ستكون العاصمة القطرية الدوحة قبلة الأنظار العالمية بدءاً من يوم غد الجمعة وحتى التاسع والعشرين من الشهر الجاري حيث ستجري نهائيات كأس آسيا الخامسة عشرة لكرة القدم بمشاركة 16 منتخباً.
وتأتي البطولة الآسيوية بعد نحو شهر على فوز قطر بشرف تنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم العام 2022 متفوقة في الجولة الأخيرة على الولايات المتحدة الأميركية.
وليست هذه المرة الأولى التي تكون فيها قطر عاصمة لدرّة البطولات الآسيوية الكروية إذ سبق ونظمت البطولة العام 1992 كثاني دولة عربية حينها بعد الكويت 1980، علماً أن الإمارات ولبنان نظمتا الحدث أيضاً عامي 1996 و2000.
ويشارك في البطولة الحالية أربعة منتخبات لعبت في مونديال جنوب أفريقيا هي اليابان وأستراليا والكوريتين الجنوبية والشمالية حيث برزت القارة الآسيوية كقوة كروية صعبة المنال وعليه ينُتظر أن تكون المنافسات واعدة والأقوى في تاريخ البطولة.
وتستهل البطولة مساء غد الجمعة بلقاء قوي يجمع البلد المنظم قطر ومنتخب أوزبكستان على إستاد خليفة الدولي.
العنابي جاهزيسعى أفراد المنتخب القطري لبداية قوية ترضي محبيهم ومواطنيهم حين يقصون شريط البطولة على أرضهم أمام منتخب أوزبكستان الصعبة المراس.
ويتطلع الفرنسي برونو ميتسو مدرب قطر، ورجاله لتخطّي خيبة الخروج من الدور الأوّل لـ"خليجي 20" في اليمن.
وتملك قطر خبرة واسعة في الأمم الآسيوية إذ تشارك للمرة الثامنة بعد أعوام 80 و84 و88 و92 و2000 حين بلغت ربع النهائي في أفضل نتائجها و2004 و2007.
وتبدو المؤشرات إيجابية لصالح المنتخب القطري رغم الخيبة الخليجية، إذ عكست التحضيرات والمباريات الودية التي خاضها العنابي ارتفاعاً في منسوبي الثقة والأداء لدى اللاعبين خصوصاً مع عودة اللاعبين المصابين فابيو سيزار وخلفان إبراهيم وإبراهيم ماجد.
وبعد خروجه من خليجي 20، خاض المنتخب القطري أربع مباريات ودية أبرزها فوزه على مصر بطلة أفريقيا 2-1 وعلى استونيا 2-0 وتعادل مع إيران 0-0 وخسر أمام كوريا الشمالية.
وأعرب رئيس الاتحاد القطري الشيخ حمد بن خليفة "عن ثقته بقدرة اللاعبين والجهاز الفني بقيادة ميتسو على بذل أقصى جهد لتحقيق نتائج جيدة"، مضيفاً "المنتخب القطري يبحث عن الفوز في مبارياته ليصل إلى أبعد مكان في البطولة".
واعتبر أن المجموعة الأولى "قوية نظراً لتقارب المستوى بين المنتخبات الأربعة"، لكنه أشار إلى "تحسّن مستوى العنابي بعد أن توصل ميتسو إلى التشكيلة الأساسية".
واستقر ميتسو على التشكيلة النهائية وتتألف من: قاسم برهان في حراسة المرمى، وحامد إسماعيل وبلال محمد وإبراهيم الغانم وإبراهيم ماجد في الدفاع، ووسام رزق وفابيو ولورانس ومحمد جدو وحسين ياسر في الوسط، وسيباستيان سوريا في الهجوم.
ومن الممكن أيضاً الزج بخلفان ابراهيم وطلال البلوشي ومجدي صديق وجار الله المري في الوسط والهجوم.
