بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
المرأةالمسلمة
ودود عئود على زوجها
زوجة تتودد إلى زوجها وتحرص على رضاه، تفعل كل ما ترى أنه يحبه،وتعرض عما يغضبه. يرى منها كل ما يحب، ويستشعر منها كل ما يفرح، ويسمع منها كل مايرضى.
فالزوج إذا لم يجد في بيته الزوجة اللطيفة الودودة النظيفة ذاتالبسمة الرقيقة،
والحديث الطيب والحبالصادق المخلص والأخلاق الإسلامية العالية، واليد الرحيمة الودودة فأينيجد؟
وإليك هذا الموقف الروائع الذي عقم زماننا أن يرىمثله.
حكي أن شريحاً القاضي قابل الشعبي يوماً، فسأله عن حاله فيبيته
فقال له: من عشرين عاماً لم أر ما يغضبني منأهلي،
قال له: وكيف ذلك؟
قال شريح: من أول ليلة دخلت على امرأتي ورأيت فيهاحسناً فاتناً، وجمالاً نادراً،
قلت في نفسي: فلأتطهروأصلي ركعتين شكراً لله، فلما سلمت وجدت زوجتي تصلي بصلاتي وتسلمبسلامي،
فلما خلا البيت من الأصحاب والأصدقاء قمت إليهافمددت يدي نحوها،
فقالت: على رسلك يا أباأمية،كما أنت
ثم قالت: الحمد للهأحمده وأستعينه وأصلي على محمد وعلى آله أمابعد:
فإني امرأة غريبة لا أعلم لي بأخلاقك، فبين لي ما تحب فآتيه وماتكره فأتركه،
وقالت: إنه كان لك فيقومك من تتزوجه من نسائكم وفي قومي من الرحال من هو كفؤلي،
ولكن إذا قضى الله أمراً كان مفعولاً، وقد ملكتفاصنع بما أمرك الله به إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان.
أقول قولي هذا وأستغفر الله ليولك..
قال شريح: فأحوجتني والله يا شعبي إلى الخطبة في ذلكالموضع
فقلت: أحمد الله وأستعينه، وأصلي على النبي وآلهوسلم، وبعد
فإنك قلت كلاماً. إن ثبت عليه يكن ذلك حظك وإن تدعيهيكن حجة عليك.
أحب كذا وكذا، وأكرهكذا وكذا، وما رأيت من حسنة فانشريها، وما رأيت من سيئة فاستريها
فقالت: كيف محبتك لزيارةأهلي؟
قلت: ما أحب أن يملنيأصهاري،
فقالت: فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك فآذن له، ومنتكره؟
قلت: بنو فلان قوم صالحون، وبنو فلان قومسوء،
قال شريح: فبت معها بأنعم ليلة وعشت معها حولاً لاأرى إلا ما أحب.
فلما كان رأس الحول جئتمن مجلس القضاء، فإذا بفلانة في البيت.
قلت: من هذه؟ قالت: ختنك (أي أم زوجتك)
فالتفت إلي وسألتني: كيف رأيت زوجتك؟
قلت: خيرزوجة،
قالت: يا أبا أمية المرأة لا تكون أسوأ حالاً منهاإلا في حالتين:
إذا ولدت غلاماً، أو حظيت عند زوجها فوالله ما حاز الرجال فيبيوتهم بشر من المرأة المدللة فأدب ما شئت أن تؤدب وهذب ما شئت أنتهذب.
فمكثت معي عشرين عاماً لم أعتب عليها في شيء إلا مرة وكنت لهاظالماً.
هكذا يجب أن تكون الزوجة المسلمة،
وهكذا تكون الأم الواعية حريصة على عمار بيت ابنتهابالنصيحة المخلصة والوصايا الحسنة