وضع كارثي ,ذلك الذي عاشه عشاق المنتخب المصري أثناء بحثهم عن تذاكر لقاء المنتخب المصري ونظيره الجزائري بآخر جولات التصفيات الافريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم.
لم ادرك الحجم الحقيقي للكارثة فاضطررت لمغادرة منزلي والتوجه الي نادي الزمالك وتحديدا آحد منافذ بيع التذاكر به لأجد أعداد كبيرة من الجماهير تنتظر التذاكر دون جدوي والبعض يقول ان التذاكر تم تسريبها إلي السوق السوداء.
انتظرت إلي أن خرج آحد اعضاء نادي الزمالك من داخل النادي ليقول أن هناك كمية كبيرة من التذاكر تم تسريبها إلي أحد المقاهي بمنطقة "أمبابة" بمحافظة الجيزة لكي يتم بيعها.
بالطبع الأمر كان بمثابة الصدمة وأنا أجد الجماهير بوجوهها الواجمة قد خاب أملها خاصة أني قابلت أحد الجماهير وعيناه يكاد الدموع يخرج منها بعد أن جاء من محافظة سوهاج بصعيد مصر منذ أمس للحصول علي تذكرتين له ولشقيقه لحضور المباراة ولا يكاد يصدق أن التذاكر التي أقر القائمون علي توزيعها أنها لن تصل إلي السوق السوداء وأن توزيعها سيتم عبر صورة الهوية الشخصية وان هناك عدد محدد لكل فرد لن يتجاوز تذكرتين قد ذهبت ادراج الرياح.
انتقلت إلي شارع "جامعة الدول العربية" المجاور لنادي الزمالك ومازال الزحام يتدفق نحو نادي الزمالك والبعض قد نصحني بالذهاب إلي أحد بائعي "الاعلام" لانه يملك مجموعة من التذاكر وبالفعل ذهبت إلي البائع لاجده يقسم أنه لا يملك اي تذاكر وأنه يجب علي أن اذهب الي منطقة "امبابة" او انتظر بآحد مقاهي شارع "جامعة الدول العربية" إلي الواحدة صباحا ربما ياتي آحد تجار السوق السوداء ومعه مجموعة من التذاكر.!!
وقد أكد أكثر من شاهد عيان أمام منفذ بيع النادي الاهلي بمدينة نصر عن بيع المنفذ لكميات قليلة لا تتعدي 200تذكرة وتم غلق المنفذ مباشرة بالرغم من تواجد العديد من التذاكر مع موظف بيع التذاكر وهي واقعة بحاجة إلي تفسير من المسئولين عن عملية البيع للرد علي الإتهامات الموجهة إليهم بشأن تسريب التذاكر الي السوق السوداء.
وقد شهد منفذ البيع بالنادي الاهلي عملية تجمهر كبيرة وقد تدخل الأمن لمحاولة فض الجماهير عن المنفذ بعد إغلاقه في ظل الحالة الهيستيرية التي انتابت الجماهير من نفاذ تذاكر الدرجتين الثانية والثالثة وبقاء بعض تذاكر الدرجة الأولي الباهظة الثمن.
ومن منفذ بيع نادي الشمس سخطت الجماهير علي موظف بيع التذاكر قام بتوزيع عدد قليل من التذاكر وأغلق المنفذ وقد تدافعت الجماهير لنيل عدد من التذاكر إلا أنها نالت العديد من اللكمات من الأمن الذي تسبب في اصابة عدد كبير من الجماهير نظرا للتدافع وعدم التنظيم وقد قامت الجماهير بالهتاف ضد الحكومة ثم عادت وهتفت ضد اتحاد الكرة الذي فشل في إيصال التذاكر بكميات كبيرة إلي الجماهير.
وبمنطقة 6 اكتوبر لم يستطع اي من الجمهور الحصول علي تذاكر بعد أن ظلوا ينتظرون أمام منفذ البيع دون جدوي.
ومن منفذ بيع المعادي جلست الجماهير تنتظر منذ الساعة السابعة صباحا وحتي الخامسة عصراً دون جدوي وقد خرج أحد الموظفين ليؤكد أنه لا يوجد تذاكر بحوزته فتوجهت الجماهير نحوه إلي أن قام الأمن بفض الجماهير باستخدام القوة.
وكانت أنباء قد تسربت من اتحاد الكرة أن هناك كميات كبيرة من التذاكر سيتم ضخها في منافذ البيع يوم الخميس وإن كانت الأنباء تشير أن هذة محاولات لتهدئة الجماهير الغاضبة.
وقد وصل سعر التذكرة درجة ثالثة إلي 150 جنيها مصريا بالرغم من أن سعرها الحقيقي 15 جنيها اي بزيادة عشرة اضعاف عن السعر الحقيقي.
وترددت أنباء من مصادر صحفية أن مسئول كبير بأمن نادي مشهور قد قام بشراء دفترين تذاكر وقام بتسريبها إلي السوق السوداء.
وبعد أن وصلت أسعار التذاكر إلي أكثر من عشرة أضعاف عن سعرها الحقيقي فمن المسئول عن تلك المهزلة!!!
