اهلا وسهلا في منتديات عبود89
اذا كانت هذه زيارتك الاولى للمنتدى يرجى اختيار تسجيل
اهلا وسهلا في منتديات عبود89
اذا كانت هذه زيارتك الاولى للمنتدى يرجى اختيار تسجيل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حلبجة...قصة مدينة زلزلها الموت الكيمياوي

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محمد_كورد

محمد_كورد


عدد المساهمات : 194
تاريخ التسجيل : 02/10/2009

حلبجة...قصة مدينة زلزلها الموت الكيمياوي Empty
مُساهمةموضوع: حلبجة...قصة مدينة زلزلها الموت الكيمياوي   حلبجة...قصة مدينة زلزلها الموت الكيمياوي Emptyالإثنين ديسمبر 28, 2009 6:39 am

الربيع الذي لم يدركه نيروز...(حلبشيما) هو الاسم الذي اطلقه الاعلام على مدينة (حلبجة) تيمنا بما تستحضره مدينة هيروشيما اليابانية من صور الرعب والدمار، فصلة القربى بين المدينتين هي لكارثة البشرية وبشاعة الفعل، في صور الاطفال النازفين بين صدور امهاتهم والرماد،




في صور النساء والرجال الذين اغلقوا عيونهم على مناظر عيون اطفالهم وهي تنط من محاجرها محتضنين برك الدم. ولطالما سمعنا وشاهدنا الكثير من التقارير والصور، الا انها مهما بلغت لا تغني عن زيارتها وتلمس ذكريات جراحها عن كثب، في كلمات سكانها ممن نجوا من الامطار السامة للاسلحة الكيمياوية، في بقايا اشجارها واكواخها وعشبها وطيورها وحيواناتها التي لم يستثنها الاعصار الوحشي يوم 1988/3/16 في الوقت الذي كانت تستعد فيه لاستقبال نيروز بكامل حلتها الربيعية الزاهية التي استحالت رمادا، فلا نيروز ادرك ربيعها ولا البنات دشن الثياب البراقة للدبكات في استقباله..

