحكومة العراقية من طرف واحد منح الحكم الذاتي للأكراد في العراق حيث إعتبر الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مصطفى البارزاني آنذاك بنود إتفاقية الحكم الذاتي للأكراد لعام 1970 لا تلبي المطالب القومية للشعب الكردي في العراق. وكان مسؤولي منطقة الحكم الذاتي من الأكراد الموالين أو المتعاطفين مع الحكومة المركزية العراقية. إتخذت منطقة الحكم الذاتي من محافظة أربيل عاصمة لها وكانت تمتلك حكومة إعتبرتها الأحزاب الكردية المعارضة حكومة صورية، وكانت لهذه الحكومة مجلسا تنفيذياً ومجلسا تشريعياً وكان نطاق سلطات المجلسين تشمل محافظة أربيل ومحافظة دهوك ومحافظة السليمانية في العراق ولكن في حقيقة الأمر كانت للمجلسان صلاحيات محدودة حيث كانت الحكومة المركزية هي صاحبة القرار. وإستمر الحال على هذا المنوال حتى حرب الخليج الثانية حيث تشكلت في أعقاب هذه الحرب منطقة حظر الطيران في شمال العراق وفقدت السلطة المركزية في العراق زمام سيطرتها على مقاليد الأمور في منطقة الحكم الذاتي للأكراد.
[ نبذة عن إقليم كردستان العراق
بعد انتهاء حرب الخليج الثانية كان الجيش العراقي والحكومة العراقية في موقف ضعيف جداً من الناحية العسكرية والسياسية، وبعد فرض منطقة حظر الطيران في العراق قررت الحكومة العراقية سحب قواتها من شمال العراق لأسباب لا تزال محل جدل حيث يعتبر بعض المحللين السياسيين إن أسباب إنسحاب الجيش العراقي والمؤسسات الحكومية المركزية من شمال العراق يعود إلى مناورة تكتيكية من قبل الحكومة العراقية حيث كانت الحكومة على إعتقاد بأن الخلافات التاريخية والعميقة بين الأحزاب الكردية المختلفة ستكون كفيلة بإضعاف المنطقة ولا سيما إنها محاصرة من جميع الأطراف بدول لا ترغب بان يكون للأكراد كيان مستقل. وكان هذا الإنسحاب كافياً لأن يجمع الجيش العراقي أشلائه لمواجهة الخطر الأكبر من الشيعة في الجنوب الذين وبعكس الأكراد كانوا أكثر توحيداً في صفوفهم ومحاطين بدولة إيران المتعاطفة مع شيعة العراق. وبالفعل تحققت رؤيا الحكومة المركزية لاحقاً حيث دخل إقليم الشمال في دوامة الخلافات الداخلية حيث لم تشكل أي خطر على الحكومة المركزية طول فترة تشكيلها وفي تلك الأثناء إستطاعت الحكومة العراقية من إعادة السيطرة على جنوب العراق.
خلف الإنسحاب من قبل الحكومة المركزية في شمال العراق فراغاً إدارياً مما حدى بالأكراد إلى تنظيم انتخابات محلية لتشكيل برلمان وحكومة في شمال العراق. ونظمت الأنتخابات في عام 1992 وأسفرت عن تشكيل حكومة عاجزة عن تسيير الأمور حيث تقاسم الحزبان الرئيسيان في شمال العراق (الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني) مقاعد البرلمان و الحقائب الوزارية مناصفة وإتفقوا على ترتيب أدى فيما بعد إلى شل حركة الحكومة والبرلمان حيث كان للوزير ونائب الوزير واللذان كانا تابعين لحزبين مختلفين نفس مستوى الصلاحيات وتدريجياً أدت الخلافات حول التحكم بالمصدر الرئيسي لاقتصاد الإقليم والذي كان نقطة عبور حدودية باسم إبراهيم الخليل في محافظة دهوك إلى نشوب إقتتال داخلي بين الحزبين في عام 1994، وبعد جهود أميريكة حثيثة وتدخل بريطاني ونتيجة اجتماعات عديدة بين وفود من الحزبين وقع البرزاني والطالباني اتفاقية سلام في واشنطن في عام 1998.
بالإضافة إلى نشوب إقتتال بين الحزبين الرئيسيين شهد الإقليم صراعات أخرى منها الصراع بين الاتحاد الوطني الكردستاني والأحزاب الإسلامية الكردية والصراع بين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني من جهة وحزب العمال الكردستاني PKK الذي كان حزباً كردياً من تركيا، وهذا الصراع الأخير أدى إلى توغل الجيش التركي لأراضي الإقليم عدة مرات بحجة مطاردة الحزب الكردي التركي الإنفصالي. كل هذه الإضطرابات أدت إلى أن يهاجر الأكراد من الإقليم إلى أوروبا وأمريكا ودول أخرى حيث فاقت نسبة هجرة الأكراد أثناء حكم الأحزاب الكردية ما كانت عليه النسبة أبان سيطرة الحكومة المركزية.
كان اقتصاد الأقليم مستقلاً عن اقتصاد الحكومة المركزية في بغداد، حيث كان الإقليم يستعمل دينار عراقي قديم مطبوع في مطابع سويسرا بدلا من الدينار العراقي الذي كانت تستعمله الحكومة المركزية والذي كان يطبع في العراق والصين. وكان اقتصاد الإقليم يعتمد بصورة رئيسية على الضرائب التي كانت تفرض على شاحنات النفط التي كانت تنقل النفط من العراق إلى تركيا عبر نقطة إبراهيم الخليل الحدودية الواقعة في محافظة دهوك. وكان الإقليم يقوم بالتجارة مع إيران وتركيا.
بعد غزو العراق 2003 طوى الحزب الديمقراطي الكردستاني و الاتحاد الوطني الكردستاني خلافاتهما كلياً ليشكلا زعامة مشتركة وشارك الحزبان في جميع التغييرات السياسية التي شهدتها أجواء السياسة العراقية بدءاً من مجلس الحكم في العراق والحكومة العراقية المؤقتة إلى الانتخابات العراقية والحكومة العراقية الانتقالية، ويطمح الأكراد في ضم مدينة كركوك الغنية بالنفط إلى الإقليم مستندين في ذلك على المادة 58 في قانون إدارة الدولة للفترة الأنتقالية والتي تحولت إلى المادة 140 من الدستور العراقي الدائم. يشغل مسعود بارزاني حالياً رئاسة الأقليم بعد انتخابه في تموز 2009 اما رئاسة مجلس وزراء الإقليم فيشغله السياسي الكردي المرموق د.برهم صالح الذي قدم استقالته من منصبه نائبا لرئيس الوزراء العراقي نورى المالكي