قتل مواطن يدعى "خيري جميل مصطفى السعد" وجرح نحو 300 اخرين في اقتحام قوات الدرك لاعتصام شباب 24 اذار على دوار جمال عبدالناصر (الداخلية) مساء اليوم .
ويسجى القتيل في مستشفى الامير حمزة بعمان،فيما يتوزع الجرحى على عدد من المستشفيات منها الاستقلال والاسلامي وفلسطين والامير حمزة.
واكد شقيق القتيل جميل بان "الشهيد" مهشم الوجه وتوفي جراء نزيف بالدماغ اثر ضربه بشكل مبرح على ايدي رجال الدرك.
وكانت قوات الدرك قد فضت اعتصام شباب 24 اذار باستخدام الهراوات والغازات المسيلة للدموع والمياه،مما اسفر عن اصابة المئات من المعتصمين بحسب تأكيدهم.
وبعد حصار استمر لساعتين اقتحمت قوات الدرك الدوار،وعمدت إلى هدم خيام المعتصمين التي نصبوها في الميدان فيما اعتلى مناهضو الاعتصام "البلطجية" جسر الداخلية وقاموا برشق الحجارة على المعتصمين داخل الدوار.
وتبع الاقتحام حملة واسعة من الاعتقالات في صفوف شباب 24 آذار بعد جرح المئات منهم من قبل البلطجية الذين قدموا غلى دوار الداخلية عصر اليوم محملين بالحجارة والعصي ليبدأوا هجوما على معتصمي الداخلية بحماية من قوات الدرك بحسب تأكيد المعتصمين.
وكان المعتصمون في ميدان جمال عبد الناصر (دوار الداخلية) قد رفضوا عصر اليوم مقابلة وزير الداخلية سعد هايل السرور في مبنى المحافظة مطالبين إياه بمقابلتهم في الميدان.
وكانت التعزيزات الأمنية تتوافد لمنطقة الدوار منذ عصر اليوم وبشكل مكثف، استعداداً لفض الاعتصام.
وفي اتصال مع CNN بالعربية، قال فاخر دعاس، المنضم إلى المعتصمين في عمّان، إنه تعرض للضرب على أيدي رجال الامن العام وقوات الدرك ورشهم بخراطيم المياه والحجارة ممن وصفهم بـ"البلطجية."
وقال دعاس بصوت متقطع "الأمن العام ضرب جميع المعتصمين بمن في ذلك النساء..هناك حالة من الفوضى تعم الميدان والبلطجية حاصروا المعتصمين من كل الجهات حتى إن المعتصمين لم يتمكنوا من الهروب من الميدان."
وأكد دعا وجود ما قال إنها "حالات اختناق رصدها في الميدان من خراطيم المياه."
وعلمت CNN بالعربية من جهتها أن هناك اجتماع للحكومة الحالية للتباحث في قضية أحداث دوار الداخلية، أما الناطق الرسمي باسم المديرية العامة لقوات الدرك المقدم احمد ابو حماد فرفض التعليق على الأوضاع إلى حين التأكد من مجريات الاشتباك.
وحول احتمال تسجيل وقوع قتلى نفى أبو حماد ذلك مشيرا إلى أن المعلومات للان غير متكاملة.
وقالت CNN بالعربية : تسارع بشكل غير مسبوق وصول مجموعات توصف بأنها "بلطجية" للاعتداء على معتصمين بميدان جمال عبد الناصر وسط العاصمة عمان، وفق ما قالته قوى "شباب 24 آذار" التي تنفذ اعتصاما مفتوحا منذ ظهر الخميس للمطالبة بإصلاح النظام.
ونقلا عن شهود عيان فإن إعداد من مجهولين يطلقون على أنفسهم " قوى موالاة وتأييد" تجمهروا حول منطقة ميدان الداخلية وقاموا برشق المعتصمين بالحجارة، مما أوقع عشرات الإصابات الخفيفة والمتوسطة والبليغة مما أدى إلى نقل عدد منهم الى المراكز الطبية المجاورة .
وتجاوز عدد الإصابات بحسب أعضاء من شباب 24 آذار المائة مصاب، فيما لم يصدر للان أية تصريحات رسمية من الحكومة الأردنية أو مديرية الأمن العام.