شبه جزيرة بين الماء والجبال والفاكهة...
على المسافر ان يقطع (80 كيلومترا) من مركز مدينة السليمانية ليصل الى حلبجة مرورا بسلاسل جبلية تطل على واحد من اغنى سهول العالم واكثرها خصبا وجمالاً هو سهل (شارزور) مارا بقصبة (سيد صادق) وجسر (زه لم) الواقع على نهر سريع الجريان، يتدفق من اعالي الجيال الحدودية الفاصلة بين العراق وايران التي عادة ما يظل الثلج معرشا على قممها في اكثر اوقات السنة، ويذكر انها تقع في زاوية الشمال الشرقي من العراق، على خط طول (46 شرقا) وبين خطي العرض (35 - 36 شمالا) في الجنوب الشرقي من مدينة السليمانية، اذ يحيطها من هذا الجانب سهل (شارزور) ومن الشرق جبل (شتروى) ومن الشمال جبل (هورامان) ومن الجبال سلسلة جبال (بلانبو) ومن الشمال الغربي تشكل بحيرة (دربندي خان) نصف دائرة تجعل من المدينة شبه جزيرة خضراء تحتضنها الجبال.
ويذكر ايضا، ان اسمها ماخوذ من العبارة الفارسية (عجب جا) اي المكان الملفت للنظر، وقيل مأخوذ من كلمة تعني (اجاص) لاشتهارها ببساتين الفاكهة، وقيل مشتق من الب ارسلان، ويذهب جمال بابان الى ان اسم حلبجة اطلقه بعض الذين كانوا يذهبون لاعمال التجارة الى مدينة حلب السورية اعجابا بها، وتعني (حلب الصغيرة).
ثوار وبرلمانيون وامرأة بمنصب قائممقام..
تجمع المصادر على ان محمد باشا، رئيس عشيرة الجاف، هو الذي انشأ المدينة اواسط القرن الثامن عشر، على ايام السيطرة العثمانية على منطقة (شارزور) وهناك روايات بأن (بكوات شيوه كه ل) المعروفين باسم العوائل الثلاث عشرة التي تبدأ بـ (حه مه جاوه شى) هم الذين بنوا المدينة، ولا توجد دلائل اخرى على ان المدينة كانت عامرة قبل هذا الوقت، سوى بعض الاخبار عن ارتياد بعض المتنفذين لها في مواسم الصيد، وقد مر بها الكثيرون، ومنهم (مامون بيكه بك) وهو احد الامراء السلاجقة، الذي زارها في حدود القرن العاشر الهجري.
ان مؤسسها (محمد باشا الجاف) كان اول مسؤول فعلي، لكن الثابت ان (عثمان بك بن محمد باشا الجاف) اول قائممقام عين رسميا عام 1889، وبعد وفاته عام 1909، تولت قرينته (عادلة خانم) مقاليد الامور، وهي التي يسميها السكان (خانمي وه سمان باشا) ثم اصبحت ممثلة عن الحاكم البريطاني في المدينة، من 1919 - 1923، ثم عين طاهر بك بن عثمان باشا، خلفه عام 1924 احمد مختار جاف وكلاهما شاعر، وقد اختير الاخير لعضوية المجلس النيابي ببغداد فحل بدلا منه (حامد بك الجاف) الذي استمر بمنصبه حتى عام 1932، ولقد عرفت حلبجة بتاريخها السياسي ونشأة الحركات الوطنية و تأسيس الجمعيات والاحزاب، وكان ابناؤها من المناصرين لثورة الشيخ محمود الحفيد، وتذكر المصادر ان (32) مسلحا من اهالي حلبجة هزموا (500) جندي بريطاني في معركة (ده ربه ندى شكه وه ل) عام 1921، وقد مثل هذه المدينة التي لا تبعد سوى (16) كيلومترا عن الحدود الايرانية، نواب عديدون في البرلمان العراقي، بالتناوب من امثال (حامد بك الجاف) (حسن فهمي بك) (احمد بك حمه صالح بك) و(احمد مختار جاف)..
الألوان الفاقعة للموت...
لا احد يتخيل، كم كان مروعا حجم الدمار، في ذلك الربيع الكارثي، ففي اذار من عام 1988، كانت القوات الايرانية قد اجتاحت المدينة وعبرتها حتى جسر (زه لم) ولايام قلائل كان السكان قد اعتادوا دوي المدافع والقصف من كلا الجانبين، حتى جاء الوعد المشؤوم، الساعة الحادية عشرة والنصف قبل الظهر من يوم 1988/3/16، اذ امتلأت اجواء المدينة باسراب من الطائرات القاصفة، يحمل بعضها بالونات لمعرفة اتجاه الريح، كان عدد الاسراب يتراوح بين 6 الى 12 طائرة تتناوب بقصف مكثف على المنازل والمزارع والشوارع والناس، فما كان من السكان الا الفرار العشوائي باتجاه الجبال، ولكن، الى اين؟ كانت الطائرات تلاحق الفارين من الجحيم، وتتعقب اثارهم خلف الجبال، داخل الاراضي الايرانية.
