«الدوخة» إحساس مزعج يفقد الحياة طعمها !
فحص اتزان الطفل
د.خالد بن عبد الله المنيع
كثيرا ما نواجه شكوى الدوار أو ما يطلق عليه " الدوخة" من مراجعي العيادة وتختلف شدة تلك الشكوى وطبيعتها والمسببات المؤدية لها من شخص لآخر.
يستطيع الاطفال في سن المدرسة وما قبلها بقليل أن يعطوا وصفا واضحا لما يشعرون به .
الدوار احساس مزعج جدا قد يظهر على هيئة هجمات تفقد المصاب توازنه أو قد يكون مستمرا لفترة مزمنة على نحو أقل شدة . معظم حالات الدوار أو " الدوخة" يتم تشخيص أسبابها والتي قد تتنوع بين مشاكل عضوية وأخرى نفسية ولكن من النادر أن تكون " الدوخة" ناتجة عن أسباب خطيرة .
عرض شائع
الاعراض المصاحبة
قد تظهر اعراض الدوار او " الدوخة" في احد الصور التالية
• صداع خفيف واحساس المصاب ان الاشياء تدور حوله .
• احساس المصاب انه هو الذي يدور حول المكان الموجود فيه.
• فقد الاتزان والسقوط.
• صداع شديد واحساس المصاب انه يعوم او يطفو على سطح الماء
ولتشخيص سبب الدوار فانه لايخرج عن ثلاثة محاور .
• العين التي تستقبل الصورة الخارجية وتنقل المعلومة للجهاز العصبي المركزي .
• الناقل العصبي الحسي وعن طريقه يتم ايصال المؤثرات الخارجية الى الدماغ .
• الاذن الداخلية والتي تحوي المستقبلات اللازمة لحفظ الاتزان.
هناك علامات واستطبابات اخرى تجعل الدوار اكثر اهمية لطلب العناية والاستشارة الطبية ومن ذلك :
• وجود اصابة في العنق او الرأس .
• صداع شديد وغير معتاد .
• ارتفاع درجة الحرارة مرافق للصداع ووجود طفح جلدي او حساسية العين من الضوء .
• وجود تصلب في الرقبة.
• عدم وضوح في الرؤية.
• ضعف مفاجئ في السمع.
• ضعف مفاجئ في الكلام.
• ضعف في أحد الاطراف .
• ألم في الصدر وسرعة ضربات القلب .
• فقد الوعي .
قد يصاحبه صداع وارتفاع درجة الحرارة
أسباب الدوار
Vertigo ( 1 " دوار الفيرتايغو"
وينتج عن خلل في آلية التوازن في الأذن الداخلية ، والتي تنقل الحس والتغيرات من المحيط الخارجي الى الدماغ .. قد ينتج " الفيرتايغو" حين تحريك الرأس لاحد الاتجاهات بصورة سريعة ومفاجئة كما ان الجلوس أو التنقل قد يزيد الأمر سوءا لذا فان الراحة وعدم تحريك الرأس بشكل متكرر يساعد في التخفيف من الاعراض . أحيانا يكون الدوار شديد بما يكفي ليسبب الغثيان والقيء .
قد تكون الأسباب من دوار " الفيرتايغو" حميدة حيث تظهر على شكل
نوبات قصيرة من الدوار مباشرة بعد حدوث تغيير مفاجئ في وضعية الرأس او تغيير وضعية النوم او حين الاستيقاظ صباحا وهذا هو السبب الاكثر شيوعا لدوار " الفيرتايغو" . التهاب الاذن الداخلية احد اسباب هذا النوع من الدوار حيث يستمر مع المصاب طوال فترة الالتهاب ويبدأ في التلاشي خلال اسبوع من بدء الالتهاب جنبا إلى جنب مع القيء والغثيان وعدم التوازن.وتتطلب تلك الفترة الراحة في الفراش.
الاذن الداخلية ودورها في التوازن
2) صداع الشقيقة : إحدى الشكاوى الشائعة حيث قد يظهر الدوار كأحد الاعراض المصاحبة.