ويتزامن تنفيذ الاعتصام المفتوح مع احتفالات أقامها تجمع جديد حمل اسم "أردنيون من كافة الأصول والمنابت" في حدائق الحسين للتأكيد على التوجهات الملكية في الإصلاح مع التأكيد على الولاء والموالاة للنظام .
وقال شهود عيان متواجدون في خيمة المعتصمين ، إنهم شاهدوا نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية سعد هايل السرور يتوجه إلى مبنى محافظة العاصمة المجاور لدوار الداخلية وسط تواجد امني كثيف لقوات الأمن العام وقوات الدرك.
وقالت نور العمد مراسلة إحدى المحطات الإذاعية المحلية لسى إن إن بالعربية إن الحجارة التي يرمي بها "البلطجية" "في تزايد وأن الطرق المؤدية إلى منطقة الداخلية مغلقة بالكامل."
أما فيما يتعلق بالإصابات فأكد من جهته محمد أبو الحاج أحد أعضاء شباب "24 آذار" لـCNN بالعربية تسجل ما يزيد عن 120 إصابة بين المعتصمين، مشيرا إلى وقوع إصابات خطيرة من بينها إصابة الناطق الرسمي باسم شباب 24 آذار معا الخوالدة بإصابة بليغة في صدره.
وقال أبو الحاج ، إن أحد "البلطجية" قام بتوجيه ضربة بالعصا إلى الخوالدة خلال مشادات حصلت بين المعتصمين والبلطجية ، ما أدى إلى نقله على الفور إلى المستشفى وحالته متوسطة.
في الأثناء، نددت قوى معارضة تعرض معتصمي ميدان الداخلية إلى الاعتداء من مجهولين من دون تدخل الأجهزة الأمنية للحد من وقوع اشتباكات، كما أعلن خلال الاعتصام عدد من أعضاء لجنة الحوار الوطني استقالتهم من اللجنة الحكومية التي تشكلت بتوجيهات ملكية لصياغة للتحاور حول الإصلاحات الدستورية .
وكان المئات من الشباب والناشطين الأردنيين قد استجابوا لدعوة أطلقت عبر شبكة الانترنت للمرة الأولى، للانضمام إلى حراك جديد تحت مسمى " 24 آذار"، واتخذوا من ميدان جمال عبد الناصر أو ما يعرف بدوار الداخلية وسط العاصمة عمان، مقراً دائماً لاعتصامهم "المفتوح" حتى تحقيق مطالبهم.
وبخلاف الاحتجاجات السابقة لقوى المعارضة التي حولت منطقة وسط البلد إلى ما هو أشبه بميدان التحرير بالقاهرة، سجلت قوى شبابية ذات توجهات إسلامية ويسارية وقومية غير منضوية تحت مظلة أحزاب سياسية أو حركات معروفة، اعتصاماً مفتوحاً، هو الأول من نوعه على مستوى الاحتجاجات التي تشهدها الأردن.
ووسط هتافات ساخنة تندد بقبضة الأجهزة الأمنية على مؤسسات الدولة، أعلنت الحركة الشبابية الجديدة مطالبها، وعلى رأسها "إصلاح النظام"، و"دعوة لتبني الملكية الدستورية"، إضافة إلى محاسبة من وصفوا "برؤوس الفساد" في البلاد.
ودعا أحد مؤسسي الحركة عبر مكبرات الصوت جلالة الملك عبد الله الثاني لتشريف الميدان والاستماع إلى مطالب الشباب المتواجدين فيه، قائلا:" ندعوك يا جلالة الملك إلى تشريفنا في دوار الداخلية والتحاور مع أبناء شعبك."
ونص بيان الحركة، الذي حصل موقع CNN بالعربية على نسخة منه، على الدعوة إلى "تشكيل محكمة دستورية، وتبني الملكية الدستورية، وتقليص صلاحيات الملك بما يعيد للشعب سلطاته، على أن يكون الملك رأس الدولة، هو القائد الأعلى للقوات المسلحة ورأس السلطات الثلاث، ضمن أحكام دستورية محددة."