لم يستعمل المجرمون آنذاك نوعا واحدا من الاسلحة الكيمياوية، بل جربت جميع ما بحوزتها من انواع الخردل، وغازات الاعصاب، والدليل على ذلك تلبد سماء المدينة بسحب دخانية ذات الوان فاقعة، كما ذكر لنا بعض الناجين.. يا الهي اي احتفال بشع بالموت!! والدليل الاخر تنوع اشكال الموت وطبيعة الاصابات، لقد استهان ربيب الغجريات وسليل الغلظة والعنجهية، بالنفس البشرية، بالروح هبة الباري عز وجل، وبالجسد البشري الذي خلق في احسن تقويم، فكان الموت محتوما، لكن صوره متنوعة.
فمنهم من مات حرقا، ومنهم من مات اختناقا او انتفاخا، ومنهم من ازرق جسده وجحظت عيناه حتى خرجتا من محجريهما، ومنهم من بكى اوضحك بهستريا حتى فارق الحياة، افهل كان العالم في سبات يا ترى؟ ام ان الضمائر كانت منزوعة ساعتها؟ الهذه الدرجة كان العالم متواطئا مع الدكتاتور الهذا الحد كان العرب يعدونه (مهديهم المنتظر) فيغضوا الطرف عن جرائمه او يعدونها انتصارات لنشر العدل بعدما ملئت الارض ظلما وجورا؟ معاذ الله من ان نشبه سليل الشر والكراهية، وبطل الجحور العفنة بمخلوق، وجل اسم المهدي (عج) عن ان يذكر بمكان، يذكر فيه ذلك الوغد المقيت الذي افل بسقوطه عصر الاستبداد بلا رجعة، واشرقت شمس الامل على ربوع البلاد.
يذكر ان انباء تسربت، بصورة ضئيلة ومبسترة من هنا وهناك، لكن الاذان - على ما يبدو - كانت متخمة وقد اصمها رنين الخطب، فلم تجد متسعا، ليشنفها خبر، لا يعني سوى خمسة الاف ضحية بين شاب وصبية وطفل رضيع وشيخ وامراة وعجوز، وعدد من المعاقين والجرحى ومئات الحيوانات من الاغنام والشياه وغيرها التي نفقت في الطرقات ومئات الطيور التي تيبست جثثها البريئة على اغصان الشجر المحترق، في حلبجة التي تحولت الى مختبر كيميائي لحمم الجحيم في وضح النهار، حتى ان المؤتمر الاسلامي الذي عقد بعد ايام قلائل من الكارثة لم يكلف نفسه عناء الاستفسار، عما اذا كانت تلك الانباء صحيحة ام لا...
حكايات على لسان الناجين من الجحيم..
بجوار مقبرة قديمة دفنت الشفلات ما يقارب 1500 جثة من الشهداء وقد اقامت الجهات المسؤولة مقبرة رمزية من الشواهد على كل شاهدة كتب عدد من اسماء الشهداء البالغين (5000) خمسة الاف ضحية بحسب اكثر الاحصاءات موضوعية، عدا من وافتهم المنايا في المخيمات والمستشفيات الايرانية، ودفنوا خارج الوطن، يتوسط المقبرة نصب تذكاري من المرمر لفتاة رفعت يديها الى السماء، صارخة مقطعة سلاسل العبودية والموت، كانها تستصرخ الانسانية جمعاء، وتشق ستار الصمت الذي اطبق حول الكارثة وتستحضر في ذاكرة العالم عقدة الذنب، لكي لا تكون على الارض حلبجة ثانية، تلك هي حلبجة التي لم يتحرر سكانها الناجون من الجحيم، وشهود الكارثة من عقدة ذلك الربيع الاسود.
كنت واقفا مغرورق العينين، حابسا بين جوانحي عبرة، وفي حلقي مرارة وغصة، اتأمل الشواهد، عوائل باكملها اندثرت ومحي اثرها، ولم يبق منها سوى اسماء محفورة على شواهد مرمرية، تغطيها الثلوج تاره، وتارة تغسلها الشمس بشعاعها... كاكه كان مثل يوم الحشر..) بهذه العبارة المباغته، شق علي صمتي واطراقتي (حبيب حسن علي) وهو احد الناجين، يبلغ من العمر (70 عاما) ويعمل حاليا في مقبرة الشهداء، فقد العديد من ذويه واقاربه... يقول هربنا الى قرية (عبابيلي) لكن الروائح الكريهة للدخان كانت تلاحقنا، ففر الناس متوجهين نحو الجبال، لا احد يعلم الى اين يتجه، ولا احد يعرف ما الذي حل بولده او اخيه او امراته او والده او والدته، ولا احد يتذكر، او يسأل عن جاره او اقاربه، كان المهم ان ينجو الانسان بنفسه، واكد ناج اخر، وهو عبدالرحمن عزيز امين البالغ من العمر (44 عاما) وهو المفوض المسؤول عن حراسة المقبرة، قائلا: لقد راينا كيف تذهل كل مرضعة عما ارضعت، وكيف يفر المرء من صاحبته وذويه، وكيف يكون سكارى وما هم بسكارى، تماما كما صورها الباري عز وجل في محكم كتابه، ولكن ليس من عذاب الله، بل من عذاب المجرم (صدام) وقنابل الموت التي اعدها لقيامة حلبجة، واضاف بأنه لم يلتق باهله الا بعد مرور شهر على الكارثة في احد المخيمات التي فتحتها حين ذاك، الجمهورية الاسلامية، وقد استشهد اخي في مستشفى ايراني، ثم يكمل كاكه حبيب حديثه قائلا: ما كان بامكاننا الفرار الا باتجاه قريتين ايرانيتين هما سازان وطويلة، والمصيبة ان الطائرات تعقبت اثارنا داخل الاراضي الايرانية، فكانت نجاة البعض منا، من باب المعجزات.
