اليوم الأول في المدرسة قد يؤثر في مستقبل طفلك الدراسي كله، لذلك عليك ان تعديه له جيدا بحيث يكون انتقاله من بيته إلى بيئته الجديدة سلسا وممتعا له ولك.
يشكل اليوم الأول للطفل في المدرسة مأزقا كبيرا للأم والطفل معا، فالأم تشعر بالقلق من كيفية تعامل طفلها معه، والطفل يشعر بالتوتر والقلق والخوف، وقد يلجأ إلى البكاء لأنه سينتقل للمرة الأولى من البيت وحضن الأم إلى مجتمع جديد عليه.
كيف تساعدين طفلك على تجاوز مأزق اليوم الأول في المدرسة؟ النصائح التالية تجعل الأمر أكثر سلاسة.
درّبيه على النظام الجديد
الكثير من العائلات تتعامل مع الطفل قبل مرحلة الذهاب إلى المدرسة بتساهل شديد حيث لا يجري تقييده بالنظام ولا بمواعيد تناول الطعام والنوم والاستيقاظ، لذا يحتاج الطفل الذي يذهب للمدرسة لأول مرة إلى فترة إعداد جيد وتدريب من أجل التأقلم مع النظام الجديد، لكي لا تكون هذه المرحلة الانتقالية فجائية للطفل وتصيبه بالتوتر والتشتت.
حان الوقت لتدريبه على تناول الطعام في مواعيد محددة، وكذلك النوم مبكرا والاستيقاظ مبكرا بحيث تصبح العملية روتينية مع يوم المدرسة الأول.
حددي له كيفية التصرف
وجود الطفل في المدرسة يختلف عن وجوده في البيت، لذا من المهم أن تحددي له كيفية التصرف في مواجهة المواقف التي سيتعرض لها خلال اليوم الدراسي مثل: شعوره بالرغبة في الذهاب إلى الحمام أو عند تعرضه لبعض المضايقات من احد زملائه أو ضياع بعض أدواته المدرسية.
تحدثي معه
عن مجتمعه الجديد
المدرسة بالنسبة للطفل الذي يذهب إليها لأول مرة هي بمنزلة المجهول، ويكون في عقله الصغير الكثير من التساؤلات عن هذا المجتمع الذي سينضم إليه قريبا. من المهم أن تتحدثي مع طفلك قبل فترة من بدء الدراسة عن أهمية المدرسة ودورها في تكوين شخصيته وضرورة التعليم من أجل تحقيق أهدافه عندما يكبر، وعن مكونات هذا المجتمع الذي سيصبح عنصرا فيه، ودور المعلمين والمعلمات في حل أي مشكلة سيواجهها خلال وجوده بالمدرسة. هذا الحديث الذي يجب أن يكون بصورة بسيطة سيشعر طفلك بالطمأنينة، وسيبدد الكثير من المخاوف التي يشعر بها.
اصطحبيه في جولة
مبكرة للمدرسة
غالبية المدارس تفتح أبوابها قبل بدء الدراسة بأيام كثيرة، يمكنك أن تستغلي هذه الفترة وتصطحبي طفلك إلى المدرسة لكي يتعرف عليها وعلى مرافقها مثل الحمام والملعب والمقصف المدرسي، وكذلك رؤية فصله والتعرف على معلمته. وإن أمكن كرري هذه الزيارة عدد مرات، فهذا من شأنه أن يبدد شعور طفلك بالخوف من الذهاب إلى المدرسة، كما أن شعوره بغربة المكان سيتبدد مع اليوم الأول.
كوني له جماعة
يتبدد خوف الطفل من الذهاب إلى المدرسة عندما يعرف أنه سيذهب برفقة طفل يعرفه في المدرسة نفسها. من المهم إيجاد طفل أو عدة أطفال من الأقارب والزملاء والجيران ممن سيذهبون إلى المدرسة نفسها وتعريف الطفل عليهم لان وجوده ضمن جماعة سيشجعه على الذهاب، ويبدد الكثير من مخاوفه.
أشركيه في شراء الأدوات المدرسية
شراء الأدوات المدرسية طقس هام في حياة أي طفل، من المهم أن تشركي طفلك في عملية الشراء على أن تتركي له حرية اختيار بعض الأصناف مثل الأقلام وأدوات الرسم والحقيبة وأدوات الطعام، فشعور الطفل بأنه يشتري أدواته المدرسية تمهيد جيد لتعامله مع الذهاب إلى المدرسة بدون مشاكل.
افتحي قنوات الاتصال
ينبغي أن تفتحي قنوات الاتصال بينك وبين طفلك منذ يومه الأول في المدرسة. اطلبي منه أن يحكي لك كل تفاصيل يومه الأول والأيام التالية، وشجعيه على الحديث عن مخاوفه التي يشعر بها تجاه المدرسة. هذا الحوار سيعطيك صورة عن علاقته بالمدرسة، ويمنحك القدرة على التدخل اللازم عند الشعور بأن هذه العلاقة ليست على ما يرام، وبذلك تتفادين كراهية طفلك للمدرسة. كما ينبغي أن تكون الاتصالات مع المدرسة والمعلمين والمعلمات متاحة طوال السنة خاصة في الأيام الأولى.
زوديه بالمعلومات الشخصية
من الضروري تزويد الطفل بالمعلومات الشخصية الضرورية مثل تدريبه على حفظ اسمه كاملا وعنوان البيت ورقمي هاتفي الأب والأم.
قدّ.مي للمدرسة تقريراً صحياً
بعض الأطفال الذين يدخلون المدرسة لأول مرة قد يعانون من بعض الأمراض المزمنة أو من مشاكل في النطق. من الضروري تزويد المدرسة وخاصة معلمة صف طفلك بمعلومات وافية عن حالته الصحية، وإن كان يحتاج إلى عناية خاصة مثل دخول الحمام عدة مرات أو تناول بعض الأدوية في مواعيد محددة.
بكاؤه أمر طبيعي
بكاء الطفل في اليوم الأول للدراسة أمر طبيعي للغاية لا يجب أن نحمله أكثر مما يحتمل، فالطفل يشعر بالرهبة وربما الصدمة بالخروج من حضن الأم إلى عالم المدرسة المجهول. تفادي هذا البكاء يتوقف على كيفية إعداد الطفل نفسيا بطريقة جيدة لاستقبال هذا اليوم، ورغم هذا الإعداد فقد يستمر بكاء الطفل لعدة أيام، لكنه في نهاية الأمر سيندمج مع الواقع الجديد.
وجودك ضروري في اليوم الأول
من أهم الأشياء التي تترك انطباعا جيدا في عقلية الطفل أن ترافقيه في اليوم الأول حتى باب المدرسة أو الفصل مع قبلة الوداع ووعد بأنك ستكونين في انتظاره أمام الباب بمجرد أن يسمع جرس الانصراف. هذا الانطباع سيظل طويلا في ذهن طفلك وسيكون بمنزلة رسالة مهمة له بأن ذهابه إلى المدرسة لا يعني تخليك عنه، وانك تقدرين انتظامه فيها.