كابوس مباراة مصر والجزائر ينتهي خلال ساعات
نحن الأفضل والأحق.. ولكن كرة القدم لا تبوح بأسرارها
نجومنا وصلوا للقمة.. ومحاربو الصحراء فقدوا أسلحة فعالة
لا تعترف كرة القدم بالثوابت, ولا تطيق
العيش في مياه راكدة, لأنها لو كانت كذلك ما تسلل الشك إلي أحد بأن
منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم هو الذي سيمثل العرب في نهائيات كأس
العالم التي تستضيفها جنوب إفريقيا العام المقبل.
عرفناها..
طراحة.. فضاحة.. تعطي أحيانا لمن لا يستحق, وأحيانا أخري تعطي ظهرها
للأفضل والأحق, وغالبا ما تفاجئ عشاقها في اللحظات الأخيرة, وهي
الوحيدة القادرة علي قلب الأحداث, وتغيير الأفراح والأحزان بالريموت
كنترول.
قبلناها علي هذا الوضع, وقبلها كل من ارتضي أن يعيش في
محرابها مطيعا, منفذا للأوامر دون اعتراض, ولكننا نرفض أن تتحول إلي
كابوس كالذي نعيشه الآن بسبب مباراة بين فريقين شقيقين, وفي السابعة
والنصف اليوم( بتوقيت القاهرة) ينتهي الكابوس الذي يطارد المصريين
والجزائريين بلقاء فاصل قد يمتد إلي وقت إضافي, أو حتي ركلات ترجيح,
ومن بعده يجب أن تكون لنا وقفة تحسبا لوقوع الفريقين في مجموعة واحدة
بنهائيات كأس الأمم الإفريقية في أنجولا بعد أقل من شهرين, أو حتي لم
يقعا!
الحسابات تقول إن منتخبنا تم شحنه بطاقة جبارة من جراء
الفوز الغالي في ستاد القاهرة بهدفين دون رد في المباراة التي أقيمت
بينهما في ختام مباريات المجموعة الثالثة الإفريقية, في حين سيكون
الفريق الجزائري محبطا بعد أن اكتشف فجأة بهدف عماد متعب في الوقت المحتسب
بدلا من الضائع أنه أخطأ في اختيار مصر للنزهة والاحتفال بالصعود لكأس
العالم, بل وجد كتيبة من المقاتلين نجحت في أن تعيد الكفة لحالة التوازن
مرة أخري, وإذا كان الكابتن حسن شحاتة نجح في أن يسيطر علي الأفراح
ويعود بالفريق لحالة التوازن خلال معسكر السودان, فإن الفريق ـ لاشك ـ
سيستفيد من الجانب المعنوي للمباراة, وإن كان هذا لا يمنع من روح
الانتقام التي قد تنبعث من الفريق الجزائري, وتبقي الجماهير التي ستنحاز
غالبيتها إلي الفراعنة هي الفيصل في ترجيح كفة الفريق المصري.
أما
الناحية الفنية فهي أيضا تنحاز للفريق المصري الذي تكتمل صفوفه في
المباراة بعودة حسني عبدربه ومحمد شوقي إذا كانا جاهزين تماما, ومعهما
وائل جمعة العائد من الإيقاف, ويبقي العامل السلبي الوحيد وهو الإجهاد
البدني والذهني لمنتخبنا بعد ماراثون القاهرة الطويل الذي وصل إلي قمته
حتي تم إحراز الهدف الثاني.
ومن المؤكد أن فريقنا سيستفيد من
غياب لاموشيه, وهو لاعب مؤثر, وأيضا غياب الجواوي حارس المرمي, إذ
أن البديل وهو فوزي شاويشي ليس علي المستوي المطلوب, ولا يجيد التعامل
مع الكرات الأرضية, واستقبلت شباكه أهدافا بالجملة, سواء في الدوري
الجزائري, أو كأس الكونفيدرالية الإفريقية.
وإذا كانت كل هذه العوامل معنا وفي مصلحتنا, فإنه يجب أن نستغلها دون أن نفرط في التفاؤل الذي قد يأتي بنتائج عكسية.