ان الزائر لمدينة حلبجة لا يشقى في العثور على عشرات الناجين من شهود العيان وعلى كم هائل من الحكايات القاسية التي تجري على ألسنة الناس كما يجري المثل السائر وهناك صور ناطقة وقبور وبيوت عليها آثار من رحلوا وجرحى ومعاقون وولادات” هيروشيمية “ او” حلبشيمية “ مشوهة وحالات عقم مشترك نسائية ورجالية، واضطرابات مناعية ونفسية، واحباطات ما تزال آثارها على ملامح السكان وسحناتهم، وقد بدوا لي كما لو انهم يتجولون في مدينة اسطورية لم تفارقها اشباح وارواح قاطنيها منذ الاف السنين على شاكلة سدوم او ارم ذات العماد اولئك السكان الذين يعلم الله كم عانوا من وحشة مدينتهم، بعد ان حط شبح الموت على سقوف منازلها ليخطف في ضحى نهار آذاري اكثر من خمسة الاف ضحية، مخلفا اكثر من عشرة الاف جريح ومئات المشردين والمفقودين ويعلم الله كيف عادوا الى تلك البيوت التي كانت عامرة بالاطفال والنساء والشيوخ والشباب عامرة بانفاس الاجداد والجدات والاباء والامهات والزوجات والابناء والبنات والاخوات والاخوة والاصدقاء والاحبة، وقد تحولت الى خرائب ينعق بها غراب الخراب ويقطنها البوم، وساعد الله قلوب الناجين العائدين الى ديارهم كيف استطاعوا ان يلموا اشلاء قتلاهم من الازقة والشوارع، ومنحدرات الجبال والسواقي، والسراديب وباحات البيوت وعتباتها..
روز حلبجي الشاعرة الكردية التي نالت اكثر من جائزة في مهرجانات الشعر الكردي واصدرت اكثر من مجموعة شعرية، كانت احدى الناجيات تقول: في عام 1975 تعرفت على الموت لاول مرة ساعتها كنت العب مع صديقاتي في الزقاق ولم اكن قد بلغت السادسة من عمري حين جاءت طائرات العبثيين الاوغاد لتقصف قريتنا ثم عشته اكثر من مرة اثناء كارثة حلبجه حين فقدت امي واخواني واخواتي ونجوت انا وابي بعد اصابتنا بجروح وحروق، عولجت اثر ذلك في مستشفيات اجنبية عن طريق بعض المنظمات الانسانية ولولا ذلك لفقدت بصري، روز حلبجي ما زالت ترى الموت بذاكرة طفولية على الرغم مما اخذه منها ما زالت تردد: الموت حلو.. نعم.. انا رأيت الموت شيئا حلوا، وهذا ليس من شعرها انما من حديثها لي، الذي بالكاد نطقته بالعربية وكان مشوبا بانفعال وايماءات طفولية، ولهذه الشاعرة سليلة المآسي هوس بالشعر وانتماء لا ينافسها سوى انتمائها لمدينتها التي خلدها الموت..
كل شي في حلبجه شهيد، ليس الابرياء الذين كانوا ضحية الغازات الكيمياوية ورحلوا وهم على ابشع صور الموت فحسب، انما الجرحى والناجون هم شهداء ايضا وكانت الشياه والاغنام والجداء التي ملأت جثثها الشوارع والمنازل والاكواخ والازهار واشجار الفاكهة والعشب كل ذلك في عداد الشهداء كما كانت الطيور والدواجن التي تساقطت او تيبست على الاشجار شهيدة، والنسمة الربيعية التي لوثتها سموم الكراهية والحقد كانت شهيدة، كما كان نيروز حلبجه وربيعها وشمسها وقمرها ونجومها كل شيء كان شهيدا حتى الماء والثياب وذكريات الصبايا والصبيان المحفورة على جذوع الشجر.. كل شيء كان شهيدا وما يزال..
المأساة وما قبلها في صور
منذ 2001/1/15 هيأ مجلس الوزراء في اقليم كردستان ميزانية مفتوحة لوزارة الثقافة لغرض اقامة نصب تذكاري ومتحف وثائقي للمدينة، وقد بذلت من اجل ذلك جهود كثيرة، وقد تم افتتاح المشروع بحضور السيد كولن باول، وزير الخارجية الاميركية السابق بتاريخ 2003/9/15 فجاء النصب وهو من تصميم المهندس المعماري” جمال بكر قصاب “ تعبيريا وبتكوين تجريدي يوحي بمجموعة من الأكف الخارجة من ركام من الخوذ العسكرية، لتحتضن شكلا اقرب الى الدرة او الماسة المرفوعة الى السماء تلك هي حلبجه التي رفعتها أكف ابنائها المخلصين، وانتشلتها من ركام الحروب، ومن داخل البناية كان شكل النصب خيمة ملونة مرفوعة فوق دكة الأكاليل والشموع التي تتوسط باحة المبنى، المكون من قاعات عرض تفضي الى بعضها وصالة مؤتمرات مدرجة وصالة استراحة.
