أشارت دراسة صادرة عن معهد أمراض الأعصاب والآلام في كاليفورنيا الى ان عوامل هرمونية لها دور في الاصابة بالشقيقة، لذا فانها تصيب النساء أكثر من الرجال بمقدار الضعف. وهي تصيب كافة الاجناس والفئات العرقية من مختلف البيئات الاجتماعية، ويلاحظ تكرارها لدى بعض الأسر مما يشير الى الآلية الوراثية التي تكمن خلف الاصابة بها.
ويعتقد الباحثون الذين وضعوا هذا الدراسة ان الشقيقة تتسبب عند تحرر مادة كيمائية تدعي السيروتونين في الدورة الدموية، مما ينجم عنها تبادلات في النواقل العصبية والاوعية الدموية في الدماغ. والعوامل التي يمكن ان تحرض الهجمات تشمل الشدة النفسية والجوع ومادة الغلوتامين احادي الصوديوم، والكافيين والشوكولاته، والفواكهة الحاوية على مادة السيترات( الحوامض) والجبن والكحول والتعب الجسدي المبالغ فيه، او تغييرات تطرأ على نمط النوم وارتفاع الضغط الدموي والضجيج والأضواء المتوهجة والوامضة.
وكما ورد في الدراسة يمكن معالجة الشقيقة الخفيفة الى المعتدلة باخذ حبة مسكنة للألم من الانواع البسيطة، كتلك المحتوية على الاسبرين او السيتامول او الايبوبروفين. كما ان الادوية المحتوية على مركبات مضادرة للقيء والغثيان تكون مفيدة لدى أولئك الذين يعانون من هذه الاعراض وقت نوبة الشقيقة.
وتنصح الدراسة بتناول مسكن على وجه السرعة لان الأمعاء يمكن ان تتوقف وظيفتها اثناء النوبة، ما يعني عدم إمكانية امتصاص الدواء. اما عندما تكون الاعراض شديدة فتوصف مسكنات الم شديدة ومضادات غثيان وقيء من النوع الفعال جدا. حيث يتم وصف الايرغوتامين خلال ساعة الى ساعة ونصف من بدء حدوث آلام الشقيقة.
ويعطي في الأنماط الشديدة للشقيقة مركبات مثل التريبتان بهدف تصحيح عدم توازن السيروتونين الذي يحرض ظهور الاعراض. وقد بينت الدراسة التي اجراها المعهد على 24 الف مريض ان 59 في المئة من المرضى الذين يأخذون سوماتربيتان انخفض الالم لديهم في خلال ساعتين، و29 في المئة زال عندهم الالم تماما.
وتعمل الادوية اليومية مثل بيزو تيفين على منع توسع الاوعية الدموية، وبذلك يمكنها ان تخفف من تكرار وشدة الهجمات، لكن نادرا ما تزيلها. اما أنواع العلاجات الأخرى التي تعتمد على الأدوية كالعلاج بالاعشاب والاجهزة التي ترسل نبضاب الكترونية والأجهزة المغناطيسية والعلاج المثلي والوخز بالابر وتقنيات الاسترخاء فتعتبر كلها مفيدة وفعالة.
وقديما كان ينصح مرضى الشقيقة باكل ورقة من نبات feverfew مع الخبز على شكل ساندويش، اما الان فقد اصبحت متوفرة على شكل حبوب، اذ يمكن لهذا النبات ان يخفف أعراض الشقيقة بنسبة تصل الى ال60 في المائة، كما وان المواد النباتية التي تدعى باللاكتونان فيعتقد انها تثبط افراز السيروتونين.
ويمكن للمريض التقليل من خطر حدوث الشقيقة عن طريق تحديد المثيرات لها وتجنبها، وفي العادة يكون هناك أكثر من نوع من المثيرات، مثل النوم السيء وتناول الجبنة بكثرة والتعرض لحدث مزعج اثناء اليوم. ويجب الحرص على تجنب تناول أطعمة خاصة واستبدال الخبز الابيض بآخر من القمح الكامل، أيضا عدم اتباع ريجيم خاطئ وتناول الطعام بشكل غير منتظم، والتخفيف من التعرض للمثيرات غير القابلة لضبط النفس كالشدة النفسية والضجيج، وتفادي الغضب والاثارة والقلق والصدمة والاكتئاب، والشدة الفيزيائية مثل التعرض لتيار هوائي وتغير نمط النوم والانحناء وتغيير الروتين اليومي والتشنج العضلي. والعوامل الصحية مثل ارتفاع الضغط الشرياني ومشاكل الجيوب الأنفية والعينين. ومن المهم عند حدوث إشارة تنذر بالشقيقة الاستراخاء وتناول الأدوية الخفيفة مثل الأسبرين.