الـكـنــز الضـــأئــ ع *** نـ ع ــمــة الــوقــت ...}
نعمة الوقت فهو كنز ثمين ضائع عند كثير من الخلق ومفقود عند أهل البطالة والكسل كما بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ)
إن كثيرا من الناس اليوم مضيع لقيمة الوقت غير مكترث بأهميته يقضيه باللهو والكسل والنزهة واللقاءات الفارغة من كل فائدة
ومن أسباب تضييع الوقت والاستخفاف به
عدم إدراك منافعه والآثار الحسنة المترتبة على استغلاله. طول الأمل والاغترار بالصحة والغنى. نسيان الموت والذهول عن أهوال القيمة وأحوال الآخرة وشدة الحساب. رفقة أصحاب السوء وأهل البطالة الذين لا يقيمون للوقت وزناّ ولا يحسبون له أي حساب.
إن من أعظم البلاء على المرء أن يكون مضيعا لوقته مفرطا لساعاته سائر الأحوال لا يشتغل بتحصيل أمر يعود على إصلاح دينه وتزكيته ولا بأمر يعود بالنفع على دنياه وتراه يلهث وراء شهواته
وأعجب من ذلك أن تجد كثيرا من شباب اليوم يحس بثقل الوقت وملله
ولم يدر هذا المسكين هداه الله أن أهل الآخرة يندمون ويتحسرون على كل ساعة ومجلس مر عليهم من غير أن يذكروا الله فيه
وهذا فيمن أضاع وقته باللهو الذي لا فائدة فيه فكيف بمن أفناه في ارتكاب الآثام والكبائر والسهر على معصية الله وتضييع الفرائض.
ومن المؤسف أن ترى الناس يستبشرون بانصرام الأعوام وانقضاء الليالي والشهور ويهنئون الآخرين على ذلك وما علم هؤلاء أن هذه الأوقات تؤخذ من أعمارهم وتنقص آجالهم وتقربهم من الآخرة.
وأما أهل البصيرة والحكمة فيوقنون أنها مزرعة لأعمالهم ويعتبرون ذهاب الإعوام السنين ويحاسبون أنفسهم ويعاتبونها في الحق فإن كانوا أحسنوا فيما مضى حمدوا الله وإن كانوا أساءوا رجعوا فتابوا وأنابوا0
وحال السلف الصالح كانوا يعتنون بنعمة الوقت ويشغلونه بالطاعة إلى درجة أن كان أحدهم لا يخاف قدوم الموت عليه لكثرة استعداده له في كل حال.
إن أعظم ما يجعل المؤمن مهتما بالوقت معظماّ لشأنه والتأمل والتفكر في حقيقة الوقت وإذا انقضى وذهب لا يرجع أبدا. وفي سرعة انقضائه وانتهاءه.
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به)
وإن تعجب منهم أنهم يحييون الليالي بالمعازف والرقص واللهو المحرم وأن فعلهم هذا إفساد للوقت وإهدار لقيمته وإنما الإحياء المحمود هو قضاء الليالي بالصلاة والذكر والاستغفار والثناء والدعاء والعلم.
إن الأسرة الصالحة والوالدين لهما أثر عظيم في تربية الأولاد على الاهتمام بعنصر الوقت وإدراك قيمته من خلال النصائح ومتابعتهم في ذلك وتعزيز قدراتهم على تنظيم الوقت واستثماره في أفضل الأعمال
ومن فرط يمكنه التدارك وإحسان العمل قبل فوات الفوات وانقطاع الأجل والخروج من الدنيا.