لا اعتقد بان زائرا يدخل هذا المكان دون ان تتكسر العبرات في صدره وتباغته صرخة من الاعماق تشج قلبه وتوخز وجدانه، واول ما يثير الشجن نواح” الفلوت “ للموسيقى الايراني” جمشيد عندليبي “ ذلك النغم الجنائزي الذي يمكن تخيله منبعثا من الاعالي ليكون قداسا في ضريح ملائكة ذبحتها الشياطين ورمت بجثثها على صخور الارض.يعيش الزائر مع وثائق المتحف تاريخين لحلبجه، والمأساة وما قبلها، الذكريات والمعالم والوقائع واليوميات والمناسبات وصولا حتى صور الموت الكيمياوي..
بطولات وشعراء وأعياد خاصة وتسامح
يفخر اهالي حلبجه بان مدينتهم تضم عددا من المراكز العلمية للعلوم الاسلامية تمتد الى مئتي سنة تقريبا، في كل من قرى” بياره وتركسه جار “ وقرية” عبابيل “ الذي اشتق اسمها من ابي عبيدة، اذ يوجد ضريح قديم لصحابي يدعى” ابو عبيدة الانصاري “ كما ان هناك مركزا” تكية لاتباع الطريقة النقشبندية “ وقد خرج من هذه المدينة علماء اجلاء منهم الملا عبد الكريم المدرس” المفتي المعروف “ ويقطن المدينة عدد من اتباع الطائفة الكاكائية، وقبل عام 1948 كانت هناك قرية جولكان التي تقطنها الطائفة اليهودية، وهذا دليل على روح التسامح الديني السائدة بين السكان، ويفخرون بها، والملفت للنظر هو اين ما تجول ببصرك تجد قبة ومنارة لمسجد او ضريح.
ويفخر الحلبجيون بان مدينتهم انجبت العديد من ادباء وشعراء الكرد اذ ينتصب على مشارفها ضريح الشاعر الصوفي المعروف” عبد الرحيم مولوي “ الذي ولد وعاش وتوفى فيها ومن ابنائها الشاعر المعروف” عبدالله كوران “ الذي يعد واحدا من المبرزين في الشعر الكردي الحديث ومن شعرائها” احمد مختار جان تالي “ وهو شاعر واحد رواد الرواية الكردية و” صالح هوشا “ وقد عرفت المدينة بنشاطها الثقافي الذي تمثل باصدار النشرات والصحف المحدودة التداول منذ عام 1960 ولحد الان..
ويذكر ان لمدينة حلبجه بطولات ما تزال موضع فخر، كمقاومة الاحتلال الانجليزي في عشرينيات القرن المنصرم، بقيادة الشيخ” حمه الرشيد العبابيلي “ الذي ناصر الثائر الشيخ محمود الحفيد الذي يعده الكرد علامة لنضالهم وجهادهم، وللمدينة عيد خاص للاحتفال بالاثني عشر فارسا، الذين هزموا جيش الامبراطورية الساسانية دفاعا عن مدينتهم، وهناك عيد اخر ذو طابع ديني يسمى عيد” البرات “ او البراءة توزع فيه الحلوى والمأكولات ويتجول فيه الصبية على طريقة” الماجينة “ طارقين ابواب المنازل طلبا للعطايا، البعض ينسب هذا العيد الى مناسبة تبرئة الباري عزوجل في محكم كتابه للسيدة عائشة زوج الرسول” صلى الله عليه واله وسلم “ في حادثة الافك، وهو طقس على حد علمي لم تتبعه اية طائفة اسلامية، وينسب البعض الاخر فكرة هذا العيد الى بقايا الديانة الزراد شتية التي كانت شائعة في المنطقة قبل الاسلام، ومما يؤكد هذا وجود بقايا قديمة لآثار ساسانية على تل” بكراوه “ وان فكرة العيد مبنية على البراء من الجوع، فمن طقوسهم فيه تناول الاطعمة الكثيرة على العشاء تفاديا للموت جوعا، على اعتقاد ان هذه الليلة هي ليلة توزيع الرزق على العباد..اخيرا لا يسع الزائر لهذه المدينة الخالدة الا ان ينحني اجلالا لصبرها واصرارها على النهوض باشراقة أمل، من رماد ذلك الربيع الكارثي الذي سيظل شاهدا على بشاعة الاستبداد والحروب القذرة التي يخوضها الطغاة الحمقى ارضاء لأحلامهم المريضة، ويتم تسديد فواتيرها من ارواح ودماء الابرياء..
وهكذا يكون للزائر ان يودع حلبجه مدينة الاحزان وضريح الملائكة، وحكايات الناجين من اعصار جهنم الذي لم يترك شيئا من النسل والحرث ولم يخلف سوى الذكريات المريرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يزن

