تحت عنوان "الحفلة الخيرية التي أوقفتها هيفاء وهبي"، أرسلت الفنانة رولا سعد عبر مكتبها الإعلامي، بياناً تُطلع فيه الرأي العام على موضوع منعها من الغناء في مصر وتفاصيل الحفلة الخيرية التي كان يُفترض أن تُحييها في الإسكندرية لصالح نادي "ترويل النزهة" ويعود ريعها للأطفال المصابين بمرض السرطان وتتم معالجتهم كيميائياً.
رولا التي تبرّعت بأجرها كاملاً إضافة إلى أجور أعضاء الفرقة الموسيقية المُصاحبة لها فضلاً عن قيمة تذاكر السفر، لم تكن تتوقّع في طبيعة الحال أن تصل خلفية النزاع بينها وبين هيفاء وهبي على أغنية، إلى حدّ منعها من الغناء في مصر بقرار صادر عن نقابة المهن الموسيقية، كما لم تكن تتخيل دون شك أن يحضر أكثر من عشرة أشخاص خصيصاً من القاهرة إلى الاسكندرية بينهم محامون ورجال شرطة وأعضاء في النقابة، لمنعها رسمياً من الغناء.
فهي لم ترتكب جرماً ولا أدلت بتصريح اعتُبر مسيئاًَ إلى أي رمز مصري، لتكون بذلك المرة الأولى التي تتخّذ فيها نقابة المهن الموسيقية المصرية قراراً مماثلاً بسبب نزاع على أغنية بين فنانتين لبنانيتين. وهو الأمر الذي أثار جدلاً بين أوساط صحافية مصرية، على اعتبار أنه حتى لو كانت رولا مخطئة وتصرّفت في أغنية لا تعود ملكيتها إليها، فإن فعلها هذا لا يستوجب منعها من الغناء على كامل الأراضي المصرية. أما عن ردّ النقابة، فقد علّق أحد أعضائها قائلاً إن قرار المنع أتى على خلفية إصرار رولا على تسجيل الأغنية "إيه داه إيه داه" مخالفة بذلك قرار النقابة الذي منح هيفاء وهبي الحق في أدائها.
لكن من المهم التذكير بأن رولا كانت قد سجلت الأغنية وصوّرتها، ومن ثم أقامت هيفاء الدعوى ضدّها، أي هي سجلت الأغنية قبل قرار النقابة الذي أتى بناء على الدعوى من جانب هيفاء. وفي تفاصيل إيقاف رولا فقد أورد مكتب "لها" في القاهرة التقرير التالي:
على الرغم من قيام المطربة اللبنانية رولا سعد بتلبية دعوة نادي إنرويل النزهة في الإسكندرية للمشاركة في إحياء الحفل الخيري، الذي أقيم لمصلحة مرضى السرطان من الأطفال، وإجراء عمليات القلب المفتوح للمحتاجين، بعدما بادرت رولا على الفور بالتبرّع بأجرها إلى جانب تحمّل تكلفة التنقّلات والإقامة وأجر الفرقة الموسيقية، إلا أن نقابة المهن الموسيقية، برئاسة منير الوسيمي، أوقفت رولا عن الغناء، معلّلة القرار بأنه جاء بسبب إقدام رولا على غناء أغنية "إيه ده"، التي تعود ملكيتها إلى هيفاء وهبي، وكانت النقابة قد أصدرت بياناً أشارت فيه إلى أن هيفاء تمتلك حق أداء الأغنية منذ عام تقريباً أي قبل حق التنازل عن الأغنية الذي تمتلكه رولا سعد.
وقالت النقابة إن رولا أصرّت على تسجيل الأغنية ومخالفة قرار النقابة، مما دفع مجلس النقابة إلى إصدار قرار بإيقافها عن الغناء في مصر، وبالفعل توجهت لجنة من النقابة إلى مكان الحفل لمنع رولا من الغناء فيه.
