القصة الكورديــة في الربــع الاول من القـرن العشــرين .. قصص الرؤيا

القصة الكوردية في الربع الاول
من القرن العشرين ..
قصص الرؤياد.شعبان مزيري

ان الأدب القصصي ،ادب جديد دخل الأدب الكوردي في العقد الأول من القرن العشرين بعد أن تأثر الكثير من الادباء والمثقفين الكورد بالادب الاوربي عن طريق ترجمة النصوص الادبية من اللغة الفرنسية والانكليزية إلى اللغة التركية ونشرها في صحف ودوريات التي كانت تصدر في مدينة اسطنبول وبغداد.
ول محاولات لكتابة القصة وتقليد الاوربين كانت محاولة فؤاد تمو الذي كان احد الطلاب يدرس في كلية في اسطنبول وعندما صدرت مجلة(رؤژ كورد) عام 1913 نشر فؤاد تمو أول قصة تحت عنوان(القصة) في الحلقتين الاولى والثانية من القصة في العددين(1ـ2)وكتب في نهاية الحلقة الثانية يتبع وكانت هذه القصة تمتاز بمستواها الفني البسيط، اما موضوعها فكان يتناول مأساة الراعي وله ولد وحيد وعندما توفي والده(الراعي) يبقى وحيداً ويتيماً فتزداد معاناته ومأساة بطل القصة “شفيش”. اما قصة الثانية(له خه وما ـ في حلمي) لـ(جميل صائب)ان هذه القصة تعدّ الثانية كقصة فنية في الادب الكوردي القصصي،والذي نشر أول حلقة منه في صحيفة (ژيانه وه ـ الانبعاث) التي اصدرتها سلطات الاحتلال البريطاني في السليمانية عام 1924، وفي العدد(29) الصادر في 1/ 7/ 1925 واستمر على نشر حلقاتها لغاية الحلقة الثامنة عشرة إلى ان توقفت الصحيفة عن الصدور بعد ان تم اغلاقها وتم نشر خمس حلقات متبقية من القصة في صحيفة(ژيان ـ الحياة) التي صدرت عددها الأول في 21/1/1926 في السليمانية أيضاً واستمر جميل صائب على نشر الحلقات المتبقية من قصته (في حلمي) ومنها حلقة التاسعة عشرة من هذه القصة في العدد(26) من صحيفة(ژيان ـ الحياة) بتاريخ 29/7/1926 ونشر الحلقة الثالثة والعشرون منها والتي ورد في نهايتها عبارة(يتبع) مما يشير إلى ان هناك حلقات اخرى من هذه القصة كان يجب ان تنشر. ولكن لم يتم اكمال نشر الحلقات المتبقية. لذا اعتبرت(في حلمي) قصة ناقصة هذه القصة كتبت على شكل ذكريات انتقادية لوضع السياسي الذي كان يمر فيها منطقة السليمانية،وهي انتقادات ساخر وقاسية موجه ضد حكومة الشيخ محمود الحفيد وحاشيته الفتية التي وقفت ضد اطماع الاستعمار البريطاني المحتل لكوردستان والتي حكمت اقل من سنة.وان القاص ينتقد في قصته تصرفات هذه الحكومة المحلية في الوقت الذي يطالب ويؤيد بكل وقاحة السياسة البريطانية في المنطقة وهو يطالب بمجيء سلطات الاحتلال البريطاني للحكم في السليمانية من خلال الحاكم السياسي(المندوب السامي البريطاني) ويقول حسين عارف ان قصة(في حلمي) يجعل الناقد في حيرة من امره بعض الشيء بخصوص كيفية تقييمها. وإن هذه القصة كتبت بلغة ركيكة من الناحية الفنية وساقطة من ناحية الفكرة والموضوع المطروح فيها لانه يؤيد سياسة المحتل لكوردستان.

القصة الثالثة نشرت في صحيفة”بيشكه وتن ـ التقدم” التي كانت تصدر في مدينة السليمانية وقد نشرت قصة بعنوان(حكايه تي بشتى كيوى قاف ـ حكاية خلف جبل قاف) لكاتب(م.ع.ن) وهي قصة رمزية ينتقد فيها أيام حكم الشيخ محمود الحفيد ويعتبر هذه القصة ثاني قصة كوردية في الادب الكوردي في العراق.
القصة الرابعة: وهي قصة”مسألة الضمير” كتبت بين اعوام 1927ـ 1928ولم تنشر في حينها وبقيت مخطوطة إلى ان جاء الدكتور احسان فؤاد لتحقيقها ونشرها بعد ان عثر على المخطوطة وأوراق متفرقة منها كتبت بخط الشاعر علي كمال بابير الذي كانت تربطه بالشاعر احمد مختار الجاف علاقة قوية. وان السبب الذي دفع المحقق والناشر لتحقيق هذه القصة كما يقول Sad

(بعد دراستي في الخارج اتضح لي بشكل اكثر قيمة وأهمية هذا النوع من المسودات، لانني رأيت بام عيني كيف ان الأوراق المهمة ابتداء من ورقة شبه تالفة وصولاً إلى كل أنواع المخطوطات القديمة منها والجديدة محفوظة في مكتبات اوربا،ولمست إلى أي مدى يولون أهمية لمثل هذه المسودات غير المطبوعة لذا قررت بعد رجوعي ان احقق هذه المخطوطة واجعل منها أول هدية اقدمها للقراء المحترمين)). قصة(مسألة الضمير) يظهر الكاتب متمرداً حقيقياً،فهو ابن الطبقة الاقطاعية، وموظف،ومسؤول في الحكم الملكي في العراق،ولكنه بكشف القناع عن وجه الاقطاع، وعن وجه ذلك النظام المتعفن المبني على أساس من الكذب،والخداع، والخيانة ، ومعاداة الشعب. وان القاص في(مسألة الضمير) يوجه النقد اللاذع والساخر لمواقف كل طبقات المجتمع،وهو ينتقد الاحوال والضروف الاجتماعية وينبش في لب اسراره، وان نقده الاجتماعي الساخر وهو النقطة المهمة التي ركز عليها القاص وبعمله هذا استطاع ان يزيح الستار عن الظلم الاجتماعي الذي تعرض له طبقة الفلاحين ويكشف الاعيب التي يقوم بها المرابين والتجار الجشعين الذين يقومون باعمال الغش في تعاملهم التجاري واللجوء إلى الكذب.فإن هذه القصة نستطيع ان نضعها ضمن مدرسة الواقعية الانتقادية.وان مفهوم الأدب الواقعي في الثقافة المعاصرة مرتبط بالقضية التي يكون الأدب عنها مسؤولاً بمعنى أن الأدب المسؤول أو ادب القضايا هو حكماً، أدب واقعي.
وان الأدب الواقعي في الثقافة المعاصرة هو ادب الحقائق التاريخية الحادثة أو الممكنة لا فرق. فالحقيقة هي في الواقع والإمكان مجاًز لا ادب مسؤول خارج التاريخ الممكن والحادث. وثمة واقعية معمقة، واقعية تاريخية تستبطن وتعري وتضيء وتكشف وتزخم الزمن او الصيرورة وان ما قام به احمد مختار الجاف الذي استطاع ان يرسم لوحة ذات منظر طبيعي واقعي مأخوذ من واقع مجتمعنا الكوردي في عشرينيات القرن العشرين ذلك المجتمع الذي كان ينخر في جسده امراضاً مستعصية على المعالجة منها(الجهل،والامية،والتخلف، والامراض).
وفي قصة(مسألة الضمير) نرى ان بطل القصة(زوراب افندي) الذي هو شاب مثالي يؤمن بالصدق والامانة والأخلاص والمال الحلال وهو الذي يحاسب نفسه،وبعمله هذا يريد ان يعالج بعض امراض المجتمع، ويريد ان يفضح المنحرفين واللصوص والكذابين الذين هم كثرة في المجتمع الكوردي.
ويقول الدكتور احسان فؤاد ان قيام بطل القصة بهذه الاعمال استطاع ان يفضح نماذج من اللصوص والمرتشين والمتحالفين والمستغلين والرجعيين والمخادعين… الذين غرسهم النظام الملكي في دوائر الدولة وان النقطة المهمة التي نتوصل إليها وهي نقيضين الاول مثالية افكار يتمثل بافكار بطل القصة(زوراب افندي) ومبادئه والحلول الذي يضعها لحل مشاكل المجتمع المستعصية.
الثاني:وهو السائد في المجتمع وهم مجموعة من(اللصوص، والمرتشين، والمفسدين الاداريين،والاقطاعيين،والتجار الجشعين الذين يتحايلون على المواطنين بكل الطرق بما فيها التعامل التجاري المغشوش..الخ)) وكل هذا يدفع بطل القصة إلى ان يضطر ان يساير الواقع المزري الذي يعيشه المجتمع ويقوم بدفع الرشوة اللازمة لانقاذ نفسه من الورطة التي وقع فيها بعد ان يسمع نصيحة صديقه المخلص والذي قال له بالحرف الواحد ووضع النقاط على الحروف يجب ان(تساير المجتمع) وإلا سوف تلاقي معاناة كثيرة ومن المحتمل يقضي على مستقبلك لان طريق الصدق والامانه والاخلاق الفاضلة لاتفيد في المجتمع المتخلف الجاهل فإذا لم تساير المجتمع وتسير على الطريق الذي هم يسلكونه اعلم بانك سوف تلاقي المصائب والنكبات لا محال له.

