رمضان والعيد والمدارس.. مناسبات ثلاث
أهالي غزة.. "الجيب فضيان والقلب عميان"حجم الخط
الوضع المعيشي والاقتصادي لا يسمح للكثيرين بالانفاق على المناسبات الثلاث (أرشيف)
غزة- صفاء عاشور
يبدو أن هذا الشهر سيكون مختلفًا بشكل كبير بالنسبة لشريحة عريضة من الموظفين في قطاع غزة، خاصة من أصحاب الدخل المحدود مع استقبال ثلاث مناسبات في آن واحد بما يستلزمها من نفقات متعددة.
فشهر رمضان بمصاريفه, وعيد الفطر بتكاليفه, والموسم الدراسي الجديد بمتطلباته.. كلها مناسبات تشكل عبئًا ماديًا كبيرًا على رواتب الموظفين والتي بالكاد ستكفي لتغطية نفقات أيام الشهر الجاري, مع الأخذ بعين الاعتبار خصم 170 "شيقلاً" لصالح شركة الكهرباء.
تزامن مزعج
الموظف حمد سلمان من بيت لاهيا شمال قطاع غزة, أبدى انزعاجه الشديد من الوضع الذي فُرض عليه هذا العام, وقال: "ضربة في الرأس توجع, فما بالكم بثلاث ضربات؟! الله أعلم ماذا سيحصل لي في نهاية الشهر, فأنا لدي أسرة مكونة من زوجتي وستة أطفال, معظمهم من رواد المدارس الابتدائية والإعدادية, بالإضافة إلى طالب في سنة أولى جامعة".
وتساءل سلمان عبر "فلسطين": "راتب موظف حكومي لا يتعدى 2000 "شيقل", خصم منه 170 "شيقلاً" للكهرباء, كيف سنصرف منه لباقي شهر رمضان, ثم العيد ومستلزماته وشراء ملابس جديدة للأطفال, ومن بعده شراء مستلزمات المدارس من ملابس وكتب وقرطاسية، كل هذا سيكلفني الكثير وأكثر من راتبي".
وبين أن المعضلة الكبرى تتمثل في الرسوم الدراسية التي يجب عليه أن يدفعها كرسوم جامعية لابنه والتي يجب أن تكون كاملة كونه في فصله الدراسي الأول, في ظل عدم إمكانية اللجوء إلى أي منحة أو قرض كحال الطلبة في السنوات المتقدمة.
ويزداد الوضع صعوبة في حالة الموظفين أصحاب الدخل المحدود, فالموظفة ريهام البنا من مدينة غزة وهي مدرسة تعمل بنظام المساندة, تشتكي من توقيت المناسبات التي تزامنت في شهر واحد. وتقول البنا لـ"فلسطين": إنها مجبرة رغم ذلك على تلبية رغبات أطفالها الصغار, خاصةً أن زوجها لا يعمل وليس لديهم دخل آخر غير وظيفتها".
وأضافت: "أنا لا أستطيع أن أرفض لأطفالي أي طلب يطلبونه, فكيف أحرمهم من فرحة العيد وشراء ملابس جديدة, ونحن نعيش هذا الوضع المأساوي الذي أثر على نفسية الأطفال بشكل سلبي".
الحاجيات الأساسية
وتنوه إلى أن فرحة قدوم العيد لا يمكن أن تكتمل لدى الأطفال إلا بلباس جديد وجميل وبعيدية تدخل السرور إلى قلوبهم. وأضافت: "صحيح أن الراتب لا يكفي, ولكن الله سيفرجها علينا, وعلى جميع عباده, فهذا حال الجميع, والكل متضايق وتعبان من الوضع الاقتصادي الصعب الذي نعيشه.. لكن الله سيكون بالعون".
من جهتها أكدت ربة المنزل علا جاد الله أنه ببعض التدبير والاقتصاد يمكن تدبير هذا الشهر بمناسباته الثلاثة المفرحة للنفس والثقيلة على الجيب, مبينة أنها ستشتري المستلزمات الضرورية جداً لعائلتها وستكتفي بها.
وأشارت جاد الله وهي أم لأربعة أطفال إلى أنها ستكتفي بقطعة واحدة لأطفالها في العيد, أما بخصوص العام الدراسي ومستلزماته, فأكدت أنها ستشتري ما هو ضروري فقط, وستستفيد مما هو موجود ومتوفر عندها من العام الماضي من حقائب وملابس, بالإضافة إلى بعض الدفاتر والقرطاسية والأقلام, لحين الشهر القادم والراتب الجديد.
ولفتت إلى أنها ستجد معارضة شديدة من قبل أطفالها الصغار, ولكنها ستحاول أن تفهمهم أن الوضع هذا الشهر صعب بشكل كبير, وأنه من الصعب شراء جميع مستلزمات العيد والمدارس لكل واحد منهم. وأشارت إلى أنها ستخيرهم ما بين شراء ملابس للعيد أو للمدرسة على أمل أن يجد هذا الاقتراح حلًا جزئيًا للمشكلة.