بغضبٍ شـديد، واستياءٍ واضـح، وعبارات تنديد لا تنتهي، قوبل قرار إدارة
قمر "نورسات" المستضيفة لفضائية الأقصى، والقاضي بوقف بثـها خلال 48 سـاعة.
وقالت أوساط فلسطينية إن هذا القرار يأتي استجابة للضغوط الإسرائيلية الأمريكية، والتي حاولت أكثر من مرة وقف بث القناة.
وفي مؤتمر صحفي أكد مدير قناة الأقصى الفضائية، والتي تتخذ من مدينة غزة
مقراً لها أن إدارة القمر "نورسات" المستضيفة للقناة، أبلغتهم عزمها وقف
البث بعد 48 ساعة على ضوء قرار مجلس البث الفرنسي بوقف بثها.
وأوضح الشعراوي أن قرارات وقف بث الفضائية لم تكن عبثية، إنما تظهر بعد كل نجاح تحققه.
وأضاف: "إن فضائية الأقصى تمكنت من حشد الرأي العام الدولي بعد الحرب
الأخيرة على قطاع غزة، وكذلك خلال تغطية مجزرة أسطول الحرية، وفضحت جرائم
الاحتلال".
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي اتهم القناة بأنها تقود ثورة أهالي
القدس المحتلة ضده، معربًا عن اعتزاز القناة بذلك؛ لأنها مسؤولة عن كل
برنامج تبثه، وهدفها الإعلام المقاوم.
ودعا مدير القناة المؤسسات الإعلامية العربية والدولية للوقوف بوجه هذا
القرار الذي لا يستهدف فضائية الأقصى وحدها، وإنما الإعلام المقاوم
والمؤيد للقضية الفلسطينية في كافة وسائل الإعلام.
وطمأن الشعراوي متابعي الفضائية بأنها ستواصل رسالتها ولن تغيب عن الفضاء، مؤكدًا فشل كل محاولات إقصائها عن الساحة الإعلامية.
استـهداف المقاومة
وفي سياق ردود الفعل الغاضبة استنكرت وزارة الإعلام في حكومة غزة بشدة
القرار، ووصفته بـ"خطوة جديدة تجاه ذبح الحريات الإعلامية، وإخراس الأصوات
الإعلامية المسؤولة والملتزمة بقضايا وطنها وأمتها".
وقالت الوزارة في بيان وصل "السبيل "نسخة عنه إن هذا القرار يأتي
استمرارًا لمسلسل استهداف القنوات المقاومة التي تفضح الجرائم الإسرائيلية
وممارسات الاحتلال النازية التي تجاوزت انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني
لتعتدي على كل ما هو إنساني".
وبينت وزارة الإعلام أن القرار إنما جاء لمعاقبة فضائية الأقصى على
انتهاجها نهج المقاومة، مستغربة أن تدفع الأقصى ضريبة التزامها بقضايا
أمتها على أيدي فرنسا التي دائما تفتخر بأنها ترعى حرية الرأي والتعبير،
وأنها واحة للديمقراطية، ومنارة للحريات.
وأكدت أنها ستخاطب مجلس وزراء الإعلام العرب عبر الأمانة العامة للإعلام
في الجامعة العربية لمطالبتها باتخاذ الخطوات العملية التي تكفل صون حقوق
الفضائيات العربية، وتضمن عدم تقييدها والتضييق عليها.
ومن جانبها ندّدت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في غـزة بقرار
مجلس البث الفرنسي، وقالت في بيانٍ لها إن "هذا القرار يأتي في إطار
السياسة الرامية لحجب الحقيقة والتعتيم الإعلامي على الجرائم التي يرتكبها
الاحتلال.
ودعت الوزارة وزراء الاتصالات والإعلام العرب لاتخاذ موقف حاسم إزاء هذا
القرار، واتخاذ خطوات تكفل حرية عمل المؤسسات الإعلامية العربية، ووقف
الانتهاك المتكرر للسيادة الإعلامية العربية.
أما كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية فقد استهجنت قرار فرنسا القاضي بوقف
بث فضائية الأقصى، وعدَّتْ ذلك تعديًا صارخًا على العمل الإعلامي الحر،
وانحيازا واضحا للاحتلال الذي استهدف القناة في الحرب الأخيرة على قطاع
غزة.
ومن ناحيته دعا التجمع الإعلامي الفلسطيني إدارة "يوتلسات" الفرنسية بالتراجع عن قرار وقف بث فضائية الأقصى.
وقال التجمع في بيان له: "إن هذا القرار لن يمنع الأصوات الحرة والمهنية من التواصل لفضح السياسية الإسرائيلية في فلسطين".
ودعا التجمع الإعلامي كافة المؤسسات الإعلامية الدولية والعربية
والفلسطينية للتحرك للتعبير عن رفضها لهذا القرار. وعبرّت العديد من
المؤسسات الإعلامية الفلسطينية عن أسفها لهذا القرار، مبدية دعمها
وتضامنها الكامل مع فضائية الأقصى وطواقمها العاملة.