يزن


عدد المساهمات : 32373
تاريخ التسجيل : 23/09/2009
العمر : 35

حلبجة...قصة مدينة زلزلها الموت الكيمياوي Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلبجة...قصة مدينة زلزلها الموت الكيمياوي   حلبجة...قصة مدينة زلزلها الموت الكيمياوي Emptyالإثنين ديسمبر 28, 2009 4:27 pm

يعطيك العافيه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صبية كوردستان

صبية كوردستان


عدد المساهمات : 5423
تاريخ التسجيل : 29/09/2009
العمر : 38

حلبجة...قصة مدينة زلزلها الموت الكيمياوي Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلبجة...قصة مدينة زلزلها الموت الكيمياوي   حلبجة...قصة مدينة زلزلها الموت الكيمياوي Emptyالإثنين ديسمبر 28, 2009 7:35 pm

ده ست خوش به ري به ريز


يسلم يدك اخ العزيز
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حلبجة...قصة مدينة زلزلها الموت الكيمياوي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حلبجة مدينة الموت
» مدينة العيون المغربية مدينة الرمال الذهبية
» مدينة قسنطينة من الجزائر مدينة رائعة جدا
» مدينة الحسيمة المغربية مدينة ولا اروع
» بعد مرور 21 عاماً على فاجعة حلبجة.. العثور على أحد الأطفال المفقودين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: أهلا وسهلا بكم في منتديات عبود89 :: ••.•´¯`•.•• (ملتقى الثقافات العربيه والاسلاميه) ••.•´¯`•.•• :: ••.•´¯`•.•• (كوردستان) ••.•´¯`•.••-
انتقل الى: