المصائب: جزاء أم ابتلاء؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل المصائب التي تقع على الإنسان عادة جزاء من ربه عز وجل لعبده العاصي نتيجة لأعماله السيئة؟ وما قولكم فيما يقع على العبد من مصائب قبل بلوغه سن الاحتلام ؟...
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن المصائب التي تقع على الإنسان تكون جزاء على ما فرط منه في جنب الله من المعاصي والآثام، وقد قرر ربنا تبارك وتعالى ذلك بقوله: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}،
وقوله: {ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك}،
وقوله: {أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير}، والله تعالى قد نزه نفسه عن الظلم فقال: {ولا يظلم ربك أحداً}،
وقال: {وما ربك بظلام للعبيد}، ولهذا كان الصالحون من عباد الله إذا أصابت أحدهم مصيبة رجع إلى نفسه ونظر في عمله؛ ليعلم من أين أتي؛ وما الذنب الذي استوجب حلول تلك المصيبة؟
أما المصائب التي تقع على العبد قبل بلوغه سن الاحتلام أو التي تصيب العبد دون ذنب جناه؛ كتلك التي تصيب الأنبياء عليهم السلام فإنما تكون لرفع الدرجات ومضاعفة الحسنات وغير ذلك من الحِكَم التي لا يحصيها إلا الله تعالى، والله الموفق والمستعان