خرج المنتخب الوطني من مونديال جنوب إفريقيا مرفوع الرأس، بعد خسارته في الجولة الثالثة من المجموعة الثالثة أمام منتخب أمريكا بهدف لصفر في الوقت بدل الضائع، ليتأجل دخول ''الخضر'' تاريخ هذه المنافسة إلى دورة قادمة، بعد أن كان سابقوهم قد أخفقوا كذلك في اجتياز الدور الأول. لم يتمكن الفريق الوطني من تسجيل نتائج أحسن من النتائج المسجلة في مونديال 1982 ومونديال 1986، باعتباره أنهى الدور الأول برصيد نقطة واحدة، حصدها أمام إنجلترا في الجولة الثانية، وهو نفس رصيد ''الخضر'' في مونديال مكسيكو عام 1986، لكن أشبال المدرب رابح سعدان عجزوا عن تسجيل هدف واحد في هذه الدورة، على عكس آخر مشاركة، حين سجل الفريق الوطني هدفا وحيدا وقعه جمال زيدان في الدقيقة الـ59 أمام منتخب إيرلندا في المباراة الأولى.
ودخل ''الخضر'' مباراة أمريكا بخطة هجومية، على عكس اللقاءين الأولين أمام سلوفينيا وإنجلترا، وذلك بإقحام مهاجمين جبور ومطمور، والتضحية بلاعب الوسط الهجومي رياض بودبوز، فكانت البداية جيدة، حيث توصل رفاق القائد عنتر يحيى إلى إرباك دفاع المنافس وأتاحوا عدة فرص، كانت أخطرها تلك التي ضيّعها المهاجم جبور في الدقيقة الـ7 من المباراة. لكن مع مرور الوقت، استعاد المنتخب الأمريكي توازنه من خلال تحكمه في مجريات اللعب، وكاد أن يصل إلى شباك ''الخضر'' لولا تألق الحارس امبولحي في هذه المباراة. وبغض النظر عن أداء جبور الشاحب، فإن لاعبي الوسط لم يقدموا ما كان منتظرا منهم، وخاصة اللاعب كريم زياني الذي كان خارج الإطار وبدا عليه تأثير نقص المنافسة.
في المرحلة الثانية، بدا جليا إرهاق اللاعبين بسبب الجهود المبذولة أمام إنجلترا، وكذا تأثير ارتفاع مدينة بريتوريا على سطح البحر بـ1240م، ما جعل الأمريكان يسيطرون على مجريات اللعب، خاصة بعد أن حاول ''الخضر'' لعب ورقة الهجوم، ما أتاح الفرصة للمنافس من استغلال المساحات الشاغرة، وأتيحت أمامه عدة فرص للتسجيل، غير أن امبولحي تصدى لها وأنقذ الفريق من خسارة ثقيلة. ورغم كل ذلك، فقد كان بإمكان الجزائر تسجيل الهدف الأول لو استغل زياني فرصة حقيقية عند انفراده بالحارس الأمريكي، ولو كان البديل صايفي، الذي عوّض مطمور، فعالا عندما تلقى فتحة عرضية، وعلى إثرها انطلق منتخب أمريكا في هجمة مرتدة وسجل على إثرها القائد دونوفان هدفا في الوقت بدل الضائع.
ورغم الإقصاء المر، فقد ربحت الجزائر منتخبا شابا أضحت تخشاه المنتخبات العالمية الكبرى، على غرار منتخبي إنجلترا وأمريكا، ما ينبئ بمستقبل زاهر لـ''الخضر'' والعودة إلى المونديال في البرازيل عام 2014 في حال العناية به من الدولة وعدم الوقوع في نفس الأخطاء التي وقعت عقب مونديال .1982