لم اكن اعرف حقيقة زوجى الا ليلة زفافى اليه
فبعد ان أنسحب المدعوين وهدئ صخب الفرح وتوقف قرع الطبول
وجدنى أمامه وجها لوجه والباب مغلق علينا
أطرقت برأسى فى حياء وحمرة الخجل تعلو وجنتى
لم أنظر أبدا أتجاهه ولم أفتح فمى بكلمه واحده
هو الرجل ويجب ان يبدء هو
طال أنتظارى دون جدوى
تمر الدقائق بطيئه ممله
لا صوت ولا حركه
أزداد قلقى وخوفى
تحول الحياء الى رعب شديد شلنى حتى الصدمه
لم لا يتكلم ذلك الرجل .. لم لا يقترب ... ما به ؟
تملمت فى جلستى دون ان أحيد نظراتى نحو الارض
ترى أنه خجول لهذه الدرجه أم انا لم أعجبه ؟؟
صرخه قويه دوت فى أعماقى ... بل أعجبه
فانا جميله بل باهرة الجمال ... وهذه ليست المره الاولى التى يرانى بل رأنى مره فى
الخطوبه القصيره ولكنه لم يحاول ان يتحدث معى ولم أشأ ان أكون البادئه فيظن بى الظنون
والرجال تحب المرأه الخجوله ويكره المرأة الجريئه والثرثاره
بسملت وقرأة آية الكرسى فى سرى وأنا أحاول طرد الشيطان
هل هو أبكم ...؟؟؟ أبدا لقد أكد لى والدى أنه يتكلم بطلاقه اذا ما به
ربما ليس بالحجره معى .. هنا فقط رفعت رأسى بذعر لتصدم عيناى به
أخفت رأسى بسرعه وصدرى يعلو ويهبط ولكنه لا ينظر الى
أنا متأكده من ذلك .. فى نظرتى السريعه اليه أدركت هذا
رفعت نظرىاليه ببطئ .. انا اغرق فى ذهولى ... انه لا يشعر حتى بوجودى
فقط ينظر للسقف وعلى وجهه تعبير تفكير عميق
تحرك فجأه ولكن لم استطع ان ابعد نظرات الدهشه عنه
لم ينظر الى كما تبادر الى ذهنى
فقط نظر الى الساعه ثم اخذ يقطم أظافره بعصبيه شديده
تحولت دهشتى الى نوع من الحزن ممزوج بيأس مر
قطرات من الدموع أنسابت من عينى
لتتحول الى انين خافت تقطعته شهقات تكاد تمزج صدرى الصغير
التفت ألتفاته عابره لا تدل على شئ ... فأرتفع تشنجى عاليا يقطع الصمت
من حولى ويحول الحجره الهادئه المعده لعروسين الى مأتم حزين
أقترب منى ببطئ ووقف الى جوارى يقول بصوت غريب أسمعه لاول مره :
لماذا تبكين ؟
هززت كتفى بيأس ودموعى لا تزال تنهار على وجهى ليصبح كخريطة ألوان
ممزقه
عاد لى نفس الصوت الغريب قائلا :
أسمعى يا أبنة عبد الله بن راشد ... أنتى طالق
توقفت دموعى فجأه وانا أنظر أليه من شدة الذهول
هل هو يهزر... يسخر ... يمثل
أين الحقيقه والواقع فى وسط هذه المعمه ... هل انا احلم لا انه كابوس
مرعب يقضى على مضجعى ...
أفقت فى اليوم التالى عند بيت ابى
وانا مطلقه وامى تنتحب بحرقه
وابى يصرخ من بين اسنانه ووجهه اسود كالليل
لقد انتقم منى الجبان لن اغفرها له ... لن اغفرها له
وقتها فقط عرفت الحقيقه ... عرفت باننى مجرد لعبه للانتقام بين الشريكين
أحدهما وهو أبى قرر ان يزوجنى لابن شريكه لكى يمتص غضبه التى سببها
خلافاتهما التجاريه
والاخر قرر ان ينتقم من أبى فى شخصى
ولكن ما ذنبى أنا فى كل هذا ..
لماذا يضيع مستقبلى وأنا فى عز شبابى
ولماذا أتعرضت للعبه قذره كتلك ؟؟
لم أبك ولم أزرف دمعه واحده واجهة أبى بشموخ وانا أقول له :
أبى لا تندم لست أنا من تتحطم
نظر أبى لى بدهشه وغشا رقيق يكسو عينه .. واماره الالم والندم تلوح فى وجهه
أسرعت خارجه حتى لا ارى انكساره ..
نظرة الى المرآه هل تلك صورتى النكسه لا لست انا تلك الفتاه الحلوه الواثقه من نفسها
لقد تحطم كل شئ فى ثوانى .. تاهت الحلاوه والثقه وسط دهاليز المراره ...
أرعبتنى عيناى أفزعتنى نظرة الانتقام ... أغمضتهما بشده .. قبل ان تسقط دمعه حائره
ضالة الطريق ...
اسرعت الى الهاتف تحركنى شعلة الانتقام
أدردت ارام الهاتف بأصابع قويه لا تعرف الخوف
جائنى الصوت المميز الغريب الى لم انساه مدى الدهر
يكفى انه الصوت الذى قتلنى ليلة زفافى
وذبحنى من الوريد الى الوريد ..
قلت له بنعومه أمقتها : انا معجبه !
لم أكن أتوقع سرعة استجابته ولا تلك الحراره التى امطرنى بها
دون ان يعرفنى ......................
استمرت مكالمتى له وازداد تلهفه وشوقه لرؤيتى ومعرفة من اكون
ولكنى قررت ان ٍاقتله كما قتلنى .. سأدمره كما دمر كل شئ فى حياتى الواعده
وجاء اليوم الذى طلب منى الزواج .. ابتسمه والالم يعتصرنى ولكن أقنعته انى مازلت صغيره وورائى دراستى
واجابنى بياس ان ابيه فرض عليه زواجه من ابنة عمه ..
وأخبرنى بيوم عرسه ... هنا حانت اللحظه الحاسمه
وعدته باللقاء فى نفس ليلة زواجه
وجمعت خطاباته التى ارسلها لى وصوره بتوقعاته ووضعتها فى ظرف كبير
وأرسلتها لعرووسه ...
لم أخفى فرحتى وانا أحادثه فى نفس الليله :
مبروك الطلاق
يرد بصوت يملئه المراره من ؟
قلت بصوت يخلله الضحكات :
انا المعجبه .. أبنة عبد الله صالح راشد