وجاء ضمن المطالبات الأخرى، حل البرلمان الأردني وتشكيل حكومة منتخبة، ورفع قبضة الأمن عن الحياة العامة في البلاد.
ويأتي الحراك الشبابي بعد أيام من رسالة وجهها العاهل الأردني إلى رئيس الحكومة الأردنية الثلاثاء، شدد فيها على ضرورة الإصلاح السياسي والإسراع فيه، إضافة إلى دعوته إلى "اجتثاث الفساد."
وعلى ضوء التصريحات الملكية، نددت القوى المشاركة في الاعتصام بسيطرة الأجهزة الأمنية على "حياة الشباب الأردنيين" داعين، في هتافات تطلق للمرة الأولى إلى "إسقاط" مدير دائرة المخابرات العامة " اللواء محمد الرقاد، بالقول :"اسمع اسمع يارقاد .... الشعب مل من الاستبداد" و"ارحل ارحل يا رقاد بكفي ظلم واستبداد."
وحسب تقديرات غير رسمية بلغ عدد المشاركين في الاعتصام نحو ألفين من القوى الشبابية والطلابية، وسط تواجد امني كثيف.
ويرى مراقبون سياسيون أن عجلة الإصلاح في البلاد ما تزال تراوح مكانها، رغم اتخاذ الحكومة الأردنية خطوات باتجاه الإصلاح، كان آخرها قرار صدور قرار من المحكمة العليا الأردنية لتفسير الدستور، الخميس، بجواز صدور قانون لنقابة معلمين.
وانضم إلى الحراك عدد من الشخصيات الوطنية والقوى السياسية من بينهم، أعضاء من لجنة الحوار الوطني، وحركة 15 نيسان ولجان معلمين، إضافة إلى ممثلين عن القوى السياسية المعروفة بتجمع شخصيات بيان 36 المعارض.
وتتدارس الحركة الإسلامية الانضمام إلى شباب 24 آذار خلال أيام، في حال استمرار الاعتصام المفتوح، وتبني مطالبه ،بحسب مصادر من داخل الحركة .
وقالت المصادر إن الحركة بصدد الانتظار أيام قليلة لدراسة وضع الاعتصام وإعلان الانضمام إليه بقرار مؤسسي.
بيد أن شباب من المشاركين في الاعتصام ، يرفضون تأطير حركة 24 آذار تحت مظلة أي قوى سياسية أو حزبية أو ضمن ايدولوجيا محددة.
وقال طالب جامعي رفض الكشف عن اسمه، رسم على وجهه "24 آذار" في تصريحه لموقع CNN بالعربية، إنه يرفض المشاركة في أي حراك احتجاجي حزبي أو "مؤدلج"، مضيفا:" لقد توافقنا جميعا من خلال إطلاق المبادرة على الانترنت بعدم الكشف عن هوياتنا أو خلفياتنا للإبقاء على ميزة الحراك الشبابي الشعبي."
وشدد منظمو الاعتصام على استمرار حراكهم، الذي غابت عنه القطاعات النسائية، حتى تحقيق المطالب، والتأكيد على أن الأردن ليس للأغنياء، ورافضين "سيطرة حلف الطبقة الغنية على مؤسسات البلاد."
وتنطلق أحزاب المعارضة والنقابات المهنية الجمعة في اعتصام آخر قرب السفارة الإسرائيلية في العاصمة عمان، ضمن مواصلة حراكها الاحتجاجي ضد السياسات العامة في البلاد.
من جانبه أكد مدير المكتب الإعلامي في مديرية الأمن العام والناطق باسمها المقدم محمد الخطيب أنهم شاهدوا تبادل التراشق بالحجارة من الجانبين، وأن أي إجراءات اتخذتها قوات الأمن كانت بحق الطرفين.
ومنذ صبيحة اليوم الثاني لاعتصام ميدان جمال عبد الناصر (دوار الداخلية) صباح الجمعة، قام رجال السير بإغلاق جميع المنافذ المؤدية للدوار، الخطوة التي رأى المعتصمون أنها محاولة للحد من أعداد المشاركين.
وقام المعتصمون بجمع الحجارة التي تعرضوا للضرب بها ليل الخميس، مشكلين بها خارطة الأردن، وأدوا صلاة الجمعة في الميدان.