«فلسطين الأرض والإنسان» في شعر الراحل يوسف العظم (

«فلسطين الأرض والإنسان» في شعر الراحل يوسف العظم (1) .
رمضان عمر . السبيل
يعتبر الشعر الفلسطيني المعاصر واحدا من المدخلات الفكرية والسياسية التي واكبت رحلة الصراع على الأرض، وبقي ظل القصيدة المقاومة يشكل رافدا ثقافيا تمثل في ثنائية الرفض والتنظير، وأبجدية الدفاع والتطهير.
ووقف الشاعر الفلسطيني -عبر مراحل الصراع الممتدة منذ بدايات القرن الماضي حتى اللحظة- على طرف نقيض مع الخطاب السياسي الرسمي في أكثر الأحيان. وبدأت الحركة الشعرية الفلسطينية تتشكل وفق هوية الشاعر السياسة؛ فتتأرجح مدا وجزرا بالقدر الذي يقترب فيه الشاعر من الخط السياسي الرسمي، أو يبتعد ملتحقا بالخط الثوري المقاوم.
ومع أن شاعرنا -يوسف العظم- مارس السياسة وانخرط فيها كنائب في ثلاث دورات نيابية أردنية، ووزير للتنمية الاجتماعية عام 1991، إلا أن انتماءه العقدي والفكري كعلم من أعلام الحركة الإسلامية جعله منضبط الإيقاع في التعبير عن الثوابت التي يؤمن بها.
وظلت هذه الثوابت الفلسطينية في الصراع (العربي-الإسرائيلي) معينا لا ينضب لصرخة الشاعر الثائر الذي جعل القدس عنوان تجربته الشعرية.
ومع أن القدس في تجربة الشاعر تمثل مركز الصراع وبيت القصيد، إلا أن الثوابت الأخرى وعلى رأسها حق العودة، واللاجئون، والأرض، والإنسان، كانت تدور في فلك المعادلة الثبوتية لخطابه الشعري.
فالأرض والإنسان كلاهما مشكل حضاري تاريخي، وإذا كانت القدس تمثل وجدانا للشاعر الأردني؛ فذلك لأنها مرتبطة بعقيدة الشاعر وفلسفته الدينية، ومن هنا لا يقبل بها بدلا حتى لو كان البديل عربيا صرفا.
ومن هنا -أيضا- فإن رؤية الشاعر ستتحدد من خلال إعلانه الصاخب بأن فلسطين ليست للفلسطينيين وحدهم، وهذا خطاب سياسي يتعارض بشكل مطلق مع المنهج الرسمي الفلسطيني الذي يرى أن فلسطين للفلسطينيين، وأن الصراع ليس عربيا -إسرائيليا بل فلسطينيا إسرائيليا بحتا.
ومن هنا، ستتحدد منطلقات الهوية السياسية في الانتماء السياسي لفلسطين، وفق رؤية الشاعر من خلال منظومة قيم جديدة تحددها منطلقات الشاعر الفكرية
فلسطيني فلسطيني فلسطيني فلسطيني
ولكن في طريق الله والإيمان والدين
إذا هي فلسطينية مشروطة، بل فلسطينية موسومة بسمت أيدولوجي مرتبط بتاريخ فكري عميق..
أهيم براية اليرموك أهوى أخت حطين
وإذا كان الزمن المشكل للبعد التاريخي قد حطم أنانية الخطاب السياسي؛ فإن تحطيم الحدود في رؤية الشاعر سيحطم الخطاب الجغرافي لتحديد هوية فلسطين، ومن هنا نراه يمزج بين الأردن وفلسطين في الحب والهوى والانتماء في بيتين متتابعين:
أحب القدس والجولان أهوى ثلج صنين
أحب الأردن المعطاء من كفيه يسقيني
أما تكرار اللازمة الرباعية:
فلسطيني فلسطيني فلسطيني فلسطيني
فهي تؤكد صدق الانتماء، وتعيد تشكيل الانتمائية، وفق رؤية الشاعر الأيدولوجية ليتشكل خطاب سياسي جديد.
وإذا كانت قصيدة «فلسطين الغد الظافر» تشكل أبجديات الشاعر الفكرية لمفهوم الانتماء الوطني؛ فإن قصيدة «فلسطينية تروي قصتها في بيروت» تشكل البعد الأخلاقي في انتمائية الإنسان العربي والإسلامي لهذه القضية، وتكشف عن حجم المعاناة التي خلفتها آلة القهر الصهيونية ليمزج الشاعر هنا بين قضيتين هامتين من قضايا الصراع، وهما «قضية الأرض وقضية اللاجئين؛ حيث ينفتح المشهد الشعري في هذه القصيدة على صوت أنثوي حزين، ذبح من الوريد إلى الوريد، وسقي المر في كل صعيد، ومزقت روحه فلم يعبأ بمن مزقها، لكنهم ذهبوا إلى طفلها ووحيدها فغرسوا الحربة في أحشائه ليصبح التكبير صدى له ونشيدا.
هذا النزف النسوي الحزين يستصرخ في لوعة يقظة العرب، وبترول العرب، فيرتد صدى الصراخ وهما وسرابا:
أين نفط العرب مذخور لمن
أين أبناء الحمى درع الصمود
أما في قصيدة «هائمة تبحث عن مستقر»، فتجد أن الشاعر يرتد إلى الماضي السحيق بعد أن غسلت الثكالى أيديهن من نصرة الزعماء في هذا الزمان صرخت لعل صلاح الدين يروي لها ظمأ الثأر:
فصحت علّ صلاح الدين يسمعني
أو علّ حيدرة الفرسان يلقاني
ورحت أسأل دونيا العرب قاطبة
من نسل قحطان أو من نسل عدنان
أين السيوف التي في كف معتصم
صالت على البغي من فرس ورومان

