لم يكن غريبا على الثعلب الاحمر اسماعيل عبد اللطيف ثعلب الكرة البحرينية والخليجية ، أن يمارس هوايته من جديد ويخطف هدفا للاحمر البحريني في الوقت القاتل أمام منتخب الاردن في المباراة النهائية لمسابقة كرة القدم بدورة الالعاب العربية الثانية عشرة بالدوحة ليحقق مع زملاءه فوزا هو الاكبر في تاريخها الكروي، وليتوج بلاده بلقب كروي غال اشتاقت إليه الكرة البحرينية سنوات طويلة وهو لقب كبير وتاريخي اعتلت به البحرين عرش الكرة العربية ، وليصبح ثاني لقب في تاريخها بعد اللقب الذي أحرزته في اكتوبر الماضي بالمنامة وتوجها على عرش الكرة الخليجية لأول مرة ، لتجمع البحرين المجد الكروي الخليجي والعربي من أطرافه في مدي أقل من ثلاثة أشهر بعد صبر وصيام ومعاناة طويلة دامت أكثر من أربعة عقود.
وكان استاد حمد بن جاسم بنادي السد بالدوحة ، شاهدا على الانجاز البحريني الكبير، الذي وضع بصمات بحرينية مميزة على حفل الختام ، بأن يكون التتويج الذهبي البحريني أخر تتويج في الدورة ، وليكون العلم البحريني آخر علم يُرفع، ويكون النشيد الوطني البحريني آخر نشيد يتم عزفه في دورة العاب تاريخية ناجحة للدولة المنظمة قطر ، وضعت العاصمة القطرية على قارعة طريق المنافسة الشرسة لانتزاع حق تنظيم أولمبياد 2020، بعد المفأجاة القطرية الكبري بتنظيم مونديال 2022 .
ولتتوج مصرالرائدة ، كعادتها بصدراة الدورة بفارق كبير عن تونس أقرب المنافسين، وتلتها المغرب ثم قطر التي انتفضت وحققت طفرة رياضية كبيرة وتقدمت على قوى رياضية عربية عتيدة مثل الجزائر والسعودية والاردن ولبنان والعراق .. وكانت أنشودة بلاد العُرب أوطاني ، خير ختام للدورة بصوت رائع للمطرب العراقي الكبير كاظم الساهر معبرا عن أحلام كل العرب الذين اختلجت أحاسيسهم وارتعشت مشاعرهم شوقا وولعا لحلم الوحدة العربية الذي ألهبته الدورة العربية التي شهدت تلاحم الشباب العربي ومدي حبه وارتباطه ببعضه كترابط الجسد الواحد .. ولعل السياسيون والحكام وقادة الوطن العربي يدركون مسئوليتهم التاريخية في تحويل حلم الوحدة العربية إلى واقع بعد أن عشنا أزمانا طويلة من السراب .