ورغم توسلات إدارة النادي الخيري لأعضاء لجنة النقابة لإتمام الحفل، خاصة أن دخله يساهم في إنقاذ الأطفال من مرضي السرطان والقلب، إلا أن النقابة تشددت في تنفيذ القرار، وأرسلت للمرة الأولى قوة مكونة من 10 أشخاص من أفراد الأمن والمصنّفات وأعضاء من النقابة، قاموا بتنفيذ القرار بحزم وصرامة، وتم سحب الاسطوانات الخاصة بالـ"دي جي" ورخص الموسيقيين بفرقة رولا، التي من جانبها اكتفت بالجلوس مع الجمهور، الذي تجاوز الـ600 مدعو من أبرز الشخصيات ورجال الأعمال في الإسكندرية والقاهرة، ممن حرصوا على دعم الحفل الخيري، كما التفّ عشرات الشباب والفتيات حول رولا لالتقاط الصور التذكارية معها، وهتفوا لها "بنحبك يا رولا"، وبذلك أحيا الحفل منفردا رامي عيَّاش الذي قدم عدداً كبيراً من أغانيه الشهيرة، منها "مبروك"، "يا مسهر عيني"، "قلبي مال" وغيرها، إلى جانب "الناس الرايقة"، وتخلل فقرته دعوة وجهها لرولا سعد لمشاركته الغناء قائلا: "المسرح كله تحت أمرك"، لكنها لم تكن قادرة على ذلك طبعاً والاّ اعتبرت أنها تخالف قرار النقابة، ثم غادرت.
جدير بالذكر أن رامي عيَّاش أحيا في اليوم التالي الحفل السنوي لمؤسسة الدكتور نبيل فوزي الخيرية والذي خصص دخله للأطفال المعاقين وفاقدي المناعة. وحرص على حضور الحفل عدد كبير من نجوم الفن، منهم ماجد المصري، نرمين الفقي، فيفي عبده وأسرتها، نجمة ستار أكاديمي مروة نصر، وغيرهم ممن استمتعوا بفقرة رامي، التي امتدت لأكثر من ساعة ونصف الساعة، تخلّلتها وصلة رقص بمشاركة فيفي عبده، إلى جانب بعض الأغاني لإيساف ومروة. وعلى هامش الحفل قدم مصمم الأزياء طلعت شركس مجموعة من الأزياء الراقية وفساتين زفاف لصيف 2011، وقام بتقديم فقرات الحفل الإعلامي أسامة منير والمذيعة هبة الأباصيري
انسحاب اثنين من الشركات الراعية والأطفال المرضىخسروا 70 ألف جنيه
وفي تفاصيل إضافية، علمت "لها" أن عدداً من الحضور غادروا الحفلة بعد انسحاب رولا، كما أن شركتين راعيتين للحفلة انسحبتا بدورهما ولم تقدّما المبلغ المتفّق عليه (أكثر من 70 ألف جنيه مصري) ما أثّر على المبلغ الذي كان يُفترض جمعه لصالح الأطفال المرضى. وقد عُلم أن محامي رولا في مصر يتابع تفاصيل القضية إذ ربما تتخّذ سعد إجراءات قانونية يتم الإعلان عنها لاحقاً.
الأوراق الرسمية: أغنية "إيه داه إيه داه" لهيفاء ليست أغنية رولا سعد "الصوت داه جاي منين"
وفي العودة إلى موضوع النزاع بين هيفاء ورولا، فقد حصلت "لها" على أوراق ومستندات رسمية تُثبت أن الأغنية التي قدّمتها رولا سعد ليست هي نفسها أغنية هيفاء حسب التنازلات التي حصلت عليها كلّ من الفنانتين، رغم أن كاتب وملحن الأغنيتين هو نفسه وهو عبد العزيز الشافعي. فإن مطلع أغنية رولا سعد التي تحمل عنوان "الصوت داه جاي منين" يقول:
"إيه داه إيه داه الصوت داه جاي منين، إيه داه إيه داه فين الطبلة ديه فين، الاّ داه صعب عليّ إيه داه إيه داه، دي حركة لا ارادية، إيه داه إيه داه ديه حاجة مش طبيعية".