لكن هذا الصراخ الخائر المحموم سرعان ما يرتد إلى حسرة وكآبة عبر استفهام استنكاري يكشف عن حجم المفارقة والهزيمة في واقع انهزامي مريع:
واحسر تاه أين أحرار الحمى ذهبوا
لم يبق منهم سوى أشباح عيدان
لو كانت هذه النظرة المأساوية قد كشفت عن حجم المفارقة التي تشكلت في ضياع هذه الهائمة، فإن مفارقة أخرى تتكشف في ثنايا القصيدة بين واقعين متناقضين يمثلهما تلك المسافة الشاسعة بين ميدان القول وميدان الفعل:
والكل يهتف للقدس التي سلبت
القدس يا أخت أهواها وتهواني
وقبل أن نسدل الستار على تجربة هذا الشاعر الإسلامي نتفيأ لوحة من لوحاته الفنية التي عنون لها بسيد القرارات، حاسما من خلال منطقه الشعري قضية الولاء والبراء في معركة الأرض والهوية:
لست أرضى بغير يافا ديار
وربى القدس قبلة ومزار
بعد أم القرى وكعبة روحي
في حماها نلقى الهدى والوقار
ففلسطين قطعة من فؤادي
كيف أرضى مع العدو حوار
إذا لا مساومة مع العقيدة، لا مساومة في قضية التنازل عن الأرض والحوار مع العدو، ولعل الربط بين يافا والقدس وأم القرى يؤكد البعدين الأساسيين لأبجديات المنطق السياسي المقاوم، وهو البعد الديني المتمثل في جدلية العلاقة بين مكة والقدس، والبعد التاريخي الذي رمزت له مدينة يافا المحتلة عام 1948

يسلموووووووووووووووووووووووووووووووووووو

روعه يعطيك العافيه

شكرااااااااااااااااااا

يسلموووووووووووووووووو

عدد المساهمات : 8676 تاريخ التسجيل : 06/04/2010

يسلمووووو يزن على الموضوع

رحم الله يوسف العظم فقد تركزت معظم قصائده على هذا الجانب
فمن قصائد فلسطينية صريحة إلى قصائد جهادية تدعو للتضحية
والفداء يقول في قصيدة (( فلسطينية تروي قصتها في بيروت ))

ذبحوني من وريد لوريد وسقوني المر في كل صعيد

مزقوا زوجي ، فلم أعبأ بهم ومضوا نحو صغيري ووحيدي

غرسوا الحربة في أحشائه فغدا التكبير أصداء نشيدي

دمروا بيتي، وهل بيتي هنا؟ إن بيتي خلف هاتيك الحدود !

وتلفت فلم أعثر على غير أبناء الأفاعي والقرود

يسلمووووو

» صور يوسف عرفات مع المعجبات في فلسطين
» موعد حفلات يوسف عرفات في فلسطين
» قصيدة الأرض للشاعر الكبير / محمود درويش... بمناسبة يوم الأرض
» اول صور وصول النجم الاردني يوسف عرفات الى فلسطين
» قصيــــدة الأرض (في ذكرى يوم الأرض)