كيف مرّت الأشهر الخمسة على وفاة رامي؟
- 5 أشهر أو 5 سنوات أو عمري كلّه... لا شيء سيتغيّر ولن أستطيع وصف شعوري يوماً. فراقه صعب علينا جميعاً ولن يستطيع أحد استيعاب ما نواجه يوميّاً أو يتخيّل مدى عمق الحزن الذي بداخلنا. رامي ترك أثراً كبيراً جدّاً في قلوب الكثيرين ومعظمهم لم يعرفوه سوى من خلال الشاشة الصغيرة، فماذا عنّي أنا وقد أنجبته وربّيته وهو إبني من لحمي ودمي؟
ما الذي أجّلت قوله لرامي وبقي غصّةً في قلبك؟- لم أستطع أن أجلس مع إبني ولو 5 دقائق منذ خروجه من الأكاديميّة لأنّ المنزل لم يخلُ من المحبّين والمهنّئين. كان واثقاً من نفسه كثيراً ولكنّه فوجئ جدّاً بعدد الناس الذين أحبّوه وقد رأيت الفرحة في عينيه فتركته يستمتع بها، وغَدت فرحتي من فرحته وكنت واثقة أنّ كلّ هذه «الهيصة» ستخفّ مع الوقت وسأستطيع أن أجلس معه مطوّلاّ في ما بعد ولكنّ القدر كان أسرع منّي.
ماذا عن أشياءٍ يحبّك رامي أن تفعليها؟- لا أقدر أن أُحزنه وفي الوقت عينه أنا غير قادرة أن أجعله سعيداً، فهو يحبّ أن يراني سعيدة وأن أهتمّ بمظهري وشكلي وكنت أقوم بذلك سابقاً فقط من أجله. وأنا الآن غير جاهزة أبداً ولا أتخيّل نفسي قادرة على ذلك أبداً.
هل يمكن أن تفتحي متجراً لبيع الثياب كما رغب رامي؟- من الممكن جداً، ولكن في البداية سأنتظر إشارة من ابني لفتح المتجر وعند ذلك سأفتحه بالتأكيد.
هل ما زلت على إتّصالٍ بأصدقاء رامي من ستار أكاديمي؟- بيتي وبيت رامي مفتوح للجميع ولا يزال، ولكن مع الأسف هم الذين قطعوا الإتّصال معنا نهائيّاً، ما عدا رحمة وريان وجاك مؤخّراً.
ألم تحضر بدريّة للتعزية كما وعدت حتّى الآن؟- أبداً، عزّتني عبر الهاتف وكانت قد وعدت بالمجيء، ولكنّه يبدو أنّها قد أضاعت الطريق إلى لبنان ووصلت إلى مصر بدلاً من زيارة بيت رامي!
هل صحيح أنّ محمود شكري وأهله قد اتّصلوا بك؟ - من أراد تقديم العزاء لا ينتظر كلّ هذه المدّة؟! أوليسوا هم أصحاب العلاقة؟! ولا أعتقد أنّ إتّصالهم سببه التعزية. تكلّم والد محمود معي قائلاّ لي: «الله يصبّر قلبك وربّنا يكون معكِ... محمود يريد أن يكلّمك». فعزّاني محمود بدوره، قائلاً: «رامي دا أخوي وأنا قلتلك إنّي مش حسيبو». فأجبته: «الحق معك يا محمود أنت لم تتركه إلى أن مات رامي». فقال لي: «دا إنتي زيّ أمّي واللّه وأنا بحبّك أوي...». فسألته إذاً بإسم كلّ ذلك: «من كان يقود السيّارة يا شكري؟». فأجابني بكلّ وقاحة: «رامي!». عندها غضبت كثيراً فكرّرت السؤال عليه مرّةً أخرى عن هوية السائق فردد على مسمعي: «رامي!».
ولكنّ شكري أكّد أنّ رامي طلب منه أن يقود وأقنعه أنّ الطريق خالية في الليل؟
- يستطيع شكري أن يقول ويلفّق ما يشاء ولا يهمّني ما يقوله... إنّه شخصٌ أنانيّ يفكّر فقط في حياته المستقبليّة.
هل تسامحين محمود لو اعترف لاحقاً بقيادته للسيّارة؟رامي راح! وما رح يرجع لو شو ما عملت». ولكن ما يهمني هو أن أظهر الحقيقة لضمان حق ابني. وبالنسبة إلى ما إذا كنت سأغفر لمحمود وأسامحه، فمن الآن أقول له: «منّك لربّك يا محمود شكري!». هناك ربٌّ عظيم ليدين ولن يكون عقابه على الأرض أفظع من عقابه في السماء
ما كانت ردّة فعلك حين علمت بأنّ محمود خرج وسهر في حفلة لارا اسكندر؟
ماذا تتوقّعين منّي أن أفعل وأنا أرى أنّ الشخص الذي تعرّض إلى حادث كبير نجا منه بأعجوبة وإبني الذي كان يرافقه قد مات. وهو في حفلة يغنّي ويرقص ويضحك وكأنّ شيئاً لم يحصل، إضافةً إلى أنه يقتل رامي ألف مرّة بصمته ومليون مرّة عندم تكلّم وأخبرني بأن رامي من كان يقود. وأريد أن أسأله سؤالاّ واحداً، إذا كان محقّاً في كذبه كيف يجرؤ على السهر إذا كان يعتبر أنّ رامي أخوه. وهذه هي أوّل مرّةٍ أسمع بالعلاج النفسي الذي ينصح بالسهرات والذهاب إلى البارات واللّه أعلم إلى أين أيضاً... يبدو أنّ الطبّ قد تطوّر جدّاً في مصر