أما أغنية هيفاء والتي تحمل عنوان "إيه داه إيه داه" فيقول مطلعها:
"إيه داه إيه داه الصوت داه جاي منين، والحب داه كان فين، دلوقت جاي تسأل عليّ، بقا ليك عين كده كده".
ما يعني أن الشافعي كتب أغنيتين مختلفتين، واحدة شعبية راقصة والثانية كلاسيكية (حسب ما يبدو في النوتات الموسيقية للأغنيتين). وكتب الشافعي تنازلين مختلفين، الأول لمحمد اسماعيل امين عبدالله مدير أعمال هيفاء وهبي السابق والمعروف بحماده اسماعيل عن أغنية "الصوت داه جاي منين"، والثاني لصالح هيفاء بعنوان "إيه داه إيه داه" كما تُظهر الأوراق.
بينما حصلت رولا سعد على حق أداء الأغنية بموجب تنازل حماده اسماعيل عن الأغنية لصالحها، غير أن الأغنية التي أصدرتها هيفاء بصوتها هي الأغنية ذاتها التي سمعناها بصوت رولا. وكانت هيفاء قد ربحت الدعوى ضدّ رولا وتم منع الإذاعات والمحطات من بثّ الأغنية والكليب الخاص بها، غير أن محطة "مزيكا" استمرّت ببث الكليب كما أن محطة روتانا بثّت كليب رولا عدة أيام ثم عادت وأوقفته. كما أنه من بين الأوراق التي حصلت عليها "لها"، محضر الاستجواب الذي جرى بين النقابة والسيد كريم أبي ياغي بخصوص الدعوى المقامة من هيفاء وهبي، وفيها يقول أبي ياغي إن أغنية رولا ليست هي نفسها أغنية هيفاء وإنه يملك كل الأوراق الثبوتية التي تؤكّد ملكيته للأغنية بصفته منتج أعمال رولا ومديرها في الوقت ذاته، ويضيف أنه حصل على الأغنية من حماده اسماعيل الذي كان بدوره قد حصل على تنازل من المؤلف الشافعي كما هو ثابت في الأوراق الرسمية، إضافة إلى قوله إنه يملك أوراقاً موقعة من الشافعي تُفيد بأن أغنية رولا ليست هي نفسها أغنية هيفاء.
مع الإشارة إلى أن أحد أعضاء النقابة صرّح أنهم عندما استدعوا رولا للتحقيق معها لم تحضر.
وفي اتصال هاتفي أجرته "لها" مع الفنانة رولا سعد لسؤالها عمّا حصل قالت إن محاميها يتابع الإجراءات القانونية في مصر، خصوصاً أنه لم يسبق للنقابة أن اتخّذت قراراً يقضي بمنع فنانة من الغناء بسبب نزاع على أغنية. كما استغربت رولا كيفية إحضار قوة مؤلفة من عشرة أشخاص لمنعها من اعتلاء المسرح وكأنها ارتكبت جرماً يعاقب عليه القانون أو كأنها تهرّب مخدرات لا سمح الله، مشيرة إلى أن القرار صدر قبل يوم واحد من موعد الحفلة وأنها لم تُبلّغ به إلا يوم الحفلة نفسه.
وأضافت رولا أن النزاع القانوني على الأغنية لم يُبتّ بعد، لأنها استأنفت الدعوى، والدعوى لم تنتهِ، بالتالي لم يصدر عن القضاء المصري أي قرار جديد، لهذا كان القرار بالطلب من رولا عدم أداء الأغنية إلى حين البتّ قانوناً في موضوع النزاع. وأشارت رولا إلى أنها تؤمن بعدالة القضاء المصري وتُدرك أنه لا يمكن أن ينحاز لأحد، مُعربة عن أسفها وحزنها ليس لأنها مُنعت من الغناء بل لأنها لم تتمكن من تحقيق الهدف الخيري للحفلة التي قصدت مصر لأجلها ، والتي يعود ريعها لأطفال مرضى مُصابين بالسرطان، ثم قالت "الله يسامحهم".
الجدير ذكره أننا حاولنا الإتصال بهيفاء وهبي لأخذ وجهة نظرها في الموضوع، لكنها لم ترد على هاتفها...