"المجموعة الأقوى"ويرى ميتسو أن المجموعة الأولى "هي الأقوى وأن المنتخبات الأربعة لديها نفس الطموح في الوصول إلى ربع النهائي خلافا لمجموعات أخرى ستكون فيها الصدارة محسومة لبعض المنتخبات مثل اليابان وأستراليا في المجموعتين الثانية والثالثة".
ويعتبر أنه "من حق المنتخب القطري الحلم بالفوز بكأس آسيا خاصة وأنه يلعب على أرضه وبين جمهوره، لكن الواقع يقول إن الفريق لا بد وان يسير خطوة بخطوة"، مضيفا "علينا أولاً تخطي المرحلة الأولى والوصول إلى ربع النهائي وبعد ذلك نفكر في الخطوة التالية".
ويتابع "المنتخب القطري يسير في الطريق الصحيح ومستواه خلال المباريات الودية تطور من واحدة إلى أخرى وهذه نتيجة طبيعية بعد أن حصل على فرصته في التدريب لفترة طويلة"، مشيراً إلى أنه "قبل كأس الخليج لم يكن يجد أكثر من 4 أيّام لتدريب اللاعبين وهي فترة غير كافية".
أوزبكستان واثقةأما اوزبكستان فلن تكون لقمة سائغة وهي التي تشارك للمرة الخامسة على التوالي في البطولة وصلت فيها مرتين إلى دور الثمانية في الصين 2004 واندونيسيا 2007.
وتأهلت اوزبكستان إلى نهائيات الدوحة كصاحبة المركز الثاني في المجموعة الثالثة من التصفيات خلف الإمارات، وضمت مجموعتهما أيضا ماليزيا، بعد أن ضمنت الهند تأهلها مباشرة عقب فوزها بكأس التحدي الآسيوي وذلك حسب أنظمة الاتحاد القاري.
ولم تكن نتائج منتخب اوزبكستان في المباريات الإعدادية الأخيرة مستقرة، فلقي خسارة ثقيلة أمام نظيره السعودي بأربعة أهداف نظيفة، وفاز على المنتخب البحريني 4-2، وأخيرا تعادل مع الأردن 2-2 في دبي.
وينتظر مدرب المنتخب الاوزبكي فاديم ابراموف الفرصة المناسبة لإثبات قدرات فريقه ويقول "منتخب اوزبكستان سيرد على منتقديه في نهائيات كأس أسيا"، مضيفا "الانتقادات ظاهرة طبيعية لكن كل شيء سيكون على ما يرام في قطر".
وتابع "أنا راض عن أداء اللاعبين الشباب الذين تنافسوا للحصول على مكان في التشكيلة الأساسية وهذا أمر جيد".
يضم المنتخب الاوزبكي عدداً من اللاعبين الجيدين وأصحاب الخبرة أمثال الحارس ايغناتي نيتسروف والمهاجمين الكسندر غينريخ وماكسيم شاتسكيخ ونجوم خط الوسط ستانيسلاف اندريف وتيمور كابادزة وفيكتور كاربنكو وسيرفر جباروف وعزيزبك حيدروف والمدافع انزور اسماعيلوف.
أرقامهذه المرة الثانية التي يقع فيها المنتخبان ضمن مجموعة واحدة في النهائيات الآسيوية بعد لبنان 2000 حين تعادلا 1-1 في أول لقاء جمع الطرفين.
وستحمل المواجهة القادمة الرقم 8 إذ سبق أن لعبا سبع مرات منذ العام 2000، فازت قطر باثنتين منها مقابل ثلاث خسارات وتعادلين.
وفي اللقاءات السابقة التي جرت في الدوحة فاز العنابي مرتين عامي 2006 في تصفيات كأس آسيا و2008 في التصفيات العالمية 2-1 و3-0 فيما تعادلا 2-2عام 2001 في تصفيات المونديال أيضاً. أما آخر مباراة فجرت في طشقند العام 2009 وانتهت أوزبكية 4-0.