ترجّلَ الفارسُ على بعد خطوات ٍ من أسوار القدس ..
وعلى مسافة النـَفـَس ِ من البراق ..
وعلى حافة ِ حقل ِ الأمل ِ الفلسطيني .. المزيـّن ِ بالشهداء
وعلى أطراف ِ أوراق ِ صحن ِ الزهــرة ِ المـُبـَلـّل ِ برحيق ِ الروح ..
والمـُندّى بدمعتين ِ .. منَ الأقصى والقيامة .
* * *
ترجـّلَ الفارسُ الأعزُ
شامخاً من الأرض ِ إلى السماءْ
منتصباً فينـــا ..
سنديانةَ عشق ٍ فلسطينية
يـُحرّكُ الزمانَ .. ويملأُ المكانْ ..
رغمَ حقيقة ِ الموت ِ
فهوَ ..
كما هوَ ..
حارسٌ ساهرٌ ..
كنجمة ِ البراري
ونجمة ِ الصبح ِ عند الأذانْ ..
يأتي مع الوقت ِ ..
دائماً
لكنهُ مضى .. مضى ..
قبلَ خـُطوة ِ الأمان ْ
* * *
مـَنْ يحرس ِ القدسَ بعدَ نـَسرها
مـَنْ يـَمسح ِ الحزنَ مـنْ عيوننــــا
ويكتبُ البيانْ
بعدَ ســاعة ٍ
عندَ انبلاج ِ الصبح ِ ..
عيدُ فتـــح ٍ
فاهنأ قريرًا .. كـُلنا ياسيّدَ الأسياد ِ ..
سوفَ نكتبُ البيانْ
نردّدُ النشيدَ ..
نرفعُ الرايات
"باسم الله .. باسم الفتح"
وسوفَ نـُسرجُ الحصانْ
يا سيدَ الثـــــوار ِ إنـّا سوفَ نكتبُ البيانْ ..
ونرقبُ القدسَ ، والأقصى ، وصخرة َ المعراجْ
* * *
رحلتَ فينا يا سيـّدَ الترحال ِ ..
يا سيـّدَ الكينونة ِ الفلسطينية ِ ..
يا وارثَ الكنعانية ِ الأولى
أيها الجامعُ المانعُ المتباعدُ المتقاربُ في الرمح ِ الفلسطيني
كنتَ كما أنتَ .. يا والدَ الجميع ِ بحبكَ ..
وكنتَ الثائرَ المثابر ..
بـُراقَ اللـّحظة ِ الفلسطينية ِ ..
يسكـُنـُكَ المكانُ الفلسطينيُ أينما حللتَ
في ترحالكَ الذي لم يتوقـّفَ .. و إنْ توقـّفَ الزمنْ
وها أنتَ من عالم ِ غيبكَ الحاضر ِ فينا ..
كنتَ وستبقى سيـّدَ القوم ِ .. بيدكَ
شـَمـْـعـتـَكَ الأبديـّةَ على درب ِ الأقصى والقيامة ..
وعلى ذات ِ الطريق ِ ..
طريق ِ الآلام ِ الطويل
* * *
يصغـُر فيكَ الزمنُ ..
وتكـْبرُ فيكَ القضيـّةْ ..
يـُحبـّك الصغار ُ.. بعـُصارة ٍ غامضة ٍ
ويحترمـُكَ الكبار ُ.. برغبة ٍ واضحة ٍ
وها نحنُ بعدَ رحيل ِ الندى .. ندركُ غموضَ عـُصارة ِ الاطفالْ
ونعرفُ رمزيـّة َ اليتم ِ في سنّ الحاجة ِ ..
ومعنى الغياب ِ لحظةَ الإيابْ
* * *
فـَلكَ علينا .. أن يبقى العهدُ كما قطعناهُ
ويبقى القسمُ .. بطهره ِ وقدسيـّته ِ وعدًا مقدّسـًا لروحكَ الطاهرة ِ
يربطـُنا بكَ .. حضـُوركَ الأبويُ المثقلُ بتداخل ِ لحظتين ِ
وزمنين ِ ..
* * *
عندما شاعَ الخبر ُ.. الحزينُ
سـَرتْ في نفوسنا رَعـْشةٌ كالبرق ِ الخائف ِ منَ الرعدْ .
وكالموج ِ العائد ِ للرّمل ِ زبداً لا يذهبُ غثــــاءً
له بدايةُ المـــاء ِ
ونهايةُ الهــــــواءْ ..
وله رمزيـّةُ التجدّد ِ .. وسجى الجنانْ
نحنُ مـَنْ عرفناكَ
واخترنا قبيلتنا ( العمـّــارية َ) فيكْ
جنوداً بلا أوسمة ٍ وجنــدًا بلا نياشينْ ..
واكتفينا بشرف ِ بنوّة ِ القبيلة ِ
والانتساب ِ لوطن ِ الشرفْ
نـُخبـّـئُ في الريح ِ سرّ حـُبنا .. و نغرسُ في الأرض ِ سرّ انتمائنـــا
نحنُ ..
يا سيـّدَ القوم ِ ..
لا زلنا ..
وسنظلّ على ذلكَ العهد ِ
مذ كـُنـّا في ريعان ِ الطفولة ِ ..
وكـُنتَ في ريعان ِ الشبابْ
عندما جئتَ وصحبـُكَ ، والشهيدُ القائد ( أبو إياد ) عام ستة ٍ وخمسينْ ..
تزرعونَ فينـــا بذرةَ الأمل ِ و تهمسونَ بحرص ِ الخوفْ .. الثورةُ آتيةٌ .. الثـــورةُ آتيــــــــــه
فلنقرأ النبوءةَ
ولنقرأ الحدثَ مـُرقـّمــاًِ ..
بمعادلة ِ الحسابِ
( 56 عامُ العدوان ِ و 65 عامُ الثورة ِ )
صدّقــوا .. أو صدّقـــوا
إن شئتموا .. لكمُ الخيــــار
* * *
تسري الإشاعةُ مثلَ نار ٍ في الهشيمْ
الموتُ حقٌ .. والحياةُ حقيقةٌ ..
فاستسلموا لله طوعاً واستعينوا بالدعاء ِ لروحه ِ ..
وقعَ الحدثْ ..! وقعَ الحدثْ ..!
ولتذرفوا الدمعَ ..!
وتعلوا بالبكاءْ ..!
ولتفعلوا أنتمْ .. ما تشاؤونَ ..! حـُــزنـًا .. لوعـــةً .. وتأبيناً كيفما يحلوا لكمْ ..
لكننا نحنُ ..
ماضونَ في الحبّ لما بعدَ حدود ِ الحب ِ ..
حتى ..
لما بعدَ نهايات ِ النهايةْ ..
ماضونَ في تصديق ِ شئ ٍ لا يـُصدّقْ ..
فنرى حـُلـْمَ الخرافات ِ كما الأشياء ِ ..
ونـُـعلي .. صرخةً تعلو على كل ِ الصراخْ ..
غابَ عنـّا سيّدُ القوم ِ شهيدًا
قبلَ خط ِ النصر ِ ..
غابَ عنـّا سيّدُ القوم ِ شهيدًا
قبلَ عيد ِ "الفتح ِ"
غابَ عنـّا من تمنـّـى الموتَ في كل ِ المعارك
غابَ عنـّا سيّدُ الشهداء ِ
مـــا أحلى الشهادهْ
* * *
فاتركونا كي نرى ما قد جرى ..
إنه أكبرُ من معنى الكلامْ ..!
واتركونــا أن نرى ما قد جرى ..
رحلةً
للجسد ِ الطاهر ِ في قلب ِ الوطنْ ..
قربَ باب ِ الحق ِ في سفح ِ الخليقة ..
حيثما الروحُ ستبقى هالةً .. تدنو .. وترنو لامتداد ِ البحر ِ في الشـــــطآن فينـــا ..
سوف تحيا دائما ..
يا سيّد الأســـياد فينـــــا .