وإن قصة(القصة) لفؤاد تمو وقصة(في حلمي) لـ(جميل صائب)وقصة (مسألة الضمير) لشاعر احمد مختار الجاف يمكن ان نضعهم ضمن قصص(الرؤيا) حيث ان القصاصون يسردون قصصهم من خلال حلم يراه بطل القصة.
شروط هذه النماذج من قصص(الرؤيا)هي:
1ـ ان القصص المتخذة الاحلام(الرؤيا في المنام) قد كان الدافع الأساس لهذه الرؤى إحساس كتابها بتخلف مجتمعهم.
2ـ انهم عرفوا ان أسباب التخلف،الذي كان يعيش فيه مجتمعهم
3ـ ان هذا التخلف يعود إلى وجود المحتل الاجنبي(العثمانيون ـ ومن ثم البريطانيون).
4ـ وعدم وجود قصاصين(الادباء) يتمتعون بالثقافة عالية، أو درسوا اللغات العالمية(كالفرنسية والانكليزية والالمانية).
5ـ قلة ترجمات إذا لم اقول انعدامها.
6ـ فان اغلب قصص التي كتبت في العشرينيات والثلاثينيات القرن العشرين كانت مجرد قصاصاً مصوراً للخواطر التي تمر على ذهن القاص، على الرغم من ظهور في هذه الفترة بعض الاصوات الواعدة.
7ـ اما مضامين القصص العشرينيات القرن العشرين كان يستمد مواضيعه من محيطه المتاخر ومن بيئته المحافظة ومن جوه الضيق الخانق ليعطي فكرة القصص ويعالج من خلالها مواضيع سياسية ،او يحاول ايجاد حلول لبعض المشاكل الموجودة في المجتمع وهذا ما نلاحظه في قصص القاص عبدالمجيد لطفي، والقاص ذنون ايوب وقصص محمود محمد الحبيب واخرين.
8ـ هدف القاص من اتخاذ الرؤيا هو من اجل تنوير المجتمع وحثهم على النهضة ولاستيقاظ من السبات الذي يعيشون فيه.
9ـ عن طريق الرؤيا يتم كشف المجهول والتنبؤ بالمستقبل.
10ـ وان الرؤيا يعتبر اسلوب التخفي من بطش القوى المتحكمة بواقع المجتمع انذاك.
المصادر:
1ـ احمد مختار الجاف، مسألة الضمير(قصة)،ترجمة عادل كه رميان، بغداد،مطبعة الفنون، 1989.
2ـ جميل الشبيبي،بناء مدينة الرؤيا في القصة العراقية القصيرة محمد خضير انموذجاً،بغداد،مطابع دار الشؤون الثقافية العامة،(الموسوعة الثقافية رقم 48)،2009،ص5،6،7.
3ـ د. ساسين عساف،دراسات تطبيقية في الفكر النقدي الادبي محورها الرؤية والرؤيا،بيروت،دار الفكر اللبناني،1991،
4ـ عبدالرزاق بيمار،النثر الكوردي، بغداد ، دار الحرية للطباعة،

من منشورات دار الثقافة والنشر الكوردية، 1999

القصة الكورديــة في الربــع الاول من القـرن العشــرين .. قصص الرؤيا 30283_3175547440c570f2ad

يعطيكي العافيه يا نوروز

» صور الطلاب في البرايم الاول (الجزء الاول )
» شوفو القصة الرهييييييييييبة مرررررة ههههههههههههههههههههههههههه
» الرجاء قراة القصة بتمعن قصة في المدينة اغرب من الخيال؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
» هذه القصة من أجمل القصص تبين لماذا خلق الله الالم والمعاناه . . .
» القصة التي ضحك منها سليمان عليه السلام عاما كاملا