3) هبوط مفاجئ في الضغط الشرياني ويحدث عادة عند تغيير وضعية الجسم من الجلوس الى الوقوف بشكل سريع ومفاجئ . او تغيير وضعية الجسم من وضع الاستلقاء الى الوقوف بشكل سريع خاصة عند الاستيقاظ من النوم . فيجب الانتباه ان الجسم وجهاز الدوران يحتاج الى ثوان قليلة كي يتكيف مع الوضع الجديد سواء من وضع الاستلقاء للجلوس او من وضع الجلوس للوقوف . وقد ينتج من تناول جرعة اعلى من الجرعة المطلوبة من الادوية الخافضة للضغط الشرياني .
4) خلل في الاعصاب الطرفية الحسية وهي نادرة عند الاطفال وشائعة عند الكبار المصابين بداء السكري .
5) تناول بعض الادوية كأدوية الصرع ، المهدئات ، الادوية النفسية ، ادوية الضغط.
6) بعض الامراض النفسية : قد تظهر " الدوار" كأحد الاعراض لمتلازمة القلق والتوتر النفسي .
يصاحبه عدم وضوح للرؤية
التشخيص
تشكل القصة المرضية الجزء الاهم خلال مرحلة تشخيص الحالة والوصول الى الاسباب وراء الاعراض المصاحبة ومن أهم المعلومات التي يجب ان يبلغ بها المريض طبيبه في هذا الاتجاه :
• توقيت الدوار خلال اليوم : هل نوبات الدوار تنتابه خلال الليل او النهار .
• مدة العرض : هل يستمر لثوان او لساعات ام انه على نحو مستمر لاينقطع ولكن بدرجة بسيطة من الشدة.
• شدة الدوّار والاعراض المصاحبة له من تقيؤ ، غثيان ، صداع أو غيره .
• وجود أي امراض اخرى خاصة المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم الشرياني ، السكري.
• التعرض لاي امراض حادة مثل التهاب الاذن ، التهاب في اللثة او الاسنان او ارتفاع درجة الحرارة بشكل عام خلال الاسبوعين السابقين لحصول الدوار .
• تناول أي دواء خلال الفترة القريبة السابقة للعرض مع ذكر الجرعة المتناولة وعدد مرات تناولها.
• حدوث أي اصابة سابقة للرأس او العنق سواءا حديثة ام قديمة.
• وجود أي طفح جلدي او حساسية العين من الضوء او عدم وضوح للرؤية بشكل عام .
• في حال كون اعراض الدوار متكررة ... من الاهمية معرفة العوامل المحفزة لحدوث تلك الاعراض وكذلك العوامل المساعدة على زوال الدوار.
• معرفة الحالة النفسية للمصاب مهمة جدا ... اذ إن التوتر بحد ذاته قد يكون سببا هاما في حدوث الدوار.
في العيادة هناك بعض الفحوصات السريرية يمكن ان تجرى للتعرف على اسباب الدوار ومن تلك الفحوصات مايلي:
• حركة العين : وفيها يقوم الطبيب بملاحظة حركة العين خلال تتبعها لمسار جسم معين في الاتجاهين . ويمكن كذلك اجراء فحص caloric test "" حيث يقوم الطبيب بمتابعة حركة العين خلال وضع ماء بارد أو دافئ في القناة السمعية.
• فحص الاتزان بالوقوف على رؤوس اصابع القدم وعلى الكعبين . وكذلك الوقوف بقدمين متلاصقين وعينين مغمضتين والمشي محاكاة اطراف اصابع القدم بكعب الرجل الاخرى .
• تبعا لنتائج الفحوصات السابقة يتم تحديد مصدر الخلل في الاتزان وهل هو ناشئ عن اسباب مركزية من الدماغ والمخيخ بشكل خاص او اسباب طرفية او قد تكون لاسباب نفسية وبناء عليه يمكن تحديد الحاجة لعمل اشعة الرنين المغناطيسي للدماغ من عدمه .
النهوض بسرعة من السرير قد يكون السبب
العلاج
الحالات الحادة والتي يكون فيها الدوار عادة ليس مزمنا بل بسبب التهاب عارض في الاذن الداخلية يتم معالجة الالتهاب بالمضاد الحيوي المناسب ويتم التغلب على اعراض الدوار المصاحبة تلقائيا .
في حالات الدوار المتكررة او المزمنة تكون المعالجة تبعا للسبب الكامن وراء ذلك .
الناحية النفسية للمريض مهمة جدا . فطمأنة المريض باستبعاد أي سبب خطير لذلك العرض من الامور الداعمة للشفاء باذن الله .
الاشعة المغناطيسية احد الفحوصات
الادوية قد تكون السبب