جلسات نسائية» مسلسل اجتماعي معاصر يدخل حياة المرأة العاطفية

انعطف المخرج المثنى صبح، مائة وثمانين درجة دفعة واحدة، فمن مسلسله التاريخي الضخم (القعقاع) الذي أخرجه في الموسم الماضي، حمله جواد شارد من غبار المعارك، ليحط في أجواء القرن الحادي والعشرين في مسلسل اجتماعي معاصر، وليدخل إلى عالم المرأة وحياتها العاطفية ومشكلاتها مع الجنس الآخر.

جلسات نسائية

المسلسل الجديد للمثنى أصبح يحمل عنوان (جلسات نسائية)، وهو يطرح مشكلات المرأة العاطفية والاجتماعية داخل الأسرة السورية، لاسيما مشكلة (الطلاق) المتنامية في ظل تسارع إيقاع الحياة الاقتصادي، والضغوط الناجمة عن التطورات الجارية في المجتمع السوري. ويدخل العمل الذي كتبته أمل حنا إلى عمق عوالم المرأة، ويناقش العلاقة المعاصرة بين المرأة والرجل، وأسباب الفشل في الحياة الزوجية، لاسيما بعد بروز الأنانية وغياب مفهوم التضحية، كما يتطرق إلى مشكلات الهجرة التي أصبح يتطلع إليها الشباب والشابات هرباً من الضغوطات النفسية والاجتماعية التي تصادفهم، ويأبون الرضوخ لها.


بين التاريخي والاجتماعي
وينفي المثنى أن يكون إخراجه لهذا العمل الاجتماعي المعاصر عزوفاً منه عن الأعمال التاريخية، فهو يرغب الاستمرار في تجربته التي تألقت مع مسلسله «القعقاع»، ويقول: إن اهتمامه بالأعمال التاريخية لا يعني انصرافه عن الدراما الاجتماعية المعاصرة التي يميل إليها بمحبة، ليضيف: إن ما شدّه إلى «جلسات نسائية» هو النص الذكي الذي قدمته أمل حنا، والذي يدخل إلى مناطق مهملة في حياتنا الاجتماعية، ليناقش بشفافية وعمق مفاهيم أخلاقية وعاطفية واجتماعية، كالحب والكراهية والصدق والكذب في علاقاتنا الاجتماعية وتحديداً في علاقة المرأة بالرجل.

ويوضح المثنى أن جلسات نسائية ينطلق من تناول عائلة سورية تضم أربع شقيقات، لكل منهن قصتها الخاصة، لاسيما علاقاتهن العاطفية بأزواجهن، ومن خلال لقاء هؤلاء الشقيقات تبرز المشكلات التي تعاني منها المرأة كالعنوسة والطلاق، كما تبرز المآزق التي تقع بها بعض النساء جراء الخيانة الزوجية.

بطولة نسائية

يقول النجم السوري باسم ياخور: رغم أن البطولة في هذا المسلسل نسائية، فقد أردت أن أشكل إضافة ذكورية فيه، لتكتمل الحالة الإنسانية، وأن أكون حضوراً وصوتاً ضمن هذه السيمفونية الناعمة. ويلعب باسم شخصية الشاب المغترب (عدنان) الذي يعود إلى بلده ليصطدم بظروف وتناقضات عديدة، في حين تربطه علاقة حب مع هالة (نسرين طافش). أما النجم سامر المصري فيشارك في هذا العمل أيضاً بشخصية مغايرة للشخصيات التي عرف فيها في (باب الحارة) أو (الدبور) أو (أبو جانتي)، فهو يقدم شخصية شابة ومعاصرة، ويتزوج من سهى (ناظلي الرواس) الشقيقة الأصغر.

وتتولى البطولة النسائية الرباعية في المسلسل النجمات يارا صبري ونسرين طافش وناظلي الرواس والنجمة الجزائرية أمل بو شوشة. وتلعب يارا شخصية «عائدة» الأخت الكبرى في العائلة، والتي تترك الدراسة لتتزوج من شخص يكبرها كثيراً في العمر، وسبق له الزواج ولديه ابن وابنة من زوجته السابقة، لكنها تختلف مع هذا الزوج، وتنفصل عنه. وهي تصف دورها في هذه الشخصية بأنه مكتوب بأسلوب يمنحها الحرية لتقديم نمط جديد عليها كفنانة. وتلعب نسرين طافش شخصية (هالة)، وهي أرملة شابة وأم لفتاة في الثالثة عشرة من عمرها، لأنها تزوجت في سن مبكرة، وربما يكون هذا الدور تجربة جديدة لنسرين في أدائها لشخصية الأم.

أمل بوشوشة

الفنانة الجزائرية أمل بو شوشة التي اشتهرت من خلال مسلسل (ذاكرة الجسد)، تشارك في البطولة النسائية لهذا العمل، فيما يشبه المغامرة، لأنها ستؤدي شخصية امرأة سورية وباللهجة السورية، حيث تلعب دور مهندسة سورية (رويدا) متزوجة من طبيب أسنان، لكن زوجها يخونها باستمرار، مما يجعل علاقتهما الزوجية مشحونة بالشجار والمشكلات، فتنفصل عنه، ثم تعود إليه، لتنفصل من جديد، إلى أن تتزوج من عامل لديها، لكن الأخير يقوم أيضاً باستغلالها، فتنفصل عنه.

وتعرب أمل عن سعادتها بدخول الدراما السورية، بعد أن حققت نجاحاً مشهوداً في مسلسل (ذاكرة الجسد)، وهي تتطلع إلى أن تظهر قدراتها وطاقاتها الفنية في دورها الجديد، لتثبت للجميع أنها موهوبة في فن التمثيل.

عودة بعد غياب

الشقيقة الرابعة في (جلسات نسائية) هي الفنانة السورية (ناظلي الرواس) التي تعود إلى الأضواء بعد غيابها خمس سنوات بسبب زواجها من الفنان جلال شموط وإنجابها لطفلتين، وتفرغها لتربيتهما، وهي تلعب شخصية (سهى) الشقيقة الأصغر، والتي تمثل فتاة تعيش في قلق دائم خشية أن يفوتها قطار الزواج، وتخاف من هذه الحالة، مما يخلق لديها توقاً للارتباط بأي شاب، وهكذا تتزوج بشكل تقليدي، لكنها تكتشف بعد الزواج أنها اقترنت بشاب لا تعرفه جيداً، وتجد نفسها غريبة في بلد آخر. وستقف ناظلي في مواجهة النجم سامر المصري شريكها في المشاهد وزوجها في المسلسل.

ميلاد زير النساء

يؤدي الفنان الشاب ميلاد يوسف شخصية الدكتور ماهر طبيب الأسنان، وزوج رويدا (أمل بو شوشة)، وماهر زير نساء يتورط في علاقات عاطفية عديدة، تتسبب في خلافاته مع زوجته التي يحبها، لكنه يخونها!. ويقول ميلاد: إن الشخصية التي يلعبها تكون عرضة للتجاذب بين الحب والكراهية والتدمير الذاتي نتيجة الإدمان على المخدرات. وبموازاة ميلاد حنا يبرز الممثل الشاب معتصم النهار الذي يلعب شخصية مأمون، الشاب الذي يتورط في عشق إحدى الفتيات، ليكتشف لاحقاً أنها على علاقة مع رجل يكبرها بسنين كثيرة.

عمل جميل

ويجمع المشاركون في (جلسات نسائية) على أن العمل ينطلق من نص جميل ومهم، ليكون عملهم شفافاً وجاذباً لجمهور أوسع، في وقت أوشك فيه المخرج المثنى على إنهاء تصوير حلقات المسلسل الثلاثين في دمشق وبيروت ودبي وعدد من المدن السورية، بمشاركة الفنان اللبناني رفيق علي أحمد وآخرين، ليكون العمل جاهزاً للعرض في رمضان القادم.